المحتوى الرئيسى

اشتباكات ودماء على الأرض وهروب السجناء.. 6 أعوام على "جمعة الغضب"

01/28 13:05

كانت الساعة تدق الواحدة ظهرًا وشوارع القاهرة والمحافظات هادئة، لأداء ملايين المواطنين صلاة الجمعة ببيوت الله، وبعدها بدقائق تحول المشهد تمامًا، لتشهد شوارع العاصمة والمحافظات خروج الملايين من جميع طوائف الشعب بالشوارع وتعالي أصوات التظاهرات تحت شعار " أرحل".

" هروب الألاف من السجون، أشتباكات بالرصاص الحي، دماء تسيل على  الأرض، نيران تأكل أقسام الشرطة ومبني الحزب الوطني،الجيش يخرج من ثكناته لشوارع القاهرة، حظر تجوال بالبلاد انه يوم " جمعة الغضب".

حيث تحل اليوم الذكرى السادسة لجمعة الغضب التي كانت رابع أيام ثورة الخامس والعشرون من يناير، وشهد هذا اليوم خروج ملايين المواطنين في مظاهرات حاشدة بمختلف أنحاء الجمهورية، حيث شاركت الأحزاب والعمال والموظفين بالعديد من الشركات الحكومية إضافة إلى جموع المصلين في الجوامع الكبري بعد انتهاء صلاة الجمعة في التظاهرات للمطالبة بسقوط نظام مبارك.

كانت بداية اليوم بقطع وسائل الاتصالات " الهاتف المحمول والإنترنت " ، حيث قام نظام مبارك صباح يوم جمعة الغضب بقطع وسائل الاتصال لمنع تنظيم المظاهرات وتواصل الجماهير الغاضبة مع بعضهم البعض، ورغم ذلك خرجت ملايين المواطنين من مختلف المساجد عقب صلاة الجمعة متجهين نحو ميدان التحرير، فضلًا عن عديد من المدن المصرية منها الإسكندرية والسويس والمنصورة والإسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا ودمنهور ومحافظة الشرقية وبور سعيد ومحافظة شمال سيناء.

وتظاهر ملايين المواطنين بميداني التحرير وعبدالمنعم رياض،ومنطقة كوبري قصر النيل، ووسط القاهرة، ونشبت أشتباكات حادة بين قوات الشرطة والمتظاهرين بالاسلحة النارية وقنابل الغاز المسيلة للدموع، أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء وأصابة آخرون.

ولم تقتصر التظاهرات على القاهرة فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى في البلاد مثل السويس والإسكندرية، ومع عصر اليوم كان المتظاهرون قد نجحوا في السيطرة بالكامل على مدينتي الإسكندرية والسويس، وتم إحراق معظم مراكز الشرطة في الإسكندرية واضطرت قوات الأمن فى آخر الأمر إلى الانسحاب من المدينة بعد الفشل في قمع المتظاهرين، أما في السويس فقد سيطر المتظاهرون على قسم شرطة الأربعين بكل ما فيه، واستخدموا القنابل المُسيلة للدموع ضد رجال الأمن، بينما شاعت أنباء عن سيطرة المتظاهرين على المدينة وطرد قوات الأمن منها.

واندلعت العديد من الحرائق بعدد من أقسام الشرطة، وتهريب الاف المجرمين من السجون المصرية، وفتح البلطجية أبواب الجحيم على الشعب المصرى دون أن يعوا مدى خطورة حيث كانت بداية الفوضى والعنف، نظرًا لما قام به العديد من المشردين والبلطجية وعناصر تنظيم الاخوان الإرهابي من اقتحام 11 سجنا وحرقها بجانب تهريب مسجلي الخطر وعناصر الجماعة.

ورغم ما تعرضت له الشرطة من انتهاكات وضرب ومحاولات ضغط لفتح السجون إلا أن هناك العديد من النماذج المشرفة التى تصدت لكل من حاول زعزعة أمن مصر.

ونالت اسهم الانتقام الرموز الذين ساندوا النظام، ففي يوم 28 من يناير عام 2011 الذي أطلق عليه "جمعة الغضب"، تعرض الحزب الوطني لأكبر ضربة قاصمة له علي مدار تاريخه، إذ اجتاحه مئات المتظاهرين الغاضبين المطالبين برحيل الرئيس المخلوع مبارك، وكانت نهاية الحزب عندما قام المتظاهرين بحرق مقره بالقاهرة وإلقاء زجاجات المولوتوف بداخله، وتوالت الاقتحامات لأفرع الحزب بالمحافظات وتم نهبها وإشعال النيران بالمباني.

وظل الحزب عدة اعوام على حاله حتى جاء المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق وأصدر قرار بهدم المقر وبالفعل تم هدم المقر.

ومن أكثر المشاهد غرابة التى سجلها اليوم، هو خروج مساء جمعة الغضب إحدى السيارات الدبلوماسية على المتظاهرين لتقوم بدهس عدد كبير من المتظاهرين بالقرب من ميدان التحرير بوسط القاهرة.

وشهد هذا اليوم العديد من حالات السرقة كانت أهمها، سرقة المتحف المصري، حيث استغل بعض الخارجين عن القانون حالة الفوضى والانفلات الأمني بعد انسحاب الشرطة، وأقتحموا المتحف المصري وقاموا بسرقة العديد من القطع الأثرية بداخله، ليصل عدد المسروقات المبدئية مما يقرب من 54 قطعة أثرية.

كما تم تحطيم نحو‏ 13 ‏فاترينة‏، ‏وبعثرت ما تحمله من قطع أثرية، ‏والتي‏ ‏تبلغ‏ ‏نحو‏ 70 ‏قطعة‏ ‏معظمها‏ ‏تماثيل‏‏، ولعدم ثقافة تلك السارقين لعظمة تلك التماثيل وقيمتها الأثرية والتاريخية كانوا يلقونها على الأرض مما تسبب فى تحطم معظمها،ولم يكتفوا بسرقة القطع الأثرية حيث قاموا بالسيطرة علي السيارات الخاصة بالدفاع المدني وسرقة محتوياتها وإشعال النيران فيها.

وبعد مرور نحو أسبوعين، خرج وزير الآثار نفسه معلناً عن سرقة نحو117قطعة أثرية، إثر دخول عدد من البلطجية الي المتحف ومنها تمثالان للملك توت عنخ آمون من الخشب المغطى بالذهب، وتمثال من الحجر الجيري للملك إخناتون، وتمثال آخر لزوجته الملكة نفرتيتي،بالإضافة إلى تمثال من الحجر الرملي من عصر العمارنة.

أصدر المشير محمد حسين طنطاوى أمره إلى الوحدات العسكرية بالتحرك إلى المدن وتأمين الشوارع، وكانت العملية الأهم التى تمت فى تلك الليلة هى: تأمين المتحف المصرى حيث باتت خزائن الملوك فى قبضة اللصوص الذين سرقوا 54 قطعة من أثمن ما تركه الأجداد لأحفادهم.

واتخذ مبارك، بصفته الحاكم العسكري، قرارًا بفرض حظر التجول في القاهرة والإسكندرية والسويس من 6 مساءً إلى 7 صباحًا بالتوقيت المحلي، مع فرض أول حظر تجول وقع في الفترة الأخيرة، ونـزلت دبابات ومدرعات الجيش المصري للشوارع لمنع الفوضى وحفظ الأمن وسط ترحيب شديد من المتظاهرين الذين اعتبروا الجيش طرفًا محايدًا.

نتيجة للفوضي التى طالت الشوراع تم تشكيل اللجان الشعبية في كافة مناطق مصر، والتي تكونت من أهالى المناطق، حيث تكونت في كل منطقة لجنة تضم العديد من شباب ورجال المنطقة والذين تسلحوا بكل ما يمكن اعتباره سلاح "من أسلحه نارية إلى بيضاء إلى الشوم والعصى" .

وانتشروا في شوارع مناطقهم على شكل دوريات لتأمين المنطقة وتعويض دور الشرطة المفقود، وقمت اللجان بدور كبير في فحص تراخيص والبطاقات الشخصية لكافة الأشخاص المارين في الشوارع سواء راجلين أو في سيارات،وتفتيش السيارات التي تمر في الشوارع للتأكد من خلوها من السلاح، ووضع متاريس تساعدهم على السيطرة على حركة المرور وللحماية من هجمات الخارجين عن القانون وعمل كمائن في الشوارع الرئيسية والهامة وقد ساعد العدد الهائل للمتطوعين في هذة اللجان في تأمين معظم شوارع مصر، وقد نجحت هذة الفكرة بشكل غير متوقع حيث منعت سرقات عديدة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل