المحتوى الرئيسى

حكايات السبت | المصري اليوم

01/27 21:18

شاهدت وتابعت 3 كلمات للرئيس السيسى خلال 4 أيام. حضرت احتفال وزارة الداخلية بالذكرى 65 لعيد الشرطة. والآن أشارك فى مؤتمر الشباب بأسوان. هزتنى مشاركة الشباب الواسعة هنا. أفكارهم ورؤاهم للصعيد وتطويره. ذكاء من المنظمين أن يتم نقل المؤتمر إلى خارج القاهرة. أتمنى أن يزور الوادى الجديد. الداخلة والخارجة والفرافرة. أن يزور سيوة ومطروح ومرسى علم. أتمنى أن يصل حلايب.

مشاركة ١٤٠٠ شاب شىء رائع. لهجة الشابات والشباب. لون بشرتهم بلون الصعيد ودفئه وتنوعه. اختيار الجالسين إلى جوار الرئيس. وصوله لمقر انعقاد المؤتمر عن طريق النيل. النهر راعينا ورابطنا. لغة الرئيس مختلفة وعميقة. جمل بسيطة ومؤثرة وكاشفة. صيغت بعناية. أتمنى أن تتبعها خطط عمل بأنحاء الصعيد.

لكن أتمنى أيضًا نهاية لمأساة عدد قد يقترب منهم أو يزيد فى الحبس الاحتياطى. أتمنى أن تنهى اللجنة التى كانت قد تشكلت فى مؤتمر الشباب العام فى شرم الشيخ عملها بسلام. لا تزال شكاوى الأسر ودموعهم تسبقهم إلينا. تجاوبنا مع مبادرة الرئيس وأنشأنا خطًا ساخنًا للتواصل مع أسر المحبوسين احتياطيًا ورفع أصواتهم للجنة. تلقينا ترحيبًا ودعمًا من الدكتور أسامة الغزالى مقررها، ومن أعضائها الأفاضل، لكن فرصتنا توارت مع تأخر صدور قرارات الإفراج. مع الروتين وتعدد جهات اتخاذ القرار. كأن هناك رغبة خفية وقوية فى تفريغ مبادرة الرئيس من مضمونها. عندما نسأل عن أعداد المحبوسين احتياطيًا، لا نتلقى جوابًا. حتى مجلس حقوق الإنسان أرقامه غير دقيقة فى هذا الأمر. عندما يكتب لدينا كاتب رأى أو يقول عبر تقرير إخبارى، أو حتى عندما نترجم موضوعًا صحفيًا من جريدة أجنبية بأن الحبس الاحتياطى بات بديلاً للاعتقالات خارج القانون، التى كانت تتم فى عهد مبارك. عندما ننشر ذلك يغضبون. أتمنى أن نصحح مسار الثورة بشكل حقيقى لا أن نهدمها. أتمنى أن تأتى ذكرى الثورة العام المقبل ونحن بسجل أفضل فى مجال حقوق الإنسان. أتمنى محاسبة سريعة وعاجلة لمقتحمى الحياة الخاصة!.

وأنا أقلب عينى داخل مواد الدستور، صباح أمس، فى أسوان بحثًا عن مواد الشباب، التى هى متفرقة وفى أكثر من موضع ولا يطبق غالبها، وحالها كحال باقى مواد الدستور، الذى هو رائع فى صياغته- شدنى أن مواد الحريات العامة نحو عشر مواد (من المادة 51 وحتى 60). شدنى أيضًا أن المشرع وهو يصوغ المادة 54 بالتحديد قد قرن الحرية الشخصية بإجراءات الحبس الاحتياطى بالتحديد وسأنقل جزءًا منها.

«الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة لا تمس، وفيما عدا حالات التلبس لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر قضائى مسبب يستلزمه التحقيق، ويجب أن يبلغ فوراً كل من تقيد حريته بأسباب ذلك».

وينظم القانون أحكام الحبس الاحتياطى ومدته وأسبابه وحالات استحقاق العقوبة. شدنى أيضًا المادتان 57 و58 المتعلقتان بضمانات الحياة الخاصة التى يتجاوزها زملاء إعلاميون كبار الآن بتسريبات تفصيلية لكل المعارضين أو أشباه المعارضين.

وأؤكد هنا للرئيس ولمستشاريه أننا داعمون للاستقرار، معكم فى مكافحة الإرهاب، نساندكم فى البناء والتنمية، لكن نعارض كل هذه التجاوزات التى ظهرت واستفحلت خلال العامين الماضيين. لا يصح أن نكيل اتهامات التخوين والعمالة لكل من يعارض أو لكل من اختلف معكم. أخشى يا سيدى أن تتسع رقعة «المقاصل السياسية» فيخشى أصحاب الأفكار والرؤى من العمل أو المساعدة. قضية التسريبات الأخيرة فى حاجة إلى وقفة صادقة.

أنا لا أبكى بسهولة. ولا أتذكر أننى دخلت فى حالة بكاء حادة لم أستطع أن أسيطر عليها مثلما حدث فى أكاديمية الشرطة، عندما استمعت إلى الكلمات الصادقة التى قالتها بعفوية السيدة عفاف يوسف والدة الشهيد محمد أنور. فى العام الماضى وفى نفس الاحتفالية، وكنت أشارك لأول مرة فى عيد الشرطة، ومع رؤيتى لرضيع على ذراع أمه- أرملة شهيد- وهى تصافح الرئيس، انهمرت دموعى مع قشعريرة فى جسدى، ثم بدأت البكاء. هم أبناؤنا وإخواننا. تخيلت الشهيد ابنى أو ابن أختى. لعن الله الإرهاب ومن وراءه.

قلت لزملاء وأصدقاء بعد عودتى، إن كلمات هذه السيدة هى أقوى ما فى الحفل. لخصت حالة الشعب المصرى فى موقفه من الإرهاب، وأنه لن يستسلم أبداً. سيدة مريضة أجرت عملية جراحية فى المفصل قبل أيام ثم تتحدث بضمير الحاضر عن وحيدها الشهيد، الذى لم تستخسره فى مصر. لكنى أيضًا سألت نفسى سؤالاً مهمًا وهو سؤال شرعى وصادق ومخلص: إلى متى يستمر هذا المستنقع الإرهابى. ألا توجد حلول أخرى. ممولو الإرهاب لا يبخلون. أصبحنا نعرف بشكل قوى أن أطرافًا إقليمية دولية ضالعة فى ذلك، لكنى أقصد تحريك المياه الراكدة بإحداث معالجات سياسية شاملة للأطراف التى لم تتلوث أيديها بدماء المصريين. أتمنى مبادرة تقطع الطريق على ضعاف النفوس أو القابلين للاستقطاب. مبادرة تنهى أشكال الظلم السياسى والأمنى والذى نعرف جميعًا أنه أحد الروافد الأساسية للتطرف ومن ثم الإرهاب. رغم عدم حبى لحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، ورغم ممارساته المشينة فى مجال حقوق الإنسان، فإن الرجل استطاع أن يحقق هدوءًا لسنوات فى مجابهة «الإسلام السياسى» لنحو عشر سنوات متصلة. كنت متابعًا لهذا الملف فى هذه الفترة. الجرأة توارت. وزير الداخلية الحالى، رغم أنه رجل أمن دولة فى الأساس لا يمتلك الرؤية السياسية الشاملة فى هذا الأمر، والذى يحتاج بلا شك إرادة سياسية شاملة تفوق قرار الوزير. لكنى تذكرت فقط «مبادرة وقف العنف». وأنا أراجع عدد الشهداء الذين سقطوا خلال عام واحد وقد تجاوز الرقم فى جهاز الشرطة 151 شهيداً غير الذين سقطوا من رجال القوات المسلحة. وكما قلت فإن مثل هذه المبادرات لن توقف الإرهاب ولكنها ستقطع الطريق بمنع إضافة كوادر جديدة للإرهابيين.

قلت للزملاء فى إدارة تحرير «المصرى اليوم» إن الثقافة انتصرت على السياسة فى معرض الكتاب وفى مهرجان «الجنادرية»، تمنيت أن يكون مانشيت «المصرى اليوم» عدد الجمعة بهذه الطبخة، ومعها فى نفس التقرير إشارة إلى غياب الرئيس للعام الثالث على التوالى عن افتتاح معرض الكتاب وتكليفه رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بذلك.

أقنعنى الزملاء بعكس ذلك. ونحن فى «المصرى اليوم» نتبادل الرؤى والأفكار.. وأنا بالتحديد لا أتصلب لرأى بعينه. أقنعونى أنه سيكون مانشيت نخبويًا للغاية أقرب لمانشيتات الصحف العربية الخليجية وليس «المصرى اليوم». أنا تربية صحف عربية، وبالتالى أحن لهذا الأسلوب الصحفى أحيانًا. نشرنا أفكار المانشيت فى ثلاثة موضوعات منفصلة..

الأول عن غياب الرئيس عن معرض الكتاب. وهو غياب لا أرى له مبررا على الإطلاق. فالرئيس كان وقته يسمح بذلك. هو متواجد فى أسوان وشاهد مباراة مصر وغانا هناك ولم يكن لديه جدول أعمال رسمى.

مؤتمر الكتاب فرصته لإظهار الاهتمام الرئاسى بالمثقفين وبالكتاب وبما يمثلون من قيمة. كان حسنى مبارك حريصًا على حضور معرض الكتاب. حريصا على زيارة المصانع والمجتمعات العمرانية. بعد عامين معظم زيارات الرئيس لمنشآت عسكرية، أتمنى أن يتم تعديل هذا الأمر. أعرف أن إجراءات التأمين باتت أكثر صعوبة مع تحديات الإرهاب.. لكن الصورة الذهنية عن الرئيس واهتماماته فى حاجة للتعديل.

الموضوع الثانى عن المشاركة المصرية فى مهرجان الجنادرية الثقافى بالسعودية. حيث إن مصر ضيف شرف هذا العام. حوالى ست فرق للفنون الشعبية من محافظات مصرية مختلفة ستشارك. عدد من المفكرين والسياسيين المصريين تمت دعوتهم لإلقاء محاضرات فكرية. أى أنه فى ظل الفتور السياسى بين البلدين، ومعه حملات الهجوم الصادر غالبها من إعلام القاهرة فى حق المملكة، تنتصر الثقافة. وأعتقد أن المشاركة شبه الرسمية هذه، خاصة أنه من المقرر سفر وزير الثقافة للسعودية، من شأنها أن تساعد فى تهدئة الأجواء.

الموضوع الثالث مرتبط باختيار المغرب ضيف شرف فى معرض الكتاب. فى الرباط الآن، حكومة تقترب بمنهجها من فكر الإخوان المسلمين. وقد صدرت حملة انتقادات للقاهرة من الإعلام المغربى- حتى الرسمى منه- وذلك بعد أن قام فريق إعلامى مصرى بزيارة «مخيمات الصحراء» الذين يطالبون بالاستقلال عن المغرب. وبعد ذلك شارك وفد صحراوى فى مؤتمر البرلمانات الأفريقية فى شرم الشيخ. لا أريد أن أزيد فى هذه النقطة بالتحديد فهى حساسة للإخوة المغاربة الذين أتمنى لهم كل الاستقرار.. كما أتمنى أن تشهد علاقات البلدين مزيداً من التوافق والتواصل.

أول إبريل المقبل، سيجلس على مقعد مدير مكتبة الإسكندرية شخصية مصرية جديدة تخلف الدكتور إسماعيل سراج الدين. الرجل شغل هذا المنصب لمدة 15 عامًا متصلة. المكتبة تم افتتاحها عام 2002 وحينها كان سراج الدين- سليل العائلة السياسية البارزة والشهيرة- يشغل منصب نائب رئيس البنك الدولى. ولسمعته الطيبة وعلاقاته الدافئة وثقافته الموسوعية، اختارته مصر للمنصب. والذى لاقى ترحيبًا من جميع أفراد مجلس الأمناء سواء المصريون أو الأجانب. معلوماتى «المحدودة» أن الرجل سيترك منصبه فى إبريل- كما قلت- بعد أن تلقى رسالة محددة بأنه آن الأوان ليترك منصبه لقادم آخر.

معلوماتى أيضًا أن الرجل لم يكن يرغب فى البقاء لمزيد من الوقت.. وأنه قدم كل ما لديه.

لفت نظرى حالة النشاط غير العادى فى المكتبة خلال الأسابيع الماضية. ضيوف على أعلى مستوى. رؤساء دول. مفكرون بارزون من المشرق والمغرب يشاركون فى المؤتمرات التى عقدت فى الإسكندرية أو القاهرة. الرجل موسوعى. علاقاته الجيدة والوطيدة كانت كفيلة بضمان حضور الضيوف البارزين. أنا أشفق على القادم من بعده. عليه أن يحافظ على نفس المستوى من العطاء. نفس الديناميكية فى العمل. التواصل مع المرؤوسين ومع القيادة العليا فى نفس الوقت. الحفاظ على تواصل المكتبة مع الإعلام ومع المجتمع. الإبقاء على المنابر الثقافية للمكتبة خارج الإسكندرية.

أعرف أربعة من المرشحين لخلافة سراج الدين. ثلاثة منهم تربطنا علاقات صداقة وطيدة معهم. أقربهم للمنصب «حتى الآن» هو الدكتور مصطفى الفقى. الرجل كاتب مقال فى «المصرى اليوم». مفكر سياسى رائع وقامة سياسية وله تواجد عربى مؤثر، والأهم بالنسبة لى أنا شخصيًا أنه كاتب مقدمة كتابى الصادر حديثًا عن أحمد حسنين باشا «أسطورة القصر والصحراء»!.

الثانى هو الصديق محمد سلماوى، رئيس مجلس أمناء «المصرى اليوم» الأسبق والكاتب الصحفى والمسرحى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل