المحتوى الرئيسى

لن تصدق حجم ثروته| محمد الفايد.. حكاية «عتَّال» مصري يطمح في رئاسة أسكتلندا

01/27 12:04

حينما يتحول الحظ إلى "منجنيق" يقذف بصاحبه من قلب الفقر إلى ناطحة الثراء، هكذا يمكننا توصيف حياة بطل هذه القصة، الذي تضع بريطانيا حتى هذا اليوم علامات استفهام عديدة حول تضخم حجم ثروته الطائلة في فترة اعتبرتها وجيزة، خاصة وأن والده لم يكن غير مدرس في وزارة التربية والتعليم، فمن أين له هذا؟

محمد عبد المنعم الفايد، رجل أعمال ملياردير مصري، وصاحب سلسلة محلات "هارودز" الشهيرة  في قلب العاصمة البريطانية "لندن"، تصلح قصة حياته لفيلم من عدة أجزاء لا تملّ من مشاهدته، شرط أن يُسند إلى  مخرج محترف، يستطيع توظيف تفاصيل تلك الحياة العامرة بالمؤامرات والألغاز والفضائح.

القصة الكاملة لحياة الملياردير المصري محمد الفايد، يرصدها لكم "التحرير - لايف" بالتقرير التالي..

البداية من عروس البحر المتوسط

27 يناير 1933، في هذا اليوم أبصر "محمد" نور الحياة داخل حي الأنفوشي بالإسكندرية، وتحديدًا منطقة "رأس التين"، حيث منزل الأسرة المتواضعة الحال، لأب عمل مدرسًا في وزارة التربية والتعليم، و4 إخوة (ولدان وبنتان) هو خامسهم.

بدأ حياته "عتّالًا"، يحمل البضائع والسلع في ميناء الإسكندرية، وتنقّل بين عدة أعمال أخرى، لكنه يكره التطرّق إلى تلك التفاصيل من حياته، وفق ما ذكره الكاتب الصحفي "عبد الله بركات"، في كتابه عن حياة "الفايد"، ظنّا منه أن ذلك يمنعه من الانضمام إلى نادي الأرستقراطية في بريطانيا، حيث كانت تُجرى عملية فرز طويلة للسير الذاتية للمقبلين على الانضمام للنادي.

الطريق إلى المليارات بدأ من السعودية

بعدما تنقّل بين عدد من الأعمال داخل الإسكندرية، سافر محمد الفايد إلى السعودية للعمل في بيع ماكينات الخياطة، وهناك تعرّف على تاجر السلاح السعودي "عدنان خاشقجي"، وعمل معه في تجارة التصدير داخل الممكلة، إلى أن عاد لمصر وبدأ عمله الخاص في تجارة الشحن.

في عام 1966 دخل في نشاط تجاري مشترك مع سلطان بروناي آنذاك الملك محمد حسن البقلية، ثم أصبح مسؤولًا عن ثرواته واستثماراته، كما سافر إلى إمارة دبي واقترح فكرة إنشاء مرسى سفن هناك، فنشأت علاقة صداقة بينه وبين الشيخ زايد الأب، والذي طلب منه أن يساعده في التنقيب عن حقول البترول داخل الإمارات، وهو ما نجح فيه "الفايد"؛ ليحصل على عمولات كبيرة من أرباح البترول لمدة 25 عامًا إلى أن تضخّمت ثروته، فسافر ليستقر في بريطانيا منذ عام 1974.

إمبراطورية آل فايد في مدينة الضباب

من قلب مدينة الضباب "لندن"، بدأ محمد الفايد التأسيس لإمبراطوريته، حيث انضم في عام 1975 إلى مجلس إدارة شركة "لونرهو"، التي كانت تعمل في مجال الاستثمار في إفريقيا، لكنه تركها بعد 9 أشهر ليشتري فندق "دور شستر"، ومن بعده فندق "ريتز" الشهير في مدينة باريس عام 1979.

تحوّلت الأعين صوب "الفايد" بعدما اشترى قصر "دوق وندسور" في باريس، وبعث بمحتوياته من التحف إلى الملكة اليزابيث، ملكة المملكة المتحدة، لكي تختار منها ما تشاء، حيث كان حريصًا على توطيد علاقته بالأسرة المالكة، خاصة وأن إمبراطوريته الاقتصادية تقع على أرضهم.

في عام 1985، استطاع الفوز بصفقة أسهم محلات "هارودز" الشهيرة التي كانت الملكة إليزابيث تشترى منها ملابسها ولوازم القصر، وهي سلسلة محلات تعتبر الأشهر في لندن، وبفضلها زادت ثروة محمد الفايد بمقدار 3 أضعاف، وتمكن بعد ذلك هو وإخوته من السيطرة على 65% من أسهم "هارودز"، بموافقة من السلطات البريطانية مقابل 615 مليون جنيه إسترليني.

أُثيرت الشكوك البريطانية حول مصدر ثروة الفايد، خاصة بعدما نشر الأخير صورة من بطاقته الشخصية تبيّن من خلالها وظيفة الأب الذي لم يكن غنيّا، وحتى هذا اليوم يعاني رجل الأعمال الملياردير من تلك الشكوك.

العلاقة بين محمد الفايد ورجل الأعمال المصري أشرف مروان زوج منى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بدأت حينما تشارك الاثنان معًا في تجارة السلاح، وفق ما تردد من أنباء، لكن سرعان ما تحولت إلى علاقة عداء اشتد بعد رغبة مروان وصديقه "تيني رولاند" في الفوز بصفقة محلات "هارودز"، وهنا أقسم "تيني" على محاربة "آل فايد" وطردهم من بريطانيا، لكنه خسر حربه مع محمد الفايد بعدما أنفق ملايين الجنيهات الإسترلينية.

تلك العلاقة العدائية تسببت في الزج باسم محمد الفايد في قائمة المشتبه بهم في مقتل أشرف مروان، فخضع للتحقيق من جانب السلطات الإنجليزية لفترة طويلة، لكن التهمة سقطت عنه خاصة بعدما أكدت أسرة "مروان" في 2010 أن من قتله هو الموساد الإسرائيلي.

تدهور علاقته بالعائلة المالكة بعد مصرع ابنه

تزوج محمد الفايد للمرة الأولى في عام 1954 من سميرة خاشقجي شقيقة رجل الأعمال السعودي الذي عمل معه في بداية حياته، وأنجب ابنه الأكبر "عماد"، وبعد رحيلها في عام 1986 تزوج للمرة الثانية من سيدة فنلندية تدعى "هيني واثين"، أنجب منها "كاميليا، وياسمين، وعمر، وأحمد".

كان عماد مقربًا من والده وملازمًا له في بريطانيا، ومن هنا جمعته علاقة حب شهيرة مع الأميرة ديانا كتبت عنها الصحافة العالمية ما لم تكتبه عن قصة حب أخرى، ما تسبب في مأزق للعائلة المالكة التي كانت ترفض أن ترتبط ابنتها برجل عربي مصري، وفق ما صرح به محمد الفايد في لقاء مع برنامج "القاهرة اليوم".

في 31 أغسطس 1997، استيقظ العالم على خبر مصرع عماد الشهير بـ"دودي" والأميرة ديانا، والسائق في حادث سير داخل نفق "ألما" في فرنسا، وهو الحادث الذي أكد والده محمد الفايد أنه من تدبير المخابرات البريطانية والفرنسية معًا، لذا سادت حالة من التوتر في علاقة آل فايد بالأسرة المالكة البريطانية.

كشف الإعلامي أحمد المسلماني في سبتمبر 2014، خلال برنامجه "صوت القاهرة" على قناة الحياة، أن رجل الأعمال محمد الفايد يدعم انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة ويسعى للترشح لرئاستها، وذلك انتقامًا من بريطانيا بسبب مقتل نجله «عماد» والأميرة ديانا، لافتًا إلى أن "الفايد" لم يكتف بذلك، بكل زعم أن أسكتلندا مصرية الأصل، وأن اسمها على اسم ملكة مصرية حكمتها من 3500 عام، موضحًا أن رجل الأعمال المصري سيترشح ليكون أول رئيس لها بعد استقلالها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل