المحتوى الرئيسى

قالت سينا.. وقال السونكي* (مقالات أعجبتني-11) | المصري اليوم

01/27 01:39

كفاية بقي فترة انتقالية، أو بالأصح فترة انتقامية أو انتقائية، أو على أحسن الفروض «انتقادية»، عايزين دولتنا تتعافي، وتخلص من الأمخاخ الزنخة اللي لسه مكلبشة في السلطة، وبتحاول ترجّع نظام التبعية والفساد والاستبداد، عايزين بلدنا تشد حيلها وتتقدم، وعشان ده يحصل لازم نجيب للشهدا حقهم في القصاص العادل، ونحاسب كل اللي أجرموا في حق مصر وشعبها، ونفك أسر شبابنا المحبوسين ظلم، ونضمهم لقلب الصف الوطني في مواجهة أعداء مصر وشعبها وثورتها، ولا بد من بكره اللي طال انتظاره، مهما طال الليل يطلع نهاره.

كل ما اسمع أو اشوف انحطاط عبيد الماضي، المطلوقين علينا من شاشات محطات المصالح، أفتكر أخلاق الثورة، ونبلها اللي كان مالي ميادين التحرير، خد عندك مثلا دوبان المسلمين في المسيحيين في بوتقة الوحدة الوطنية، وحمايتهم لصلوات بعض، ولّا الأخوة والمساواة اللي جمعت بين الفقرا والأغنيا، والمتعلمين واللي اتحرموا من التعليم، ولّا أولاد الشوارع اللي كانوا بيقولوا للمتنورين: خليكوا انتو هنا.. مصر عايزاكم، ويتقدموا همه الصفوف ويستشهدوا عشان مصر تعيش، ولّا الموبايلات المتروكة جنب مخارج الكهربا عشان تتشحن، ويرجع أصحابها بعد مدة ياخدوها ويلاقوها على حطة إيديهم، ومفيش يد اتمدت على حاجة حد... أظن المقارنة بين الأخلاق والقيم الإنسانية اللي صحتها الثورة في نفوس الشعب، وبين الانحطاط الأخلاقي لكلاب وديول وأبواق النظام القديم، يقول لك مين في الاتنين اللي بيجرنا للجهالة والتخلف، ومين اللي ح ينهض بمصر.

الشعب المصري العظيم بعد ما طالت معاناته من نظام ظالم وفاسد، سلم البلد تسليم مفتاح للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، وبعد ما اتسدت قدامه سبل التغيير الهادي بالديموقراطية، شق سكة التغيير بثورة ما شافتش البشرية زيها، ومن ساعتها والسلطة في الدولة في ايدين ناس ولاد زمن قديم، وحتي لو ايديهم نضيفة، دماغهم مش ابن ثورة.. صحيح ان القوات المسلحة الوطنية اعلنت انحيازها للإرادة الشعبية في 25 يناير و30 يونيو، بس كل المسئولين كانوا بيتصرفوا بعقلية إدارة الأزمة.. مش تحقيق أهداف الثورة، والأزمة اللي بيحاولوا يديروها «أزمة حكم ونظام حكم».. ومش أزمة وطن وشعب، لأن مصر وشعبها – بعون الله – حلوا أزمتهم مع نظام حكم التبعية والاستبداد والفساد بالثورة اللي بدأت ولا بد تكمل مشوارها، أما الأزمة اللي بيحاولوا يديروها بالالتفاف على الثورة أو سرقتها أو تقديم مسكنات للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فدي أزمة مالهاش حل.. لا بالجزرة، ولا بالعصاية، ونظام التبعية والفساد والاستبداد لازم يزول ونحِشه من جذوره، وعلي رأي عمنا خالد محمد خالد زمان: هذا... أو الطوفان.

بعد موجتين ثوريتين شالوا ريسين، وسلموك دفة المركب، عشان تحق الحق وتاخدنا لقدام، بدون وصاية أبوية تتصور أنها أدري بمصلحة العيال، ما هو الشعب ده لا هو عيل ولا هو عويل ولا عالة (...) وبالمناسبة يا ريس، أرجوك ما تتصورش انك ممكن تصحِّي الجانب الخيّر في اللصوص والفاسدين من رجال المال والأعمال، دول آخرهم موائد الرحمن وبنا الجوامع في البدرونات، واهي منها زكاة ومنها تخفيض للعوائد، وعلي رأي المثل: قالوا للحرامي احلف قال جالك الفرج.

أتذكر الآن مقطع من قصيدة «الشعب الشعب» أقول فيه: «الشعب الشعب.. الشعب الشعب/ الحزب الحزب.. الحرب الحرب/ والله ما ح يداوي جرح النكسة.. المُر الصعب/ غير حزب الشعب وحرب الشعب»

ومن قصيدة «21 طلقة في العيد» التي كتبتها نهاية عام النكسة 31 ديسمبر 1967 أتذكر: «يا جمال يا عبدالناصر/ حامينا حرامينا/ وقاضينا ضدّينا/ يفتي على الإبره

ويبلع المدره/ ايدك معانا/ نصد ونحاصر/ ظلمات ليالينا«

وقلت فيها أيضا: خايف لو شوفت في ليلة اللي اسمه النصر/ ألاقينا كسبنا سينا..

المقال للشاعر الراحل سيد حجاب (باختصار بسيط) والمقال بكل ما فيه من نقد صريح ومواقف وطنية، نشرته صحيفة قومية كبرى دون حذوفات، قبل أن يتبجح «إعلام الموالاة» بعد ذلك، ويمنع مقالات سيد حجاب، ويصادر صوته على «شاشات المصالح».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل