المحتوى الرئيسى

«مينا» وحد القطرين وأنشأ جهاز الشرطة «٢-٢» | المصري اليوم

01/26 22:16

على العكس من العلاقة الطيبة التى جمعت بين المصريين والشرطة فى عصر الفراعنة ساءت علاقة الشرطة بالمصريين فى عهد دولة البطالمة. فقد أصبح رجال الشرطة من الإغريق الغرباء الذين لا همّ لهم إلا جمع المال واحتقار المصريين. إلا أن الوضع أخذ فى التغير عند نهاية عصر البطالمة، حيث يؤكد د. إبراهيم نصحى، فى كتابه «مصر فى عصر البطالمة»، أن البطالمة، ومن بعدهم الرومان، استعانوا بالمصريين فى جهاز الشرطة، وهو ما ساعد على عمل هذا الجهاز الحيوى بكفاءة مرة أخرى، وإن كانت قيادة الشرطة ظلت فى يد القيادة العليا (دوق مصر) لقوى الاحتلال فى مصر إبان الاحتلال الرومانى.

مع دخول مصر تحت لواء دولة الإسلام فى عام 641م، شهدت مصر تغيرات جذرية فى مفهوم نظام الشرطة. فالعرب كانت لهم رؤيتهم الخاصة لعمل الشرطة التى ظهرت لأول مرة تحت مسمى نظام «العسس» فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وفى عهد الخليفة على بن أبى طالب نظمت الشرطة وأطلق على رئيسها صاحب الشرطة، وكان يُختار من علية القوم ومن أهل القوة. وفى مصر الإسلامية كان زكريا بن جهنم بن قيس أول من تولى الشرطة لعمرو بن العاص بعد الفتح الإسلامى، وكان منصب صاحب الشرطة بمثابة نائب الوالى. ولم يتغير وضع الشرطة فى العصور الإسلامية اللاحقة إلا فى تقسيم الشرطة بين إدارتين إحداهما فى القاهرة والأخرى فى الفسطاط فى العصر الفاطمى، وهو ما ظل متبعاً فى عهدى سلاطين الأيوبيين والمماليك حتى الغزو العثمانى لمصر فى سنة 1516م، لتشهد مصر بعدها حالة من الانفلات الأمنى فى ظل الصراع بين القوات العثمانية، ممثلة فى الباشا، وقوات الانكشارية والعربان وبقايا أمراء المماليك، بزعامة شيخ البلد. وهو النزاع الذى مكّن قائد الغزو الفرنسى بونابرت من احتلال مصر سنة 1798، ولم تنقطع حالة الفوضى تلك إلا مع وصول محمد على إلى سدة الحكم فى عام 1805م، فبدأ فى تنظيم جهاز الشرطة ضمن مشروعه التحديثى، وأوكل هذه المهمة لـ«لاظوغلى» كتخدا (وكيل) محمد على الذى أعاد تنظيم الشرطة فى كيان محكم. وتوسعت مهام الشرطة التى بدأت تأخذ طابعها العصرى من حفظ الأمن فى مختلف مرافق الدولة، وبدأ استحداث بعض الإدارات التابعة لجهاز الشرطة كشرطة الجمارك وشرطة البصاصين (الشرطة السرية)، وكانت مهمتهم التنكر فى أزياء الباعة الجائلين والتردّد على دور الأعيان الناقمين على السلطة الجديدة ورفع تقارير إلى أولى الأمر لاتخاذ اللازم. وهذه الطريقة، كما يذهب د. ناصر الأنصارى، فى كتابه «تاريخ أنظمة الشرطة فى مصر»، ساعدت فى كشف بعض المؤامرات التى كانت تحاك فى الظلام للانقضاض على محمد على.

سأقفز هنا إلى التاريخ الحديث، إلى التاريخ الذى قرر المصريون أن يعتبره عيدا للشرطة، وهو يرتبط بما يطلق عليها موقعة الإسماعيلية فى 25 يناير، 1952، حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية. أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا. أصبح ذلك التاريخ عيدا للشرطة، وهو اليوم الذى شهد بداية إسقاط النظام الأسبق ومحاولة تدمير منظومة الأمن منذ أربع سنوات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل