المحتوى الرئيسى

25 يناير والسباحة ضد التيار

01/26 22:02

(هنالك أيام فارقة فى تاريخ الشعوب، أيام تصنع التاريخ.. ترى هل نمر ببعض منها أم تراها لحظات احتضار أخرى لشعب يموت..)

تلك كانت أول كلمات مقالى فى 25 يناير 2011.. ومرت السنون فى لعبة تبادل المقاعد والاتهامات بين أصدقاء الأمس وأعدائه.. وما زلت بلا تردد من إعادة النظر ومراجعة النفس.. ومقاومة السقوط فى مستنقع الكبر (والمقاوحة) أو على النقيض الانزلاق مع تدافع القطيع.. أحاول أن أكون شجاعة لدرجة التوقف عن الحسابات التافهة لاعتبارات البشر.. بل الانحياز للحقيقة المجردة من المصلحة أو الهوى.. أتذكر أحلاماً ترجمتها يومها إلى كلمات ملأت بها الدنيا صياحاً فى خضم الحدث تقودها جياد الحماسة وعربتها.. لأقف عند كل منعطف جديد يطل علينا منه أحد أوجه الحقيقة قبيح غالباً.. متجمل فى بعضها.. برىء أحياناً.. ألقى السؤال ذاته.. من زاوية رؤية تتسع بمساحات انقشاع الغيوم.. ويبقى السؤال.. هى ثورة ولا مؤامرة؟.. فهل لك يا صديقى أن تبحر معى فى طيات كلمات.. كان وما زال التاريخ وصاحبة الجلالة شهوداً عليها حين نشرت فى حينها.. وظلت مشروع كتاب عاصياً على الظهور للنور.. بحثاً عن تلك الغائبة الحاضرة.. إنها الحقيقة..

(رغم أربعة عقود أجرجرها فى ركابى تشدنى بخيوط من فضة تتسرب بين الطيات أحتال عليها فتزداد عناداً.. ورغم زهرتين منحانى أجمل ما فى الحياة وأشقاها، رغم إخفاقات كثيرة ونجاحات قليلة رسمت خطوطها بمهارة على الملامح هنا وهناك.. ولا يزال أستاذى محمود صلاح يرى تلك (البنت) العنيدة التى عرفها منذ عشرين عاماً (أصبحوا الآن 26) متمردة على قهر النظام الأمنى.. صاحبة اعتصام ساذج غير مدفوع الأجر كما نسمع فى أيام حالكة السواد كأفعال من جلبوها لنا.. حيث قررت وكنت طالبة بطب قصر العينى الاعتصام أمام وزارة الداخلية قبل انتشار تلك الموضة مؤخراً وبشكل بدائى تلقائى دون اجتماعات ولا مؤتمرات ولا كاميرات ولا ميكروفونات.. رداً على إهانة أحد كبار الضباط لى لمجرد رفضى الرجوع للخلف بسيارتى شارعاً طويلاً للسماح له بالمرور عكس الاتجاه بسيارته المرسيدس الفاخرة.. وحتى أكون منصفة وبدون أى واسطة فقد أخذت حقى كاملاً من معاقبة المخطئ عن طريق الوزير شخصياً السيد اللواء عبدالحليم موسى، رحمه الله، عندما عرف بوقوفى أمام الوزارة مطالبة بحقى فى الحياة بكرامة.. لكن ظلت علاقتى بالداخلية يشوبها ما يعكر الصفو دائماً بسبب ممارسات مريضة لبعض أفرادها هم أعداؤها الحقيقيون والتى دفعت ثمناً فادحاً لتهاونها معهم).

لكن يبدو أننى (ما صدقت) أعود لأيام الشقاوة والسذاجة الجميلة والأحلام المحلقة فى ذلك العنوان اختاره أستاذى لمقاله الأسبوعى ليقفيه بكلماتى المتواضعة بمجلة أخبار الحوادث (يوميات بنت من ميدان التحرير) والذى للأمانة طبع فى أول فبراير (2011) أى قبل بوادر رحيل النظام تماماً بشجاعة أدهشتنى من قائم على جريدة قومية اعتدنا اتهامهم بأنهم أبواق النظام ولسان حاله.. ورغم اختلافات أيديولوجية بيننا لم يمتد قلمه لإلغاء حرف واحد من كلماتى متحملاً تبعات (لسانى الطويل) لو لم يسقط النظام.. ربما لأنه من قلة المنتسبين لمؤسسة قومية بلا (بطحة) على رأسه فلم يتربح من كنز على بابا المستباح أمامه لسنوات كما فعل آخرون ولا تزال حياته البسيطة برقى منذ عشرات السنين، بيت عائلة يداعب النيل من بعيد دون طمع فى اقتراب.. نفس جلسات سيموندس وقهوة ريش مع الرفاق.. فأستميحك عذراً قارئى العزيز أن أستعير هذا العنوان اعتزازاً باختيار أستاذى (يوميات «بنت» من ميدان التحرير) فلا تعتبره بحساب السنين من قبيل الغش التجارى)..

نرشح لك

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل