المحتوى الرئيسى

ذكرى الثورة المصرية.. تمسّك بالأمل رغم "الانكسار"‎

01/26 17:39

في الذكرى السادسة للثورة، حين أسقط الثوار حاكما عمَّر على كرسي السلطة ثلاثين عاما (1981-2011)، بعض قادة مجموعات يناير الثورية يستذكرون تلك الأيام بآمالها وما تلاها من آلام وأوجاع.

ويقول القصّاص المتحدث باسم "ائتلاف شباب الثورة" الذي حل نفسه عقب الانتخابات الرئاسية في 2012، إن "ثورة يناير الآن في تراجع سياسي لأنها لم تحقق أيا من أهدافها أو الشعارات التي نادت بها (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية) وأصبح من يحكم البلاد ويتصدر المشهد أصحاب الثورة المضادة".

ويضيف أن "شعارات الثورة تحولت إلى قهر اجتماعي وقمع للحريات، وغياب للعدالة الاجتماعية وإهدار للكرامة الإنسانية"، موضحا أن العديد من الشباب "يقبعون حاليا خلف السجون، ومن نجا من جحيم السجن يلاحق أمنيا أو خارج وطنه، أو يعاني من التضييق على حريته والعمل السياسي".

والقصاص نفسه مدرج على قائمة "الإرهابيين" التي أعلنت عنها محكمة مصرية قبل أيام، وتشمل أكثر من 1500 شخصية مصرية من بينهم اللاعب السابق صاحب الشعبية الواسعة محمد أبو تريكة وأكاديميون ورجال أعمال، كنوع من الانتقام منهم.

الانكسار الذي تعرضت له ثورة 25 يناير لم يكن بسبب عدم رغبة السلطة العسكرية التي تولت قيادة البلاد إبانها في إحداث تغيير حقيقي، والثورة المضادة فقط، بل راجع أيضا للأخطاء التي وقعت فيها القوى المشاركة فيها بحسب رأي القصاص، لأن بعضها سعى وراء مكاسب سياسية.

ويؤكد عضو ائتلاف شباب الثورة شادي الغزالي حرب أن الثورة تمر بمرحلة انكسار، وأن ما يحدث في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ومنذ عزل محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، انتصار للثورة المضادة بدليل عودة رموز نظام حسني مبارك لصدارة المشهد السياسي والإعلام المصري.

ويعتبر الغزالي الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية عام 2015 مؤشرا واضحا على تلك العودة، وكذلك تنصيب عدد من قيادات الحزب الوطني في مواقع وزارية، مؤكدا ضرورة مراجعة قوى الثورة أخطاءها -التي يعود جزء منها لقلة الخبرة السياسية بحسب الغزالي- والاعتراف بها من خلال تنظيم جلسات تقييم ذاتي كخطوة في طريق استعادة الانتصارات.

ويعقد عدد من الأحزاب المصرية المعارضة وقوى سياسية وشخصيات عامة منذ عدة أشهر جلسات خاصة للنقد الذاتي فيما بينها، تناقش الأخطاء التي وقعت فيها قوى الثورة، وتحاول التقريب بين مكوناتها؛ ويتم ذلك -بحسب وكالة الأناضول- بعيدا عن الإعلام.

ومن الأخطاء التي ركز عليها الغزالي ما وصفه بـ"التصرف بحسن نية" مع جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، اللذين اتهمهما بسرقة الثورة لتحقيق مصالحهما الخاصة، وعدم التوحد في كيان قوي يقف أمام كل من يريد الانقضاض على الثورة.

وفيما تنفي جماعة الإخوان المسلمين هذه الاتهامات، يشير القيادي في حركة شباب 6 أبريل المعارضة شريف الروبي، إلى أن "المجموعات الثورية والأحزاب والكيانات التي شاركت في الثورة هم من أفسدوها"، لأنهم "لم يتحدوا حول مرشح واحد، أو حول رؤية واحدة تُطرح على الشعب تمكنهم من الوصول إلى الحكم".

ويتفق العضو المؤسس بحركة "شباب من أجل العدالة والحرية" المعارضة خالد عبد الحميد، مع القصاص والغزالي والروبي، بخصوص تمكن الثورة المضادة من العصف بثورة 25 يناير ومن شاركوا فيها، لكنه يختلف معهم في مسألة النقد الذاتي.

ويقول عبد الحميد "لا يوجد ما يسمى بأخطاء القوى المشاركة في التغيير، لكن كانت هناك ثورة حقيقية تحمل بين طياتها ثورة أخرى مضادة، دفع ثمنها بشكل فادح قوى الثورة الحقيقية".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل