المحتوى الرئيسى

«المناطق الآمنة».. بداية استعادة أمريكا للقيادة

01/26 15:07

"سأقيم مناطق آمنة للمدنيين الهاربين من الصراع في سوريا"، بهذا التصريح المقتضب تحدث الرئيس الأمريكي عن رؤيته للأحداث في سوريا دون مزيد من التفاصيل، إلا أنه وفقا لخبراء فإن "المناطق الآمنة" تعتبر ذريعة لمزيد من التدخل العسكري الأمريكي بسوريا.

قانونيًا تفرض المنطقة الآمنة "لحماية مجموعة لا تستطيع حماية نفسها، بمقتضى قرار من مجلس الأمن، كما يتم تكليف دولة أو اثنتين بتنفيذ هذا القرار بالقوة، ويمنع تحليق أي طائرات عسكرية فوق هذا المكان، لعدم تعرض السكان في هذا المكان للخطر"، وهذه الظاهرة ليست جديدة في العلاقات الدولية، فقد قامت الأمم المتحدة بالتدخل في عدد من الدول بهدف التدخل لحماية المدنيين وحماية حقوق الإنسان، وحماية الأقليات وتقديم المساعدة الإنسانية.

وقال خبراء لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن "إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لم تكن لتقم بمثل هذ الإجراء تخوفًا من الانغماس بشكل أكبر في الصراع وحدوث تصادم بين سلاحي الجو التابعين لموسكو وواشنطن هناك في هذا البلد الذي يشهد معارك دموية طاحنة منذ سنوات".

ولفتوا إلى أنه على الصعيد الظاهري، فإن المناطق الآمنة هدفها توفير ملجأ للمدنيين الهاربين من حجيم العنف وإبقائهم في مناطق هادئة لحين إعادتهم مجددًا في المستقبل لمنازلهم أو توطينهم في بلد آخر، لكنها في الحقيقة لا تعني إلا مزيدًا من التدخل العسكري للولايات المتحدة بسوريا".

وأوضحوا أن توفير هذه المناطق الآمنة يتطلب عدم وجود طيران فوق هذه الأراضي، وذلك بزيادة حجم القوة الجوية التابعة لواشنطن والتحالف الدولي هناك، علاوة على نشر قوات برية لتوفير الأمن.

وشاركهم الرأي صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، موضحة في تقرير لها أن ترامب بصدد تمهيد الأرض لتصعيد التدخل الأمريكي في سوريا عن طريق الإيعاز إلى وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الهاربين من الصراع في سوريا".

ونقلت الصحيفة عن مصادرها الأمريكية القول: إن "ترامب يرى في المناطق الآمنة بديلاً لقبول الولايات المتحدة للمدنيين الهاربين كلاجئين"، موضحة أن هذه الخطوة سيرافقها وجود أكثر للقوات الجوية والبرية التابعة لواشنطن، والتي ستحتاجها هذه المناطق كي تظهر لحيز الوجود".

وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد كشفت عن وثيقة تتضمن تعليمات للرئيس الأمريكي الجديد يوجه فيها وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا في فترة لا تتجاوز 90 يومًا".

وكشف معهد واشنطن للدراسات السياسية في تقرير له العام الماضي عن رد تل أبيب على أي مناطق آمنة يتم إنشاؤها في سوريا، مضيفًا أن تعامل تل أبيب مع الأمر سيعتمد على موقع المنطقة الآمنة، وفي حين قد لا تحرك إسرائيل ساكنًا ردًا على إنشاء منطقة شمالية على حدود تركيا، فقد تقدم بعض الدعم لإنشاء منطقة آمنة جنوبية على طول الحدود الأردنية السورية، على الأغلب نظرًا لأهميتها للمملكة الهاشمية".

وأضاف أن عمان تواجه صعوبة كبرى في التعامل مع العدد الهائل من اللاجئين السوريين الموجودين أصلًا على أراضيها أو المنتظرين خارج الحدود، وبالتالي، فإن تدفق المزيد منهم قد يزيد إرهاق مواردها المالية واللوجيستية والأمنية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل