المحتوى الرئيسى

علاء صادق يكتب: فوز مصري غريب في لقاء الهروب من المغرب

01/26 08:47

بعد ست سنوات بالتمام والكمال من اندلاع ثورة 25 يناير لتحفر ذكرى خالدة فى تاريخ مصر.. كان 25 يناير 2017 خالدا أيضا في دنيا الكرة المصرية التي شهدت واحدة من أندر وأغرب مباريات الفراعنة قاريا.

فاز منتخب مصر على منتخب غانا 1-صفر في ختام لقاءات الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية.. وتصدر الفراعنة المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط وتبعهم منتخب غانا وله 6 نقاط.

احتفل الفائز ظاهريا وهو غير سعيد.. وادعى الخاسر حزنا وهو قانع وراض.

لم يكن الأداء هابطا ولكنه كان غريبا.. فالفريقان لا يحزنان ولا يتأثران سلبيا لفقدان الكرة وعدم التسجيل وكلاهما يمثل أنه يبحث عن هز الشباك.. باستثناء لحظات نادرة من الجدية من بدلاء أو لاعبين يجتهدون حقا بحثا عن التسجيل.

ثمانون دقيقة من كرة القدم المتردية شهدتها مباراة منتخبي مصر وغانا فى أعقاب الهدف المبكر لمحمد صلاح فى الدقيقة العاشرة.. ووضحت الرغبة العارمة لكل فريق للهروب من المركز الأول فى المجموعة الرابعة لتفادى مواجهة منتخب المغرب ثاني المجموعة الثالثة في الدور ربع النهائي.. وسعى كل منهما إلى ترك المركز الأول اختياريا والبحث عن المركز الثاني للعب ضد منتخب الكونغو الديمقراطية الذى يقل فنيا ومهاريا وخططيا عن نظيره المغربي.

المباراة كشفت عن تدنى شديد فى مستوى منتخب غانا وأوضحت سر تراجعهم إلى ترتيب متأخر في مجموعتهم في تصفيات كأس العالم التي يتصدرها الفراعنة.. وفي لقائهما فى الغابون انجلى تفوق المصريين الذين كانوا الأمهر فنيا وفرديا ومهاريا بفوارق واسعة لكنهم لم يحاولوا استغلال تفوقهم بعد سيطرتهم الكاملة للدقائق الأولى وهدفهم المبكر.. ولو لعبوا بجدية تتناسب مع أهمية المباراة والبطولة لحققوا فوزا قياسيا وردوا اعتبارهم لهزيمتهم المؤلمة قبل أربع سنوات 6-1.. ولكن لاعبي الوسط والهجوم محمد صلاح وعبد الله السعيد ومروان ومحسن ومحمد النني ومحمود تريزيجيه تسابقوا فى إهدار الكرة بشكل عجيب.. وأضاعوا الفرص فى وسط الملعب بتمريرات متسرعة أو خاطئة أو كرات مشتركة صعبة.. ووصل الأمر بمروان محسن إلى حد تسديد الكرة المهداة من حارس المرمى فوق العارضة رغم أن المرمى مفتوح وخال تماما أمامه ولا يوجد أي ضغط عليه عند التسديد.

ولو حرص المسئولون على حساب وإحصاء الكرات التي فقدها لاعبو خطي الوسط والهجوم المصريين بلا مبرر أو دون ضغط لكان رقما قياسيا في تاريخ الفراعنة.

المحطة الأولى: أفضل عشر دقائق لمنتخب مصر في البطولة في ظل انكماش وخوف غريبين من لاعبي غانا وكأنهم ينتظرون الهزيمة أو الهدف الذي لم يتأخر.. تحركات جماعية ممتازة وكثافة هجومية بعدد وافر وانسجام تام في التحركات.. وبعد تسديدة النني وعرضية المحمدي داخل المنطقة كانت الركلة الحرة التي احتسبت لعبد الله السعيد من مسافة 22 ياردة.. ووقف لاعبو مصر في الحائط البشري وتحركوا بكفاءة ليسدد محمد صلاح صاروخا في نفس المكان المشروخ من الحائط فلم يتمكن الحارس الغاني حتى من متابعتها بعينيه.. ولم يرها إلا في شباكه.. ركلة حرة من طراز ميسي.

المحطة الثانية: جاء الهدف وتقدم الفراعنة وصعدوا إلى صدارة المجموعة واكتشفوا أنهم في طريق منتخب المغرب في اللقاء التالي.. وتذكروا الأداء الممتاز للمغاربة أمام توجو وساحل العاج وترسخ لديهم أن تفادى تلك المواجهة هو الأفضل.

تحول الفراعنة من السيطرة والتفوق والهجوم إلى الاستعراض في مراوغات غير مجدية وعدم الاندفاع في الهجوم.. وقلت الحماسة من الفراعنة في الألعاب المشتركة لكن الغانيين أهدروا كل الكرات التي لاحت لهم بتسديدات طائشة.. وأوقف المنفرد أندريه أيو أمهر لاعبي غانا الكرة بطريقة خاطئة وانحرف فلم يلحظ كثيرون أنه اضاع فرصة مؤكدة.

المحطة الثالثة: أكبر عدد من الهجمات غير الناضجة على الجانبين في أي مباراة في البطولة.. وكل فريق يفقد الكرة في زمن قصير جدا لترتد الكرة فيفقدها المنافس.. وهكذا دون أن ترى لاعبا نادما على تفريطه السهل أو المؤسف في الكرة حتى انتهى الشوط الأول بالهدف البديع لصلاح.

المحطة الرابعة: ازداد هدوء الفراعنة وتركوا وسط الملعب نهبا لمنافسيهم الذين كشفوا حماسة (ربما زائفة) بالاندفاع والهجوم ولكنهم أطاحوا بكراتهم العرضية أو الأمامية لتفتقد أغلبها إلى الدقة وتنتهى فى أحضان الحارس الحضري أو عند رؤوس المصريين أو إلى خارج الملعب.. وحتى الكرتان اللتان لاحت خلالهما الفرصة لاتسو وجوردان أيو بسبب تقاعس المدافعين في مهاجمتهما عجز اتسو عن التسديد لسبب غير معروف وانتظر جوردان بتباطؤ حتى لحقه علي جبر وأبعد الكرة.

المحطة الخامسة: اندفع الغانيون للهجوم بأعداد كبيرة لاستغلال التراجع والتكاسل والتهاون المكشوف من منافسيهم.. ورغم وجود ثلاث فرص كبيرة لمنتخب غانا في الربع الأخير من المباراة إلا أن كل هجمة معاكسة للمصريين الأكثر عددا ومهارة حملت خطرا داهما.. ولولا سقوط مروان ثم كهربا وتريزيجيه في مصيدة التسلل بمسافات واسعة ثم تسرع زملائهم في التمرير وإجهاض هجماتهم لتعددت الأهداف للفائز.. وعندما انطلقت صفارة النهاية كانت فرحة المصريين باهتة للغاية وتمثيلية بينما لم يكن غضب الغانيين صادقا.

النجم: عصام الحضري حارس مصر وكابتن فريقها أكبر لاعب في تاريخ البطولة الأفريقية وأكثرهم تتويجا بالكأس.. سيطر على الهواء في منطقة جزائه وخرج من مرماه باستمرار في توقيتات ممتازة وبرع في التصدي لتسديدتين هائلتين في الشوط الثاني.. الأولى أرضية من مسافة بعيدة والثانية عالية من خط منطقة الجزاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل