المحتوى الرئيسى

الأكمنة الثابتة في سيناء.. الإرهاب يضرب والأمن يتسلح | المصري اليوم

01/26 00:10

3 سنوات ونصف السنة مرت على بداية الحرب على الإرهاب في شمال سيناء.. أكثر من 60 عملية إرهابية كبيرة على الأكمنة الثابتة في سيناء.. فضلا عن عشرات العمليات التي تصدى لها الأمن والجيش.. العشرات من الضباط والجنود وأفراد الشرطة والجيش هم وقود المعارك التي مازالت تدور على أرض سيناء، والمئات منهم مازالوا يرقدون في المستشفيات يعانون من آثار الإصابات التي لحقت بهم في معركة الدفاع عن الوطن ودحر الإرهاب.

خلال تلك السنوات والأيام، نجحت قوات الجيش والشرطة في صيد المئات من عناصر التنظيمات المسلحة، ووجهت لهم ضربات عسكرية فقضت على المئات منهم، لكن- لأسباب كثيرة حاولت «المصرى اليوم» هنا أن تصل إليها- مازالت العناصر تتلقى الدعم وتنفذ العمليات، ومازالت العناصر تهاجم الأكمنة الثابتة بالسيارات المفخخة والقذائف والأسلحة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى وكل قيادات الجيش والشرطة أجمعوا على أن القضاء على الإرهاب يحتاج لسنوات وسنوات، ويحتاج إلى فكر وتدريب وخطط متطورة تواجه خططهم وتكتيكاتهم، وتضافر الجهود في جمع المعلومات، واليقظة والاستنفار من أجل صد الهجمات المفاجئة على الأفراد والتمركزات والأكمنة.

الأيام القليلة الماضية شهدت تغيرا في خريطة الإرهاب في شمال سيناء، كانت العمليات الإرهابية تنحصر في نطاق جغرافى، ما بين مدينتى الشيخ زويد ورفح وقراهما المترامية على الحدود مع غزة وإسرائيل، لكن الآن وصلت العمليات الإرهابية إلى قلب مدينة العريش، ووصلت لأبعد من ذلك، نفذوا عمليات وهجمات في وسط سيناء. بعض المحللين الأمنيين أرجعوا ذلك إلى تضييق الخناق على العناصر الإرهابية في رفح والشيخ زويد مما جعلهم يفرون إلى مدينة العريش ويختبئون وسط الناس، يخرجون لتنفيذ العمليات ثم يعودون من جديد، يبدلون ملابسهم ويعيشون بين الأهالى في ظل غياب معلوماتى عن هوياتهم. وقابل الأمن تلك التغيرات في الخريطة بمزيد من التكليفات الجديدة واستراتيجيات جديدة تواجه التوسع في النطاق الجغرافى في العمليات الإرهابية.

«المصرى اليوم» رصدت تغير خريطة الإرهاب في سيناء. وطبيعة التكليفات الأمنية لمواجهة ذلك في السطور التالية. البداية كانت عند «عبارة السلام» التي تنقل القادمين من شرق إلى غرب القناة، فإذا كان اتجاهك إلى البر الآخر «سيناء»، فلابد أن تقف في طابور طويل، تمر خلاله بنقطتى تفتيش وتحر،.. ستواجه أسئلة من نوعية.. ماذا تعمل؟.. إلى أين أنت ذاهب؟.. وستلقتى من؟.. ومتى ستعود؟. وغيرها كثيرا من الأسئلة بحسب الضابط مجرى التحريات، إذا كنت من ساكنى محافظة شمال سيناء. أما إن لم تكن من أبناء المحافظة ستضطر إلى الانتظار طويلا لحين الكشف عن بطاقتك الشخصة، وبعدها موافقة الضابط ستحدد عبورك من عدمه.

بعد أن تعبر القناة وتنطلق لأكثر من 300 كيلومتر تقريبا في الطريق الصحراوى للوصول إلى مدينة العريش، ستقابلك 4 أكمنة «3 للشرطة وآخر للجيش»، إجراءاتهم واحدة تقريبا، تفتيش السيارات والاطلاع على البطاقات الشخصية، وفحص الوجوه وسؤال أو اثنين لمن يشتبه به أو يبدو أنه قلق من التوقف في الكمين.

خلال تلك الأكمنة ستجد تغيرا ملحوظا في تمركزات الأفراد عما كان يحدث قبل عامين ماضيين. في السابق كانت قوات التأمين تتمركز في نقطة واحدة حيث يقف أفراد الكمين ومن حولهم 3 أو 4 سيارات أمن أو جيش وما معهم من معدات أو أو أسلحة أو حواجز حديدية. ولكن على ما يبدو أن تعليمات وتكليفات طرات على التمركزات الأمنية في الأكمنة الثابتة، بعد الهجمات المتكررة على تلك الأكمنة في شمال سيناء. حيث بدى تغيرا ملحوظا في الكمين، فقد تم وضع حواجز حديدة قبل الكمين بقرابة كيلومتر تقريبا، وإلى جوارها يقف فرد أمن أو اثنين على الأكثر يطلعون على هوية سائق السيارة المارة ويتفحصون ما بها، بعدها يسمحون للسيارة بالمرور إلى الكمين الرئيسى بعد إشارة متفق عليها مع أفراد أمن آخرين في الكمين الرئيسى. وقال اللواء عادل عبدالواحد الخبير الأمنى إن تلك التعديلات طرأت على الأكمنة الثابتة لمواجهة حوادث الهجوم الإرهابى بالسيارات المفخخة على الأكمنة، وأضاف: «عن طريق التعديلات الجديدة يمكن اكتشاف السيارة المفخخة قبل أن تصل إلى الكمين وبذلك يمكن تقليل عدد الضحايا إذا ما انفجرت السيارة».

مع الوصول إلى مدينة العريش، ومع المرور من الكمين الأول في مدخل العريش «كمين الريسة» ستلاحظ حالة الاستنفار الموجودة بين الأفراد، ستلمس الاستعداد على أوجه الأفراد والحذر في عيون الجنود. من قبل كنت ترى المجندين يجلسون في الكمين في حالة استرخاء وربما يتركون سلاحهم وربما يؤدون مشاغل أخرى غير التأمين، أما الآن فالكل في حالة استعداد قصوى، تلمس ذلك في ورقة معلقة قبل الكمين ومودن عليها «ممنوع الاقتراب أو التصوير». سترى عيونا تظهر لك خلف ستار أمنى من أجولة الرمال في الكمين، ويقبع خلفها مجندون يضعون أصابع أيديهم فوق «زناد» السلاح. يتلصصون النظرات على كل من يمر أو يعبر في الكمين. وعلى بعد أمتار منهم تجد مجندا آخر فوق سيارة المدرعة، تظهر رأسه فقط وعينه مثبتة، وسلاحه في خط مستقيم صوب الماريين من الكمين. وعلى بعد أمتار تقف سيارة شرطة يجلس بداخلها السائق يمسك بعجلة القيادة وإلى جواره الضابط يتأمل في السيارات الماره وفى صندوق السيارة يستعد عدد من المجندين والأفراد للتحرك في أي لحظة. وعلى جدار الغرفة الصغيرة الموجود في الكمين ترى ورقة معلقة مطبوع عليها صورا لأشخاص إرهابيين مطلوبين.

هذا المشهد يتكرر في كل كمين تمر عليه في العريش، لكن عندما تصل إلى الأكمنة الواصلة بين العريش والشيخ زويد ورفح ستجد تغيرا ثالثا في تمركز القوات والمعدات في الكمين. حيث ترى تمركز فردى أمن على بعد 2 كيلو متر تقريبا من الكمين الرئيسى، إذا ما سمحوا لك بالعبور بالسيارة ستضطر إلى الانحراف يمينا ويسارا حيث يتم توجيه الطريق بشكل متعرج إلى أن تصل إلى الكمين الرئيسى.

وبحسب اللواء محمد عبداللطيف الخبير الأمنى والعسكرى فإنه في بعض الهجمات لم يكف وجود مجندين فقط وحواجز حديدية لصد الهجوم بسيارة مفخخة على الكمين، حيث يقتحم الشخص الانتحارى الكمين بسرعة ويصل للتمركز الأمنى ويقع المزيد من الشهداء، لذا كان التفكير في تعرج الطريق وتغير مسار السيارة قبل أن تصل إلى الكمين مما يقلل من سرعتها وهذا ما يعطى وقتا إضافيا للتعامل مع الهدف قبل أن يفجر السيارة في الكمين. وقال مصدر أمنى كبير بسيناء لـ«المصرى اليوم»: «كل مدة يتم تغير طبيعة التمركزات في الأكمنة الثابتة التي لا يمكن إلغاؤها، ومن يطلب إلغاءها فهو شخص غير متخصص وغير مدرك لطبيعة العمل الأمنى من الأساس». وأضاف: «تلك التعديلات تمت قبل 6 أشهر تقريبا، وهناك تعديلات أخرى لا يمكن الكشف عنها لأسباب تتعلق بالأمن». «لولا أجولة الرمال الموجودة أمام كمين الريسة يمكن كنت أنا وزملائى هنا بقينا عند ربنا». بتلك الجملة يحكى المجند على. ى، مشهد محاولة اقتحام الكمين الذي يقف به غرب العريش عن طريق سيارة مفخخة قبل شهرين تقريبا. كنا واقفين في الكمين– والكلام على لسان المجند– وفجأة اقتحمت سيارة ملاكى بسرعة وضربت الحواجز الحديدية في محاولة للوصول للكمين، وبسبب تعرج الطريق باستخدام أجولة الرمال اضطر الانتحارى أنه يبطئ السرعة، وده ساعدنا إننا نصيبه، وتستقر السيارة في أجولة الرمال وتنفجر دون إصابات لأحد.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل