المحتوى الرئيسى

علياء محمد تكتب: القفزات السبع لأبو تريكة! | ساسة بوست

01/25 23:53

منذ 1 دقيقة، 26 يناير,2017

” شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة ” عبارة أدرجها الشاعر الراحل ” محمود درويش ” في ديوانه ” لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي ” ولكنه لم يكن يعلم أن من يطبقها ستجر عليه ويلات لا نهاية لها.

” محمد أبو تريكة ” اللاعب الذي شّذ عن القاعدة المعروفة بأن اللاعبين – وخاصة لاعبي الأندية الكبرى – هم وجهة للأنظمة الحاكمة أيًا كانت توجهاتها ولذلك استحق غضب الدولة من وجهة نظرها.

قفزات ارتكبها أبو تريكة سواء بإرادته أو فٌرضت عليه كانت بمثابة سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي اتسعت فيه الهوة بينه وبين أركان الدولة بسببها، كانت هي في نفس الوقت من ضمن الأسباب التي وطدت بذور حبه داخل قلوب الغالبية العظمى من المصريين.

القفزة الأولى: التعاطف مع غزة 2008:

شهد قطاع غزة في بدايات عام 2008 غارات وحصارًا كاملًا من قِبل العدوان الإسرائيلي، ورغم أن ذلك الأمر تكرر قبل وبعد ذلك إلا أن أبو تريكة استغل مشاركته في بطولة كأس الأمم الأفريقية في غانا في العام ذاته من أجل لفت أنظار العالم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني ورفع القميص الخاص به بعد تسجيله الهدف الثاني للفراعنة في شباك منتخب السودان حيث ارتدى أسفله قميصًا دونت عليه عبارة ” تعاطًفا مع غزة ” باللغتين العربية والإنجليزية.

ورغم أن هذا الموقف نال استحسان الكثير من المصريين والعرب أيضًا إلا أنه ضد الاتجاه السائد للدولة في ذلك الوقت حيث كان من المعروف وجود علاقات جيدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آئنذاك ” إيهود أولمرت ” والرئيس المصري المخلوع ” محمد حسني مبارك ” بل ورفض الأخير فتح معبر رفح أكثر من مرة رغم سوء أحوال العالقين الفلسطينيين.

القفزة الثانية: حادث بورسعيد 2012:

بعد ساعات عصيبة وأحداث دامية، توجه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ” محمد حسين طنطاوي ” – في ذلك الوقت – إلى مطار ألماظة لاستقبال لاعبي فريق الأهلي في ساعة مبكرة من صباح يوم 2 فبراير 2012 كنوع من التخفيف على اللاعبين بعد المجزرة التي وقعت في استاد بورسعيد عقب انتهاء مباراة الأهلي والمصري.

وأمام كاميرات وسائل الإعلام ومراسلي الصحف، رفض أبو تريكة مصافحة طنطاوي وظن البعض أن ذلك التصرف غير مقصود ولكن اللاعب دحض ذلك بتصريحه لصحيفة اليوم السابع:” تعمدت عدم مصافحة المشير طنطاوي لأنني لست راضيًا عن الأحوال في البلاد حاليًا وأشعر أن الداخلية وراء تلك المؤامرة “.

لا يخفِ على أحد الصدام الواقع بين الألتراس وأجهزة الدولة وعلى رأسها الداخلية حيث ترى الأخيرة فيهم أنهم مجرد مجموعة من الغوغائيين والمشاغبين ولابد من ردعهم ولكن لم يمنع ذلك أبو تريكة من إظهار مساندته الدائمة لهم وظهر ذلك جليًا في أكثر من موقف.

أبرز تلك المواقف جاءت عندما شارك أبو تريكة في مظاهرات الالتراس عقب مجزرة بورسعيد تنديدًا بالحادث وتنفيسًا عن غضبهم من المجلس العسكري والداخلية حيث اتهموهم بأنهم متواطئين في ذلك الحادث.

وعندما حانت مباراة الأهلي وإنبي في السوبر في بداية موسم 2012/2013، رفض أبو تريكة المشاركة في اللعب أو التدريب تضامنًا مع الألتراس لكونها أول مباراة بعد حادث بورسعيد السالف ذكره وهو الأمر الذي فتح عليه أبواب لا تنتهي من الانتقادات من قِبل النقاد الرياضيين والإعلاميين واتهموه بالمتاجرة بدم الشهداء.

وشن أبو تريكة هجومًا على مجلس إدارة النادي الأهلي في سبتمبر 2014 بسبب الموافقة على قرار حل روابط الالتراس واعتبارها كيانات إرهابية.

كذلك أكد الكثيرون أن أبو تريكة يخصص دائمًا إعانات شهرية لصالح أسر ضحايا المجزرة.

القفزة الرابعة: رابعة العدوية 2013:

توالت الشائعات التي تربط بين أبو تريكة واعتصام رابعة العدوية الذي أعقب أحداث 30 يونيو والإطاحة بنظام الرئيس السابق ” محمد مرسي “، وأدعى الكثير من الإعلامين المحسوبين على النظام تواجد نجم الأهلي مع المعتصمين بل وتمويل الاعتصام من الناحية المالية.

ورغم عدم وجود أي مقطع فيديو أو صور تثبت تلك الأقاويل إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم وهو الأمر الذي دفع أبو تريكة إلى نفي ذلك بشكل صريح في حواره مع جريدة الأهرام:” لم أذهب إلى ميدان رابعة العدوية ولم أزود المتظاهرين بمولدات كهربائية ” ولكن تلك الشائعات مازالت تتناقل على ألسنة رجال الدولة حتى الآن.

القفزة الخامسة: التحفظ على أمواله 2015:

كشفت الدولة بشكل صريح عن انكسار العلاقة بينها وبين أبو تريكة بعد قرار التحفظ على شركة ” أصحاب تورز للسياحة ” التابعة له والتحفظ على أمواله أيضًا ومنعه من التصرف في ممتلكاته بداعي أن الشركة تقوم بتمويل جماعة الإخوان المحظورة.

ورغم إلغاء هذا القرار في مطلع العام الجاري إلا أنه زاد من شعبية الماجيكو لدى محبيه وارتفعت درجة التعاطف معه ضد الدولة.

القفزة السادسة: bein sport 2016:

اتخذ البعض من انضمام أبو تريكة إلى كتيبة محللي شبكة قنوات بين سبورت ذريعة قوية لإتهامه بالتواطؤ مع دولة قطر ضد مصر نظرًا للخلافات القائمة بين الدولتين والتي تصاعدت حدتها في عهد الرئيس الحالي ” عبد الفتاح السيسي “.

ورغم أن العديد من الرياضيين المصريين سبقوا لاعب الأهلي السابق في ذلك الأمر مثل ” أحمد حسام ميدو ” و” حازم إمام ” إلا أن ذلك لم يمنع الهجوم.

القفزة السابعة: صندوق تحيا مصر 2017:

ظهر اسم أبو تريكة وعلاقته بجماعة الإخوان مجددًا في الأيام الماضية بعد قيام لاعب روما ومنتخب مصر ” محمد صلاح ” بالتبرع بمبلغ قيمته 5 مليون جنيه لصالح صندوق تحيا مصر حيث عقد البعض مقارنة بين تصرف صلاح المساند للدولة وعدم اتخاذ أبو تريكة لأي فعل يشير إلى ذلك من وجهة نظر الإعلامي ” أحمد موسى ” ومن على شاكلته.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل