المحتوى الرئيسى

«الدرويش أبو أحمد» من الإسكندرية إلى القاهرة: «بسبّح للمقام»

01/25 22:55

مرتديا جلبابه البني، ملتفا رأسه بالشال الأبيض، تكسوه المسابح علي رقبته و ذراعه الأيسر، متكئَا علي عكازه، وهو يجوب ساحة مسجد الحسين، مرددا :"الذين آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، واصفا حاله بـ"الدرويش".

حول "الدرويش" باعه افترشوا بضائعهم، الحلوي والحمص والبلح، ومواطنون ترصوا علي الأرصفة المحيطة بالمسجد، متوافدون من كل المحافظات، للأحتفال بذكري استقرار رأس الأمام الحسين المعروفة بـ"مولد الحسين"، أما هو :"أنا ببيع السبح عشان الناس تسبح الله وتعرف ربنا وتتقي الله في حياتها".

من الإسكندرية إلى القاهرة، جاء الرجل الستيني، للبحث عن رزقه في بيع السبح يقول:"معايا جدول مكتوب فيه مواعيد الموالد والاحتفالات، عشان أعرف امتى هسافر وأمتي أرجع، بحضر موالد لحد أسوان".

كل سفرية لها ترتيبات، لا يحمل همها "أبو أحمد" :"مبشلش هم، بعرف ان فى مولد باخذ السبح وبسافر، عارف أن في ناس بتخدم الرسول وبتفرق بطاطين وأكل".

من يومين، وصل الدرويش من الإسكندرية حث موطنه هو وأسرته المكونة من ثلاث أولاد وفتاه إلى القاهرة، بحثا عن ركن صغير داخل المسجد، لينام فيه إلى الصباح، مرت الساعات لحين سمع صوت الأذان..الله وأكبر الله وأكبر، هرول سريعا الدرويش، وأدى صلاة الفجر:"بعد الصلاة قعدت اربط في السبح، عشان أستعد للاحتفال بحبيب النبي".

سبح ألوان (أحمر وأخضر وبني) يطوف بها الدرويش "ابو أحمد":"ألوان السبح بألوان المقامات الرفاعي والاحمدي والبيومى والحسين"،  يصنعها هو بيده بداية من شراء حباتها، مرور بتلوينها، وصولا لعقدة طرفيها،:"بحب شغلانه السبح عشان ذكر الله، وباخذ ثواب لما ابعها"، وعن أسعارها قال:" فى من 8 جنية لحد 20".

عندما يشتد على "الدرويش" ألم قدمه، يذهب إلى أحد الخيام، لتناول الطعام:"محبين الرسول بيخدموه بيعملو أكل، فبلف طول اليوم، وبروح أكل وأرجع أصلى وألف تاني".

من كثرة ذهاب "الدرويش" إلى الموالد، توطتد علاقته بأولياء الله الصالحين:"مفيش حاجة طلبتها منهم، ومعملهاش ليا"، ومنها زواج ابنه الكبير، يروي:"مكنش معايا اجوزه، وكنت وقتها فى مولد فى اسوان، قعدت ادعي، وأقول انا خدامك فرح والدي، ابنى اتصل بيا وقالى انه اشتغل فى محل هدوم، واهو اتجوز ومعايا عيل ".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل