المحتوى الرئيسى

فنانون عن ثورة يناير: قُتلت وروحها باقية | المصري اليوم

01/24 22:51

كان ولا يزال الفن والسياسة وجهين لعملة واحدة، فكل مرحلة تمر هناك من يقوم بتجسيدها من الفنانين من خلال الأعمال الفنية.. فما مدى تأثير السياسة على الفن، وهل البداية من الفن أم السياسة؟. رصدت «المصرى اليوم» آراء عدد من الفنانين للوصول إلى أين وصلت روح يناير، وهل أثرت على السينما، فكانت آراء البعض بأن ثورة يناير ذهبت ولم يتبق منها غير روحها.

ورأى آخرون أن روح يناير انطفأت ولم تعد متواجدة، فيما ذهب آخرون إلى أن الفن تأثر جراء حالة الحراك السياسى، وهناك من أرجع أن الكُتاب لا يستطيعون مواكبة السرعة فى الأحداث ليرصدوها فنيًا والقيام بتجسيدها فى أعمال فنية، بينما رأى البعض أن ثورة يناير لم تحقق أهدافها التى طالما سعت إليها، وأنها ألقت بظلالها على السينما، على الرغم من اختفاء روح يناير، على حد تعبير البعض، ولكنهم متيقنون أنها ستختفى لفترة لكنها سترجع إلى تحقيق أهدافها.

«روح يناير انطفأت» هكذا وصف المخرج والنائب البرلمانى، خالد يوسف، ثورة يناير وما آلت إليه، موضحًا أننا تحولنا إلى أن من يتحدث عن الثورة يوصف بالعمالة، مستدلاً على ذلك بما يحدث من ارتفاع فى الأسعار، بالإضافة إلى التضييق على الحريات وكأنه عقاب للشعب بأنه طالب فى وقت ما بالعدالة الاجتماعية وشعارات الثورة وبأنه قام بها.

وأضاف لـ«المصرى اليوم»، أن روح يناير لم تعد متواجدة وأننا فى منحنى بحركة التاريخ، مشيرًا إلى أنه متيقن من أن إرادة يناير من المستحيل القضاء عليها، وأنها من الممكن أن تختفى قليلًا وتنهزم فترة من الفترات لكنها ستظل صامدة، وأن الشعب سيصل فى يوم ما إلى نتيجة ما خرج من أجله آجلاً أم عاجلاً.

وعلى المستوى الفنى رأى «يوسف»، أن الثورات والحراك الاجتماعى والسياسى خلق حالة من الارتباك وألقى بظلاله على السينما والفنون بشكل عام، شأنها شأن المجتمع المرتبك، مضيفًا أنه عندما تستقر الأمور سيرجع الفن إلى ما كان عليه سابقًا وأن ارتباكه مرهون ومرتبط طبيعيًا بالواقع المرتبك وعندما تستتب الأمور سترجع السينما مرة أخرى.

وأن أى راصد للواقع المصرى سيرى أن الثورة لم تٌسفر عن شىء إلا عن المشروع الإسلامى الذى ظهر وليس سوى ذلك، فليس هناك أى تقدم فى شعاراتها الأصلية، ولا يوجد تقدم فى أى ملف من الملفات التى عبرت عنها الثورة سواء العدالة الاجتماعية أو الكرامة الإنسانية وكافة الأسس التى بُنيت عليها ثورة يناير.

بينما قال الفنان خالد أبوالنجا إن ثورة يناير مسجونة، موضحًا أنه لا يتحدث عن الإخوان ولكن ما يقصده هم شباب الثورة ورموزها الذين مازالوا ما بين المعتقلات أو المطاردة فى «لُقمة عيشهم»، أو مهاجمتهم على الإنترنت بكتائب إلكترونية، أو من خلال الإعلام، إلى جانب الكثير من هذا القبيل.

وأشار «أبوالنجا» لـ«المصرى اليوم»، إلى أن روح ثورة يناير علمتهم الانتماء إلى مصر وأحسستهم بالمسؤولية تجاهها وعنها، مضيفًا أن رأى كل من آمنوا بثورة يناير متساو تمامًا فى أهميته مع الآخر فالكل صوت واحد، والجميع فخور بأنهم على قلب رجل واحد.

وأضاف إلى أن يناير علمتهم أن رأى الكل سواء، الدكتور مثل البواب، والمهندس، والكناس، فجميعهم وقفوا صفًا واحدًا ضد الخوف والقهر والظلم.

وشدد على أن ثوار يناير جميعهم فخورون بأنهم يد واحدة طالبت بإسقاط الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وبالتغيير إلى الأفضل بشعار «عيش حرية عدالة اجتماعية»، مضيفًا أن الصادق، المتعلم، المثقف أو ذا الخبرة سيسمعه ويلتف حوله الناس وأن من خان ويخُون فأخرج نفسه للأسف من مشهد يناير المهيب وخرج من الصورة. وتابع: «إن يناير علمتهم كل ما يحتاجونه للنهضة بمصر وتعلموا بألا يقوموا بتصديق من خان الثورة بنكبة سموها نهضة وتخيل أنها انتهت، مضيفًا للأسف حاليًا لم تُسفر يناير إلا الذين تعلموا الدروس الخطأ منها، فهى لم تعلمهم أن يخافوا من قدرة الناس على الأمل والانتماء إلى مصر».

واستطرد: إن يناير أسفرت عن الدروس الخطأ والتى اختزلت فيما وصلنا إليه وهى ألا يُترك الناس أحرارًا، وأن يتم الانتقاص من حقوقهم، والقمع والترهيب أو السجن لمن يدافع عن حقوقه، بالإضافة إلى الخوف من حرية التعبير عن الرأى على الإنترنت والقيام بمحاربة أى رأى مخالف عن طريق الكتائب الإلكترونية، والخوف وعداء المجتمع المدنى والحقوقى وإغلاقه بشتى الطرق، متسائلاً: هل يناير علمت اغتيال حرية الصحافة، والسلطة الرابعة ووقف أى إعلامى حر رأيه مخالف للمصلحة أو بناء السجون واعتقال الشباب؟

وأشار إلى أن يناير كان يجب أن يتعلموا منها الالتفاف حول طاقة عظيمة لشعب فجرتها ثورة مجيدة وصحوة وطن للبناء والعمل بحب، لافتًا إلى أنه كان عليهم أن يتعلموا من يناير أن الإنترنت مقياس لآراء الناس والدفاع عنه وحماية هذا المجال العام للتعبير، وأن يطلقوا الحريات وأن يعلموا أن صمام الأمان الحقيقى يكمن فى احترام كل رأى. وأضاف أن الدروس التى يجب أن نستفادها من ثورة يناير هى العلم بأن دولة الظلم والقمع والتوريث للسلطة لم ولن يقبلها شعب ثار غيور على مستقبل وطنه، بالإضافة إلى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والتى هى الميثاق والمعيار للبقاء فى السلطة، وأن الشرطة والجيش والرئيس فى خدمة الشعب وليس العكس، مختتمًا أن هذا كله شهادته لروح ثورة يناير المجيدة وما تبقى منها.

بينما رأت الفنانة تيسير فهمى، أن روح يناير مازالت متواجدة ومستمرة ولكن ما حدث هو قتل يناير وليس روحها، موضحًة أن ثورتها لاتزال متواجدة، فهى شعبية تاريخية ويكفى أن الغالبية العظمى من شعبها من قام بها بعيدًا عن المعترضين عليها.

وأضافت الفنانة أننا لا نتذكر يناير إلا عندما يأتى ذلك الشهر من كل عام ولكن إذا استمررنا على أهداف يناير لاختلف الحال عما آل إليه، مشيرًة إلى أن الذى حدث أن هناك تعمداً بمحوها ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك لأن قتل يناير لن يستطيع إزالة روحها التى مازالت متواجدة، مستدلة على ذلك بأن من قاموا بها وشارك فيها أطفال تراصوا مع ذويهم ورسموا العلم ووقفوا وهتفوا ولأن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، وأنه ليس الشباب فقط الذى شارك ولكن كانت هناك أعمار تصل إلى الـ6 سنوات فعندما يرى هؤلاء الأطفال فى المستقبل صورهم سيصرون على أهداف يناير أن تتحقق، فليس الهدف أن تتحقق حاليًا ولكنها ستنجح فى يوم ما بأهدافها.

وأضافت أن النقطة الأهم هى أن ثورة يناير أسفرت عن أن يقول الناس آراءهم بلا خوف، لافتةً إلى أنه إذا وُجد خوف مؤقت لكن المترسخ هو النقطة الأهم وأنهم أجيال تربت على حب الوطن والقدوة والمثل الأعلى ولكن هناك أجيالا لم تعاصر كل ذلك، مشيرة إلى أن ثورة يناير علمت الشباب الانتماء بعدما كانت هذه الكلمة لا تعرف إلا فى كرة القدم.

وتابعت أن يناير أجمع عليها المجتمع بأكمله بكل انتماءاته واختلاف طبقاته الاجتماعية وتعلموا من خلالها أن هذا بلدكم ولكم حقوق وعليكم واجبات، متمنية أن يعلم الجميع حقوقهم وواجباتهم الصحيحة وأن يعبروا عنها ويتمسكوا بها، مضيفة أن يناير لن تموت لأنها أعظم ثورة فى تاريخ الشعوب.

وعن تجسيد فترة يناير فى السينما قالت «تيسير»: لم يتم تجسيد تلك المرحلة لأن منذ أن قامت ثورة يناير أصبحنا كل يوم فى مُتغير، ولا يستطيع الكُتاب ملاحقة ومواكبة التغييرات والأحداث السريعة. مشيرةً إلى أن من يستطيع التعبير عن سرعة الأحداث فقط هم الشعراء القادرون على فعل ذلك.

واختتمت حديثها بأنه على الرغم من أن هناك البعض من المزيفين والمنافقين ولكنها تعتقد أن كل ذلك سيهدأ ولا يصح إلا الصحيح وما إن تزول حالة التخبط الفكرى التى تسيطر على المبدعين سيبدأ الكُتاب فى تجسيد تلك الفترة بكل ما فيها ولكن ستبقى روح يناير هى المسيطرة على من قاموا بها حتى تحقق أهدافها.

«مازالت روح ثورة يناير متواجدة على الرغم من أن هناك محاولات لمحوها ولكنها باءت بالفشل، وهى حاليًا تُنفض وتُعرى كل من لا يؤمن بها» كانت تلك الجملة التى بدأ بها الفنان عمرو واكد، حديثه عن ذكرى ثورة يناير، وأنها مازالت متواجدة.

وأوضح فى تصريح خاص لـ «المصرى اليوم»، أنه يرى أن الثورة نجحت منذ بدايتها وحتى الآن، وأنها تنفض وتُعرى من حولها كل من لم يؤمن بها، على مرأى ومسمع من الشعب، مستدلاً على ذلك بالإخوان والنظام الحالى، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الذى يحدث طيلة السنوات الماضية هو بسبب الثورة والرؤية الموجودة لدى أشخاص كثيرين وبتكبر اليوم هو أن مصر تحتاج إلى بديل ثالث للقيادة الصالحة التى تنجو بها مصر مما تُعانى منه حاليًا. لافتًا إلى أن البديل الثالث مشروط بألا يكون شيخًا أو عسكريًا، على حد تعبيره.

وأضاف: «أى حد هييجى مؤمن بالثورة هنحطه فوق رؤوسنا ولو معملش كده بيحرق المؤسسة التى جاء منها مثلما فعلها مرسى بحرقه للإخوان، وأعتقد أن مصر تعانى حاليًا اقتصاديا وسياسياً ومجتمعيًا، وأصبح الناس (بتقطّع بعضها) بسبب أن القيادات بعيدة عن أهداف يناير».

وعن الجانب الفنى قال الفنان عمرو واكد إن فيلمه «الشتا اللى فات» جسد مرحلة ثورة يناير وما مرت به مصر، فكان رد فعل المجتمع المطحون وقت أن بدأت الثورة وهذا يعتبره توثيقا للحظة عاشها المجتمع وقرر أن يفك قيوده.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل