المحتوى الرئيسى

باحث أثري: الفراعنة أول من قاموا بثورة في التاريخ

01/24 22:19

قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن الفترة التي مرت بها مصر العربية من أحداث عام 2011 قد تتشابه بشكل كبير جملةً وموضوعًا مع الأحداث التي حدثت في مصر القديمة في فترة سُميت وقتها بـ "عصر الثورة الاجتماعية الأولي".

وأضاف عامر أن هذه الفترة تعتبر من أهم فترات مصر التاريخية، لما ساد فيها من روح جديدة لم يعرفها الإنسان المصري القديم من قبل، والتي نتجت عن انقلاب الأوضاع السياسية والاقتصادية، والتي تناولتها بردية "ليدن" وغيرها من الوثائق، وتناولت الأعمال الأدبية التي خلفتها تلك الفترة كل مشاعر الدهشة والألم الذي أصاب مصر في تلك الفترة.

وتابع: "علي الرغم من اتفاق المؤرخين من غموض الأسباب التي أدت إلى إنهيار حكومة الدولة القديمة بانتهاء حكم الأسرة السادسة، إلا أن هذه هي النهاية المنطقية للتطور في التداعي الذي بدأ من منتصف الأسرة الخامسة، حيث أصبحت الوظائف الهامة في الدولة مقصورة علي عائلات معينة ثم أصبحت بعد ذلك الوظائف وراثي".

وأشار "عامر" إلى أن الثورة الاجتماعية الأولى كان لها أسباب أدت إلى قيامها، فنجد من الأسباب الاقتصادية تشييد مبان تهدد الأمن القومي، وتشييد مبان وأهرام دينية عدة لكل ملك أرهقت الإقتصاد القومي، كما أن العبء الناتج من تخصيص هبات دائمة للصرف منها علي مقابر الملوك والملكات والأمراء، إضافة إلى انقطاع الموارد التي كانت تأتي من التجارة الخارجية، حيث إنه في نهاية الدولة القديمة كان هناك إضطرابات مع تلك البلاد الأجنبية.

وأكد: "نجد أن الأسباب الاجتماعية كانت ربما نتيجة تسلط طبقة خاصة علي كل الوظائف الهامة في البلاد، ومن ناحية الأسباب السياسية وُجد أنها كانت نتيجة ضعف الملكية وتخاذلها أما حكام الأقاليم، واستمر الحكام في فرض الضرائب الفادحة، وامتنعوا عن توريدها إلي بيت المال، مما جعل الحكومة في "منف" شبه عاجزة عن تنفيذ أوامرها وممارسة حقوقها، كما نجد أن هناك أسبابا نفسية كان من بينها فقدان الشعب ثقته في حاكميه، وكان ذلك في نهاية عصر الأسرة السادسة، فقد أصبحت الملكية ضعيفة والكهان مستغلة والإقطاع ينافس الجميع في استغلاله".

وأكمل: "كما أنه كان هناك أسباب خارجية منها أن الانهيار الداخلي للبلاد كان أدى إلى التسلل الأجنبي للبلاد منها فترة من الزمن، كل هذا أدي إلي قيام ثورة في البلاد ليخلع عن رقابه ظلم الملكية وفساد الكهنة وسوء استغلال الحكام".

وواستطرد "عامر"  أن الملك في تلك الفترة كان عاجزًا في قصره، فلم يستطع أن يفعل شيئًا، كما أننا نجد أن الحكام المحليين أصبحوا سادة شبه مستقلين، فقد خلعوا عباءة الطاعة للحاكم، بينما كان علية القوم يعيشون في بؤس ولا يجدون ما يسد بؤسهم، فكان الأثرياء الجدد يستعرضون بزخًا استفزازيًا، واضطرات نساء الحريم النبيلات أن يعملن في أشق الأعمال، كما انتشرت المجاعة والأوبئة، ومعها اختفى الأمن والآمان، وقطع اللصوص الطرق وأخذت البلاد تخلو من سكانها.

وأوضح "فالرُضع يتركون بلا مأوي وقلت الولادات الجديدة شيئًا فشيئًا كما توقفت التجارة تمامًا مع البلاد الأجنبية، والأخطر من ذلك اختلال الأسس ذاتها التي قام عليها النظام القديم، فالإجراءات القضائية التي ظلت سرية قد أفشي سرها، كما تبعثرت القوانين والسجلات في الشوارع وداسها الناس بأقدامهم وضاعت حجج الملكية، ونُهبت المقابر الملكية وتعطلت الشعائر الدينية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل