صور| السيدات في متحف الفن الإسلامي.. "تتر والسلطانة أم شعبان"
لم تكن هدايا جورج كلوني لـ "أمل علم الدين" أو براد بيت لـ "أنجلينا جولي" هي الأولي من نوعها، حتى ما يفعله عمرو يوسف مع كنده علوش من أفراح وليال ملاح، كلها مجرد تقليد ومظاهر اتبعها رجال سابقون في عصور قديمة، ليتها امتدت وبقيت، حتي لا يصبح طموحنا عبارة يسرية في فيلم أحلى الأوقات "نفسي في ورد يا إبراهيم".
كان هناك دائما تقدير للمرأة في التاريخ، وهو ما ظهر بقيام سلاطين وحكام المماليك والأيوبيين والفاطميين ببناء المساجد والأضرحة والأبنية الخيرية لزوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم، تكريما وامتنانا لدورهن في وصول هؤلاء الحكام إلى مقعد الحكم، وحفاظهن على هذا الحكم بعد ذلك.
أثناء جولتك في متحف الفن الإسلامي، ستلمح أعمالا هي في الأصل صنعت من أجل سيدة تعبيرا عن فضلها وتواجدها في حياة رجلها وظهرت ثلاث أعمال لنساء وهم:
خصص المتحف الإسلامي ركنا خاصا بمنبر الأميرة "تتر الحجازية" مصنوع من الخشب، وكان أحد مقتنيات مدرستها لدروس فقهاء الشافعية والمالكية وكان هدية من والدها الناصر محمد بن قلاوون.
واشتهرت "تتر الحجازية" لتزوجها من الأمير بكتمر الحجازي، ولهذه السيدة عدة عمائر اندثر منها قصر الحجازية وكان من مفاخر العمارة المدنية في العصر المملوكي، وتعد مدرستها الباقية إلى الآن من أجمل المدارس المملوكية بالنحاسين.
ومن أنواع البر التي وقفتها على أطفال الكتاب خمسة أرغفة من الخبز النقي لكل واحد منهم يوميًا ومبلغًا من المال بالإضافة إلى كسوتي الشتاء والصيف.
أم السلطان شعبان "خوند بركة"
يحتفظ المتحف الإسلامي بأخر صندوق للسلطانة "خوند بركة" لحفظ أجزاء القرآن الكريم، والذي نُقل من مدرسة تحمل اسمها بالتبانة قائمة حتى الآن.
ويطلق عليها "أم السلطان شعبان" في العصر المملوكي، ويٌقال أنها كانت من النساء القويات اللاتي ظهرن بقوة في العصر المملوكي، حيث تولي ابنها السلطان الأشرف شعبان الحكم وهو في سن العاشرة، وكانت هي من تسانده في حكمه، فأحبها حبًا جمًا، حتى إنه بنى لها مسجداً ومدرسة باسمها في القاهرة قرب قلعة الجبل أسماها "مدرسة أم السلطان شعبان" نظمت بها دروسًا للمذهب الشافعي والحنفي، واشتهرت بأنها سيدة شديدة الكرم والإحسان ووضعت على بابها سبيلاً لسقي المارة وحوضًا لسقي الدواب، بالإضافة إلى انشائها كُتاب لتحفيظ القرآن وتعليم القراءة والكتابة.
والصندوق الذي يحتفظ به المتحف سيظل شاهدا على اهتمام "أم شعبان" وابنها السلطان في نسخ "ست مصاحف"، وتوظيفهم عدداً من النساخ والمزخرفين والمذهبين لإنتاج الربعات الشريفة التي كانت توضع بصناديق من الخشب المطعم بالسن والعاج.
الملكة ناريمان "شبشب الحنة الفضي"
إن عطايا الأسرة العلوية "أسرة محمد علي" لنسائهم لا تتوقف على الفضة المعروضة بمتحف الفن الإسلامي، فالشبشب والخلخال والحلي المصنوعة من الفضي المعروضين للعائلة العلوية هي أقل ما كانت تمتلكه تلك العائلة التي حكمت مصر علي مدي قرن ونصف، وامتلك نسائهم أجمل ما في العالم من ملابس وحلي بعضها هدايا والبعض الآخر صنع خصيصا لهم.
لم يتم توضيح هل "شبشبي" الفضة للملك فاروق والملكة ناريمان هدايا أم تم صناعتهما خصيصا ليكونا إحدى مظاهر ليلة الحنة للعروسين.
Comments