المحتوى الرئيسى

إسلام عزازيكتب: في ذكرى يناير هوامش من ثورات الربيع العربي | دشنا اليوم

01/24 16:08

الرئيسيه » رأي » إسلام عزازيكتب: في ذكرى يناير هوامش من ثورات الربيع العربي

كلما نتذكر ما حدث في ثورات الربيع العربي سواء يهمنا أو يؤلم ذاكرتنا يجعلنا نجزم أننا عشنا أيام سوداء كفناها بالأبيض الذي لم نراه،  تلك الثورات علمتنا السهر في الميادين وأمام شاشة التلفاز ونامت الثورات وتركتنا بهدوء مؤلم لا نستطيع وصفه أبدًا.

فالحراك ملأ شاشات التلفاز ولكنه كان واضحا بدون قيادات ميدانية أو حزبية واضحة على عكس ما جرى بكل الثورات عبر التاريخ فالثورة البلشفية في روسيا كانت بقياده الشيوعيين الروس بزعامة لينين، وحركة الضباط الأحرار في مصر والتي أطلق عليها “ثورة يوليو” كانت بزعامة الرئيس الراحل عبدالناصر، وذلك يرجع لأنها لم تكن ثورات مبادئ وأيدلوجيات فكرية لدفع الخناق عن رقبة الجماهير فجاءت كهبات شعبية عارمة غير منظمة مما ساعد أعدائها على الإحاطة بها وإحباطها وتلويث كل من ملأ الصورة فيها.

في ثورات الربيع العربي هي أول ما أسقطت الأنظمة التي يحكمها حكام كانوا دمى في مسرح عرائس أمريكا من زين العابدين بن على إلى مبارك مرورا بالقذافى الذي سلم كل عناصر قوته للأمريكان قبل ذبحه بأيدي شعبه، وذلك لأن المقصود من الثورات تحطيم دول الطوق المحيط بإسرائيل وتفريغها من عناصر القوة ولكن المخطط الموضوع لم ينجح كله ولم يفشل كله.

الدول الخليجية هي أيضا كانت في خدمة الغرب الأمريكي الصهيوني والتي لم يقترب منها الحراك بل بالعكس كان إعلامها وتصريحات العاملين فيها يصب في مصلحة هذه الحركات، لذلك أنفقت دول الخليج على ثورات الربيع عنوة لأن المرسوم لها في أجندة الفوضى الخلاقة أن تنفق على الفوضى و يدعمها إعلامها، وقد فعلت أما أنها لم يطولها الحراك الثوري لأنها هي من تنفق على صناعته بالمال والإعلام مع أنها سلفيا تكفر بالثورة وتعتبر الخروج على الحاكم من أكبر الكبائر.

الملاحظ أن جيوش الدول التي ضربها إعصار الربيع العربي وخاصة في تونس ومصر تخلت عن رئيسها فورًا وبكل بساطة إلا سوريا وذلك يرجع لأن سوريا خليط من أجناس متعددة تنوع انتماءات مواطنيها وعرقياتهم فأدرك الجيش السوري حجم المؤامرة فتمسك بقيادة لحين زوال الإعصار، والملفت لنظر أن الثورات كانت تنتهي بانتصار الإخوان المسلمين بشكل واضح.

في مصر نجح الإخوان وسيطروا على مجلس النواب ثم الرئاسة، وفى تونس ربحت حركه النهضة بزعامة الغنوشى، وفى ليبيا تصدر الإخوان المشهد، وبسوريا أصبحت الإخوان جماعات مسلحة تحارب وتحرق لأنها لا تؤمن بمفهوم الوطن فهم يرونه حفنه تراب عفنة.

لقد كان الإخوان أداه فوضى علموا أم جهلوا ورعبهم المسلح في سوريا والعراق كان مقدرًا لهم أن يفعلوه في مصر، ولكن لم يسمح ماسك الأجندة بسقوط مصر في بحر الفوضى نظرا لأن مصر كتلة سكانية كبيره تفوق 90مليون لما يمثله ذلك من مخاطر على إسرائيل

قناة الجزيرة القطرية تصدرت المشهد الإعلامي بطريقه لا نظير لها، وما رافق ذلك من فنون التضليل الإعلامي وانتشار ما يسمى بشاهد عيان أو ناشط سياسي وتبنى قطر كل الثورات لدرجة أننا شعرنا أن “موزه” أصبحت جيفارا الملهم لثورات الربيع فكل هذه الثورات لم يرفع فيها أحد أي صوت ضد إسرائيل لأنها جاءت لتحليل عناصر القوة في الشعوب المخدوعة من أجل خدمه إسرائيل التي يبدو عليها الرضي مما يجرى بل كانت تعالج جرحى التنظيمات السلفية التي تحارب الجيش العربي السوري.

في هذه الثورات التحركات كانت تخرج من المساجد حصرًا وليس من الساحات العامة وكل يوم جمعة كان له عنوان مثل جمعة الغضب وغيرها لأن ذلك يكسبها دعما شعبيا ويعطيه شرعية دينية وسط شعوب جاهلة، وقد سبق المشهد توغل القنوات الدينية وسيطرة الخطاب السلفي الغوغائي الذي أدى في النهاية عبر استثماره إلى ظهور داعش وأخواتها التي تكوى بالعنف رقبة المنطقة بأكملها

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل