المحتوى الرئيسى

د. محسن جمعة يكتب :حق المريض في مفترق الطرق   | الفيومية

01/24 15:58

الرئيسيه » رأي » د. محسن جمعة يكتب :حق المريض في مفترق الطرق  

تمثل أزمة أطباء العلاج الطبيعي تهديدًا شديدًا للمريض المصري وليس الأطباء، خاصة أن عددهم لا يتجاوز الألف شخص، بينهم أخصائيين طب طبيعي وروماتيزم ومجالات عمل أخرى، وبعد قرارات الجمعية العمومية الطارئة لاتحاد المهن الطبية الأخيرة – بشأن رفض ضم العلاج الطبيعي للاتحاد، حث جدل خلال مناقشة مشروع قانون جديد داخل لجنة الصحة في مجلس النواب مُقدم قبل نقابة العلاج الطبيعي لتغيير قانون مزاولة المهنة، ويقترح المشروع السماح للمعالجين الطبيعيين بمناظرة المرضى والعمل منفردين بمراكزهم و تشخيص المرض و كتابة الدواء .

مرة أخرى قبل الدخول في تفاصيل المناقشة يهمني أن أؤكد كامل الإحترام للزملاء المعالجين الطبيعيين ، لأنهم جزء أساسي وهام من الفريق الطبي ، و التعاون بين الأطباء وبينهم و بين باقي أفراد الفريق الطبي أساسي لصالح المريض.

لكن لصالح المريض أيضا لا يجب أن نتغاضي عن إنه لا يمكن أن يسمح لغير الطبيب بالكشف على المريض ، و لا تقرير خطة العلاج ولا كتابة الفحوص ولا كتابة الدواء ..

الزملاء المعالجيين الطبيعيين يؤكدون أن دراستهم تطورت جدا ، و أصبحوا يدرسون أمراض باطنية و جراحية و علم عقاقير و كل ما يدرس بكلية الطب ، و هنا يجب أن نوضح أن التمريض أيضا يدرس كل هذه المواد ، و لكن ماهي زاوية و جرعة الدراسة ؟ فقط دراسة الطب كاملا بما فيها الدراسة الاكلينيكية في المستشفيات الجامعية ، التي يقضي طالب الطب بها 3 سنوات كاملة قبل التخرج ، بالإضافة لسنة الامتياز بعد التخرج ، فقط هذه الدراسة هي التي تعطي للطبيب حق كشف جسم المريض، و تقرير خطة العلاج و كتابة الأدوية كممارس عام ، أما من يتجه للتخصص فسيكون عليه أن يبدأ رحلة طويلة جديدة تستمر من 4 إلى 6 سنوات بعد أن يقضى سنة على الأقل كممارس عام.

الزملاء المعالجيين الطبيعيين يطالبون بالعمل منفردين و التشخيص و العلاج منفردين “في حدود تخصصهم” و لكن من يحدد أن هذا العرض “آلام الظهر مثلا” هي في حدود تخصصهم ؟ الحقيقة أن نفس العرض من الممكن أن يكون آلام بسيطة في العضلات ، أو إنزلاق غضروفي أو ناتج من ورم خبيث ، أو من إحتقان بالحوض ، أو إلتهاب بالكلى أو … لذلك لا يسمح للطبيب بالتخصص قبل دراسة كاملة للطب ، لأن ترابط الجسم ، و تداخل الأعراض أكبر من أن يسمح لمن يدرس جزء من الطب بأن يتمكن من التشخيص و العلاج .

وأنا عندما اكتب هذا المقال أؤكد أن ما يدفعني ليس الدفاع عن بضعة مئات من الزملاء أطباء الطب الطبيعي ، اللذين يحاول الزملاء المعالجين الطبيعيين منعهم من العمل في تخصصهم ، ببساطة لأن هناك مجالات عمل أخرى كثيرة أمامهم ، و لكن ما يدفعني هو خوفي على المرضى في مصر من الظاهرة الحديثة ل “تقطيع الطب” تلك الظاهرة التي أرها خطيرة جداعلى المرضى .

يدفعني خوفى أن يسمح لكل من درس أجزاء من الطب لمدة 4 أو 5 سنوات بعيدا عن المستشفيات الجامعية ، و بعيدا عن تأهيل حقيقي كامل ، بالعمل منفردا والتشخيص و العلاج ..

ويبدو أن الكلفة العالية لإنشاء كليات الطب الخاصة ، لأنها مرتبطة بتواجد مستشفيات جامعية لاستكمال الدراسة و التدريب الاساسي لطلبة الطب ، تدفع من يريد الاستثمار في مجال التعليم الطبي لفتح كليات العلاج الطبيعي، و المهن الصحية التي يتم حاليا تغيير اسمها للمهن الطبية ، وأصبح إقناع الأهالي و الطلبة بأن هذه الكليات تخرج أطباء ، و الحرب بكل السبل لذلك ، جزء أساسي من الترويج لهذا الكليات ، و لهذا البزنس الذي يدر الملايين و المليارات …

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل