المحتوى الرئيسى

ستقابلهم في عملك "3".. السيد آلة

01/24 15:22

يجلس هناك حيث الابتعاد عن الضوضاء والثرثرة حوله، ليس كالآخرين، ولكنه على دراية بما يسير وبما يحدث، وله من الخبرة ما يكفيه لأن يؤدي مهامه كما تقتضي الحاجة.

كنت أشاهد نشرة الأخبار على التلفزيون المصري منذ زمن ليس بالقريب، وكان مقدّم النشرة بصوته المعروف، ونظراته الثابتة، هو من أشهر مقدمي النشرات الإخبارية، وكان بالوقت ذاته بعض المذيعين الجدد يتلمسون طريقهم؛ ليحظوا بشرف تقديم النشرة على التلفزيون المصري.

بعد سنوات ومنذ أيام قليلة، حدث عطل بجهاز الاستقبال "الريسيفر"، فاضطررت لمشاهدة القنوات الأرضية، فرأيت مقدّم النشرة كما هو بذات الصوت، وذات النظرات، دون إبداع أو تطور، بينما هؤلاء المذيعون الجدد أصبحوا الآن نجوماً إعلاميين تتجاوز رواتبهم ملايين الجنيهات بالقنوات الفضائية الخاصة.

كثير من الناس يعشقون الثبات والروتين، أصبحوا كالآلة التي تؤدي نفس الحركات برتابة وانتظام دون ملل، ألِفوا ما هم فيه، وألِفتهم أماكنهم التي لم يتزحزحوا عنها صعوداً أو هبوطاً منذ سنوات.

بكل مكان ستجد هذا الشخص الثابت فيما يعمل، لديه مقدرة على التنوع مع كل المتغيرات داخل العمل بما يضمن له البقاء لأطول فترة ممكنة، لكن مقدرته لا تتجاوز حدود عمله، ليس ضعفاً منه أو عجزاً بقدراته، ولكنه لا يريد غير ما هو عليه، يخشى الطموح والمغامرة، وهذا حقه، فقاعدة احتمالات المغامرة ليست مضمونة، قد تذهب بكَ إلى السماء، وقد تقذف بكَ إلى الأرض.

يعيب "السيد آلة" هذا الجمود؛ لأنه وإن كان راضياً بما هو عليه فعلياً، إلا أنه دائم الشكوى من المديرين والزملاء والظلم، وفوات الفرص، وعدم أخذ حقه بالترقيات، وإذا سألته لماذا لم تسعَ لمكان آخر، أو لتغيير وظيفتك؟ أجابك ماذا أفعل وعندي التزامات ومسؤولية وبيت ونفقات الحياة الطاحنة لا بد أن أفي بها، فأنا كما ترى: مغلوب على أمري!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل