المحتوى الرئيسى

هل يقترب «بن أفليك» من أوسكار ثالثة؟.. عرض لفيلم «Live by Night»

01/24 10:05

منذ أسبوع واحد، 15 يناير,2017

يعود إلينا الممثل والمخرج الحائز على جائزتي أوسكار، «بن أفليك»، بفيلم جديد يدور عن عالم العصابات في مدينة بوسطن بالساحل الأمريكي الشرقي، نفس المدينة التي استضافت فيلمه «The Town»، الذي قام أخرجه عام 2010، ولعب فيه دور رجل عصابات متخصص في سرقة البنوك، يقع في غرام شاهدة على سرقة البنك، لكنها لا تعلم أنه أحد أفراد العصابة.

في فيلمه الجديد «Live by Night» يلعب أيضًا أفليك دور رجل عصابات ينشأ في حي «تشارلز تاون»، نفس الحي الذي تدور فيه أحداث «The Town» أيضًا، ولأفليك ولع خاص بالمدينة التي قضى بها جانبا من حياته، إلا أن القصة تدور في عوالم العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بفترة بسيطة، وفي خضم فترة «منع الكحول» في الولايات المتحدة، والتي استمرت بين عامي 1920 و1933 بهدف تقليل معدل الجريمة، والإساءة للنساء، وتحسين الصحة العامة.

وفي المدينة التي يسيطر عليها رجلان: أولهما «ألبرت وايت»، الأيرلندي العنيد الذي يريد التحكم في الصناعة السرية لإنتاج وتوزيع مشروب «الروم»، ومنافسه «ماسو بيسكاتوري» رجل المافيا وعصابته الإيطالية التي ترغب في إزاحة وايت عن طريقهم بأي شكل؛ في هذه المدينة، يقوم الشاب «جو كوفلين» (بن أفليك) بصحبة صديقيه الأخوين «بارتولو» بعمليات صغيرة لسرقة المتاجر، متسلحين ببنادقهم وجرأتهم وقدرتهم على الفرار السريع في سيارات يقومون أيضًا بالسطو عليها؛ مما يصعب على الشرطة القدرة على ملاحقتهم والعثور عليهم.

يضعه القدر في طريق «ألبرت وايت»، بعد أن سرق متجرًا على صلة به، يعجب وايت بجرأة وسرعة كوفلين، ويعرض عليه العمل في عصابته، إلا أن كوفلين يبدو قانعًا بمغامراته الإجرامية الصغيرة، ويرفض أن يكون خاضعًا لزعيم عصابة مثل وايت، والذي سيأمره بأشياء من ضمنها القتل، والذي أقلع عنه كوفلين من زمن. يتركه وايت على أمل أن يغير رأيه.

تجتذب فتاة من حاشية وايت انتباه كوفلين، حسناء نحيلة لعوب تضع الكثير من أحمر الشفاة، أسمها «إيما» (سيينا ميلر)، وسرعان ما تقرب إليها، وجمعتهما علاقة عاطفية، ولم يبال كثيرًا عندما عرف أنها خليلة وايت، وأن علاقته بها قد تؤدي إلى مقتلهما.

ويتضح أن وايت ليس المعجب الوحيد بكوفلين، ولكن أيضًا الأب الروحي «بيسكاتوري» يرغب في أن يضمه إلى عصابته الإيطالية، ولديه الاستعداد لغض الطرف عن أصول كوفلين الأيرلندية، وفي هذا العهد كان ينظر إلى العرق الأيرلندي نظرة دونية، والمشاهد لفيلم «مارتن سكورسيسي» «Gangs of New York»، سيكتشف الصراعات بين الأصول القومية للعصابات التي تحكمت فيما بعد في مسرح الجريمة الأمريكي.

وكان هدف «بيسكاتوري» وراء ذلك، التخلص من غريمهما المشترك وايت، وباحترام بالغ يعيد كوفلين على مسامع رجل العصابات الإيطالي نفس اعتذاره اللبق لوايت، مضيفًا «توقفت عن تقبيل الخواتم منذ زمن»، في إشارة للعادة الإيطالية التقليدية في إبداء الولاء والتبعية لزعماء أسر المافيا، لكن بيسكاتوري بعناده الإيطالي العتيد لم يكن ليقبل أن يرفض عرضه أحد، ويهدد كوفلين بأنه يعلم علاقته بـ «إيما»، وأنه إذا ما قام بتسريب هذه المعلومات إلى وايت، فلن يتبق من كوفلين ما يكفي ليتعرف عليه أهله بعد مقتله.

تتصاعد أحداث الفيلم، الذي يغمس المشاهد تمامًا في عالم الجريمة في تلك الفترة، حيث استخدم أفليك جيشًا من الممثلين والمجاميع، وبنى ديكورات كاملة لأحياء وملاهي ليلية ومحطات قطار، واستخدم عشرات سيرات كاديلاك وفورد وبويك العتيقة ليعود بنا إلى هذا الزمن باقتدار، مع استخدام واسع ومشبع لملابس هذه الفترة واكسسواراتها، وحتى اللغة والمصطلحات نفسها، اهتم بها صناع الفيلم باقتدار.

وكان لافتًا الأزياء والحلي التي استخدمتها سيينا ميلر من طراز «آرت نوفو – Art Nouveau» التي اشتهرت بها هذه الفترة، والتي رأيناها أيضًا منذ وقت قريب في فيلم جي كي رولينج «Fantastic Beasts and Where to Find Them»، هذا إلى جانب استخدامها لهجة أيرلندية قحة في حديثها طول الوقت، ما أعطى انطباعًا بواقعية الأداء والحبكة والمشاهد البصرية.

بعد رفضه وعناده المتواصل، ينكشف سر كوفلين وإيما بالفعل، ويقسم وايت أن يقتل خليلته الخائنة، وأن يلحق بها كوفلين الذي يتكالب عليه أفراد عصابة وايت ويبرحونه ضربًا وركلًا قاسيًا، ولا ينقذه سوى أبيه، ضابط الشرطة الكبير توماس كوفلين، والذي يؤدي دوره الممثل الأيرلندي بريندن جليسون.

علاقة كوفلين الأب مع كوفلين الابن، بالرغم من أنها تبدو معقدة، إلا أنها في حقيقتها بسيطة للغاية، كلاهما يريد فقط أن يعيش، كلاهما لا يقبل أحدًا أن يتحكم فيهما، كلاهما يبذل كل ما يلزم حتى لو كان غير شرعي أو أخلاقي؛ ليحمي هدفيه الأولين.

اختار الأول طريق السلطة، فيما اختار الثاني طريق الجريمة، وإن كان الاختيار الثاني يُظهر الوجه البشع علانية، فالأول يخفي هذا الوجه، عبر بذة رسمية وخطاب دبلوماسي.

يبدو كوفلين الأب شديد الحمائية تجاه ابنه، ويحاول أن يعزله بقدر ما يستطيع عن الأخطار، لكنه في نفس الوقت يترك الشرطة تؤدبه بطريقتها التقليدية، إلى جانب الطريقة القانونية، إذا ما مس ابنه أحد من الشرطة بسوء. شريعة الغاب تحكم، والقوانين العرفية تسود، لدى الأب والابن.

يُحكم على كوفلر الابن بالسجن ثلاث سنوات إثر اتهامه هو وعصابته الصغيرة، بقتل عدة رجال من الشرطة في مطاردة عنيفة بعد محاولة فاشلة لتنفيذ جريمة سطو. يموت والده وهو في السجن، وبعد أن يخرج لا يجد أمامه، بعد أن فقد أبيه وحبيبته، هدفًا سوى الانتقام من وايت، فيذهب طواعية إلى غريمه بيسكاتوري يعرض عليه العمل لحسابه من أجل تحقيق هذا الهدف المشترك. يقبل بيسكاتوري بسرور بالطبع، ويخبره أن أمورًا تغيرت أثناء وجوده بالسجن، وأن وايت نقل منطقة نفوذه إلى الجنوب، وأن على كوفلين الانتقال إلى مدينة «تامبا» لبسط نفوذ عائلة بيسكاتوري هناك عبر تجارة الخمور والمخدرات، وتقييد حركة وايت لأقصى حد، ثم التخلص منه في النهاية.

يختار كوفلين صديقه القديم «ديون بارتولو» (كريس ميسينا)، ليكون ساعده الأيمن في بناء إمبراطوريته الصغيرة في تامبا، ويتحالفان مع عصابة كوبية يقودها أخ وأخته لتوريد مستلزمات صناعة الخمور، وخصوصًا قصب السكر من كوبا، ولا يمضي وقت طويل حتى يقع كوفلين في غرام الفتاة الكوبية «جراسيلا» (زووي سالدانا)، ومعًا يُوسعان أعمالهما بوتيرة سريعة، وفرض سيطرتهما بالدبلوماسية حينًا وبالعنف أحيانًا أكثر، محاولين تخطي عقبات، مثل عنف عصابات «الكو كلوكس كلان» الشهيرة، بالمعارضة والعنف ضد جميع أجناس الأرض، ما عدا جنس الرجل الأبيض البروتستانتي، وكذلك تخطي عقبة أخرى تمثلها شابة صغيرة تقوم بالتبشير في أهالي تامبا من أجل التخلص من جميع الخطايا، ومعارضة مشروعات كوفلين في بناء فندق ضخم سيحتوى أكبر ملهي ليلى وصالات للقمار في الجنوب الأمريكي.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل