المحتوى الرئيسى

صلاح عبد الله .. ممثل بقلب شاعر وعقل فيلسوف

01/24 08:57

ممثل ومخرج  وشاعر وها. ها.

كوميديان وتراجيديان.. ولو مطلوب مطرب هيغنى.. وها…

عم وخال وابن بلد ومجدع وها.. يبقى ها..

قابلته مرة واحدة مصادفة على إحدى مقاهي شارع فيصل في منتصف التسعينيات، كان يلعب الطاولة ويرد السلام بابتسامة سريعة على من يلقي السلام، ويعود إلى التركيز في اللعب.. ثم ألقى الزهر.. وفجأة… (إخص..دو.. يك.. راح الدور).. عجبك كده يا بن… الـها… ثم ضحكة كبيرة منه ومن كل الحضور..

هو ضحكة ابن البلد صلاح عبد الله

عم صلاح كما يقال له من كل المقرّبين هو الطفل الوحيد الذي ولد وهو يضحك بصوت عالٍ.

هو ابن حي بولاق أبو العلا؛ حيث المولد في الخامس والعشرين من يناير من عام 55، وابن حي بولاق الدكرور؛ حيث النشأة والشباب.

بدايات مبكرة مع  كتابة الشعر ثم الاهتمام بالسياسة والعمل السياسي؛ حتى صار أمين شباب حي بولاق والدقي.

في كلية التجارة حيث يدرس، شاهد فرق التمثيل المسرحية فأعجب بالفكرة ولم تظهر عليه من قبل أي أعراض للتمثيل مطلقاً.. لكنه اتخذ القرار الغريب بإنشاء فرقة مسرحية، ولأنه صلاح عبد الله فلم تكن مثل أي فرقة، فقد ضمت بالإضافة إلى شباب الطلاب من الجامعة؛ عمال وحرفيين وسماها «تحالف قوى الشعب العامل»، وقدم مسرحيات سياسية مثل (آه يا بلد، سعد الدين وهبة، وعسكر وحرامية ألفريد فرج).. مثّل فيها وقام بإخراجها ولفتت هذه الفرقة بما قدّمته من أعمال؛ الأنظار وحققت نجاحاً على مستوى الجامعة.

بدأ عم صلاح الابتعاد عن العمل السياسي تدريجياً باندماجه في عالم المسرح، وكتب أشعاراً لمسرحيات مثل فيها أدواراً صغيرة مثل «العسكري الأخضر» لسيد زيان، بعدها قدّمه المخرج شاكر عبد اللطيف في مسرحية «رابعة العدوية»، ثم رشحه للانضمام إلى فرقة “أستديو 80” صبحي ولنين.. ودي كانت الابتسامة الأولى في مشوار صلاح عبد الله..

مع صبحي قدّم أدواراً في عدة مسرحيات مثل «المهزوز وأنت حر».. حتى كانت الابتسامة الثانية عندما دخل عالم الفيديو من خلال دور صغير في مسلسل «سنبل بعد المليون».. و”لا إله إلا الله”…

تركت الشخصية التي أداها عم صلاح بصمة كبيرة وألقت عليه الأضواء كممثل كوميدي له ملكات إبداعية في رسم الشخصية.. ورسم الابتسامة على وجوه المشاهدين..فكان بعده «ذئاب الجبل» ودور آخر وابتسامة أخرى.. وصار علامة مميزة في أداء شخصية الصعيدي.

ظلت مساحات أدوار عم صلاح تتزايد في عالم مسلسلات التلفزيون، وفي عالم المسرح، ولكن في السينما ظلت مساحات صغيرة لا تقارن، فمن دور صغير في «يا مهلبية يا» مع شريف عرفة؛ إلى دور آخر في «الهروب» مع عاطف الطيب..

حتى كانت الابتسامة الأهم في مشواره.. عندما التقى بكاميرا داود عبد السيد و«مواطن ومخبر وحرامي» هذا الفيلم يعد نقلة في حياة الممثل صلاح عبد الله ، مساحة من الإبداع أثبتت أنه ليس كوميديان وحسب، بل قادر على أداء الأدوار الدرامية باحترافية، وكان سبباً في حصوله على جائزة التمثيل من جمعية نقاد السينما وجائزة المهرجان القومي للسينما كأحسن ممثل.

مع الألفية الجديدة صار عم صلاح علامة مميزة في فن التمثيل وتميمة حظ لأي عمل يشارك به، فمن ينسى أدواره في مسلسلات مثل ريا وسكينة وسكة الهلالي أو النحاس باشا في فاروق.. أو أدواره مع الجيل الجديد في السينما مثل الدكتور مكرم في الرهينة، وفؤاد في فيلم «كباريه» ولا حتى أبو عزة في «العيال هربت».. وبالطبع سيظل «دياسطى» من الشخصيات الخالدة في تاريخ الرسوم المتحركة في مصر.

تراجديان  بقلب شاعر.. وكوميديان بعقل فيلسوف

ابتسامة ابن البلد.. وضحكة من قلب شوارعها

هو « صلاح عبد الله ».. ولا.. ها.. يبقى.. ها

Comments

عاجل