المحتوى الرئيسى

نزوات الأمير العاشق | المصري اليوم

01/24 05:55

بعد أن تحرر الشاب «على كامل فهمى» من سلطة الوصى المتزمت، وتسلم الثروة المذهلة، انطلق حراً بلا رقيب ولا حسيب، يبدد فى الثروة بأكثر الطرق ابتكاراً، بخلاف تردده على الكباريهات والملاهى وليالى المرح وأمسيات المسارح ومرافقة الفنانات ومدعيات الفن، ومن مظاهر إسرافه العجيب أنه كان يدور طوال الليل على صالات عماد الدين والأزبكية صاحبا حاشيته من الأتباع والأصدقاء يوزع صناديق الويسكى تحية للراقصات، مغيراً سنة الملاهى، حيث كان الوجيه المسرف هو من يوزع أكثر من صندوق بيرة فى الليلة، وبعد ظهور «على كامل فهمى» الليلى، بعد تحرره من الوصى، أصبحت وحدة الإنفاق فى هذه الصالات هى الويسكى الفاخر. وكان آنذاك عمره لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، وقد اشترى فى هذه الفترة بعدة آلاف من الجنيهات زورقاً بخارياً قوته 45 حصاناً، وهى بمقياس ذلك الزمان سرعة قصوى، دفعت كثيرا من المحيطين به لتحذيره بأنه لا يصلح للسير فى النيل لقوته غير العادية، وكان يدور به على سطح النيل حول جزيرة الزمالك مثيراً رعب سكان العوامات الراسية على الشاطئ، بسبب ما أحدثه بها من اهتزازات عنيفة أدت إلى سقوط قطع الأثاث، ولأن معظمهم كانوا من وجهاء القوم فقد ثاروا عليه إلى أن اضطروه إلى الكف عن المرور بزورقه بالقرب من عواماتهم. (سيحدث أمر شبيه بذلك لأخته «عائشة فهمى» بعد وفاته، والتى ورثت قصره بالزمالك، فعندما تزوجت شكوكو جعلته أول فنان مصرى يركب فى أواخر الأربعينيات السيارة الإنجليزية ماركة «بانتيللى» التى لا يركبها غير اللوردات والسفراء والأمراء، ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية ونخبة حى الزمالك، فأجبروه على بيعها).

أما الأمير «على كامل فهمى» ففى أوائل العشرينيات لم يكن استخدام السيارات شائعاً فى مصر ذلك الحين، فقد كانت حيازتها من علامات الوجاهة التى لم يكن ممكنا أن تفوته، لكنه لم يكتف بالبحث عن أنواعها النادرة ولا بتغيير طرازها كل عام، بل كان يقودها بسرعة شديدة فى شوارع المدينة، فيلفت أنظار المارة ويربك المرور الذى كان يزدحم أيامها بالعربات التى تجرها الخيول، وبالمارة الذين يمتطون الحمير، ويثير الذعر بين بسطاء المصريين الذين كانوا يرتبكون لمجرد رؤية سيارة.

كما كلف أحد الخطاطين الكبار بكتابة «طُغُراء» باسمه- وهو ما يعرف الآن باللوجو- ليطبعها بعد ذلك بالذهب على كل ما يملكه: من السيارة إلى الأسطبل، ومن الزورق إلى الجياد التى يملكها، ومن مبسم السيجارة المطعَّم بالياقوت إلى أوانى الطعام الذهبية، ومن ملابس الخدم فى قصره إلى المناديل التى يضعها فى جيبه، ومن علبة السجائر الذهبية إلى الجواهر الثمينة التى كان يهديها إلى عشيقاته!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل