المحتوى الرئيسى

هل نقول وداعًا لعمليات الحشو؟.. علاج جديد يساعد على تجديد الأسنان - ساسة بوست

01/24 05:37

تمكن باحثون من التعرف على عقار جديد، يمكن أن يساعد على تجدد الأسنان من الداخل إلى الخارج، وهو الأمر الذي ربما يقلل من الحاجة إلى عمليات الحشو الاصطناعية.

هذا الدواء ليس جديدًا تمامًا، لكنه كان يستخدم سابقًا في التجارب السريرية لعلاج مرض ألزهايمر، لكن الباحثين اكتشفوا فعاليته الآن لتحسين القدرة على شفاء الأسنان الطبيعية لنفسها تلقائيًا، وهو يعمل عن طريق تفعيل الخلايا الجذعية داخل مركز «لبالسن»؛ مما يدفع المنطقة المتضررة لتجديد المواد العاجية الصلبة (dentin) التي تشكل غالبية الأسنان. وقال المؤلف الرئيس للبحث الذي اكتشف هذا العقار، «بول شارب»، من كلية كينجز كوليدج في لندن «إن بساطة هذه الطريقة التي توصلوا إليها تجعلها مثالية كمنتج علاجي للأسنان، وخصوصًا علاج التجاويف الكبيرة الناجمة عن تآكل الأسنان، عن طريق توفير حماية لب الأسنان نفسه، وعملية تجديد، واستعادة للطبقة العاجية المكونة لها. وأوضح «بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام عقار جرى اختباره في التجارب السريرية لمرض ألزهايمر يوفر فرصة حقيقية للحصول على هذا العلاج المميز للأسنان بسرعة في العيادات»، وذلك في الإشارة إلى عدم الحاجة لإعادة الكثير من التجارب السريرية التي تتعلق بأعراضه الجانبية، وسميته، وتأثيراته على المدى القريب والبعيد وغيرها. بعد أن تتلف الأسنان عن طريق أشياء مختلفة، مثل: الصدمة أو التجاويف، فإن لب الأسنان الذي يتواجد في مركز كل سن يمكن أن يصبح مكشوفًا؛ مما يزيد من خطر العدوى؛ لمنع ذلك، فإن أجسادنا تخلق طبقة رقيقة من العاج – الأنسجة الصلبة المتكلسة(القوية بسبب وجود الكالسيوم) التي تشكل الجزء الأكبر من الأسنان؛ مما يساعد على منع حركة أية مواد غريبة من خارج السن إلى داخله. ولكن هذه العملية ليست كافية لوقف قيام التجاويف الكبيرة بتعريض اللب للخطر، وهذا هو السبب في قيام أطباء الأسنان بحفر التجويف، ثم ملء التجويف بالحشوات الاصطناعية، وهي طريقة العلاج التي تستخدم منذ فترة طويلة من الزمن، لكنها تتميز بأنها ليست مثالية.

هل ينتهي عذاب حشو الأسنان؟

وأضاف شارب أن السن ليس مجرد قطعة من المعادن، لكنها تتميز بأن لها علم وظائف الأعضاء الخاص بها، وعندما تقوم بعملية الحشو الاصطناعية، فأنت تستبدل الأنسجة الحية بنوع من الأسمنت الخامل. وذكر في تصريحاته لصحيفة «الجارديان» البريطانية أن «الحشوات تعمل بشكل جيد، لكن إذا كان يمكن للأسنان إصلاح نفسها بنفسها، فهذا الأمر بالتأكيد يعد وسيلة أفضل؛ لأنك ببساطة ستستعيد حيوية السن كاملة». ووجد شارب وفريقه أنهم يمكنهم استخدام أحد العقارات المستخدمة لعلاج ألزهايمر، ويدعى (Tideglusib)، لتحفيز الخلايا الجذعية داخل الأسنان لخلق المزيد من طبقة العاج أكثر مما يقوم به السن في المعتاد، وبالتالي تجديد الهيكل كله الخاص بالسن، دون الحاجة لإضافة أية مادة غريبة على الإطلاق. ومن أجل التأكد من هذا الأمر، استخدم الباحثون عقار (Tideglusib)على الأسنان التالفة في الفئران؛ لنرَ كيف يقوم بتنشيط الخلايا الجذعية، وجرت عملية تطبيق العقار إلى التجاويف باستخدام إسفنجة الكولاجين القابلة للتحلل التي غمرت بالكامل في عقار (Tideglusib)، وبعد ذلك تم غلق كل هذه المواد داخل التجويف. بعد عدة أسابيع، رأى الفريق أن إسفنجة الكولاجين أخذت في التحلل، بينما أعادت الأسنان إنشاء ما يكفي من عاج لملء التجويف. العملية نفسها مشابهة جدًا لعملية ملء التجاويف المعتادة (حشو الأسنان)، ولكن بدلًا من وضع الحشو الاصطناعي، فإن الأطباء يشجعون على نمو الأسنان بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى أسنان صحية على المدى الطويل. وقال «بن شيفين»، خبير طب الأسنان في جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة، والذي لم يشارك في الدراسة، «إن طب الأسنان لا يتعلق فقط أو يدور حول ملء الحفر والتنقيب، ولكنه يتعلق أيضًا بالحفاظ على الأسنان صحية. وأضاف «خصوصًا أن العلاج الجديد هو علاج يسهل الوصول إليه، ورخيص، ويمكنني أن أتخيله ونحن نستخدمه في العيادات». وبالنظر إلى أن هذه التقنية جرى اختبارها على الفئران فقط حتى الآن، فهناك الكثير من الأبحاث اللازمة إلى أن يتم تأكيد ما إذا كانت النتائج يمكن تكرارها على البشر، لذلك نحن لا يمكن أن نستبق الأمور كثيرًا الآن.

يبدو أن الذهاب لطبيب الأسنان سيكون أكثر متعة في المستقبل

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل