المحتوى الرئيسى

تدمير 5 آلاف فدان بـ«الصف» مع سبق «الإهمال» (ملف خاص) | المصري اليوم

01/23 23:54

في الوقت الذي تنفق فيه الدولة مئات الملايين لاستصلاح أراض جديدة، وإدخالها ضمن المنظومة الزراعية في مصر، لزيادة الإنتاج النباتى، يقف الإهمال على النقيض، فتهمل الدولة آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية الموجودة بالفعل منذ عشرات السنين، والتى كانت تنتج أفضل المحاصيل الزراعية.

11 عاما كانت كفيلة بتحويل نحو 5 آلاف فدان أرض زراعية تابعة لـ12 قرية بمركز ومدينة الصف بمحافظة الجيزة، كانت تنتج البطاطس والقمح والفول والذرة والطماطم والبطيخ والفاصوليا والبرسيم، إلى مكان أشبه بالغابات، وتحويل إنتاجها من إنتاج ثمرى مفيد لأصحابها والدولة، إلى مأوى للهيش والحشائش الطويلة الفاسدة، وبيئة سكنية للذئاب التي استوطنت الأراضى، والتى كانت كفيلة بحظر الأرض من الإنتاج.

كل هذه الأعوام تسببت في ترك مئات الأسر- الذين لا حول لهم ولا قوة ـ لأراضيهم، وهجر أعمال الزراعة والفلاحة، والتى هي مهنتهم الأولى والأخيرة، والتى ورثوها عن أجدادهم وآبائهم، والجلوس في الطرقات ينتظرون من يجد حلاً لمشكلتهم، يطرقون أبواب المسؤولين الواحد تلو الآخر، لكنهم لا يصلون إلى حل.

في عام 2006، كانت قرى عرب الحصار البحرية، وعرب الحصار القبلية، والنجوع، وأبوعريضة، والنزلة، والحى، والعيايدة، والأقواز، والفاهمية، والعيايدة القبلية، والقميعى، وعرب المساعيد، بمركز ومدينة الصف، على موعد مع قسوة الحياة مجددا، بعد سنوات من الزراعة وراحة البال، حيث بدأت المياه الجوفية تتسرب وترشح من مياه ترعة كوم أمبو، وفائض مياه الأراضى المزروعة في أعلى الجبل المجاور للأراضى، والتى تروى بالمخالفة للقانون، والذى يسمح لها الرى بالتنقيط، ولكنهم يروونها بالغمر، وتسربت هذه المياه عن طريق جسر ترعة الحاجر، بسبب علو أرض الجبل عن أرض أصحابها، مما تسبب في شرب الأرض للمياه باستمرار ودون انقطاع طوال 11 عاما، أدى إلى تدمير التربة، وظهور الهيش والحشائش الفاسدة.المزيد

قال المهندس أحمد أبوزينة، رئيس الإدارة المركزية للرى بالقاهرة الكبرى، إن مشكلة هذه الأراضى أزلية منذ فترة طويلة، وليس سببها رشح المياه من الترعة والجبل فقط، ولكن عدم وجود صرف صحى بالقرى، فيؤدى إلى زيادة المياه الجوفية والصرف الصحى، وكل هذا يجور على تربة الأرض.

وأضاف «أبوزينة» لـ«المصرى اليوم»، أنه جار العمل على إنشاء 6 مصارف بمركز ومدينة الصف، لسحب المياه من الأراضى، إضافة إلى المصرف المنشأ من قبل، والذى هو صرف مغطى، ولكنه لا يستوعب كمية المياه الموجودة، وتم إدراجه في الترميم والإصلاح هذا العام. وأكد أنه ستتم إعادة ترعة الحاجر خلال 3 شهور إلى صرف المياه مرة أخرى في مخر السيل، مثلما كانت عليه من قبل، حتى تعمل كمصرف إضافى للأراضى، وجار دراسة الموضوع الآن، وتم تخصيص مبلغ 2 مليون جنيه لها، إضافة إلى أنه فور الانتهاء من دراسة الـ6 مصارف، سيتم تخصيص المبلغ المالى لها.المزيد

قال عبدالتواب محمد، رئيس مجلس ومدينة الصف، إن مشكلة رشح المياه الجوفية في الأراضى ليست ولاية المجلس، وليست ضمن اختصاصاته، لكنها تابعة لوزارة الرى، ومديرية الرى بالمحافظة، مؤكداً أن الرى هي الجهة الوحيدة التي لديها الإمكانات والقرار بإنشاء مصرف لحل المشكلة.المزيد

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل