"تهافت الفلاسفة" ..جديد هيئة قصور الثقافة

تطرح قريبا سلسلة الذخائر التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب " تهافت الفلاسفة" للغزالي٬ بمقدمة للدكتور محمود إسماعيل.

وجاء في المقدمة: "انصب اهتمام الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة على انتقاد المعتزلة، على الرغم من كونه من علماء الكلام الذين تحاملوا-بدورهم- على الفلاسفة، ولم يدر بخلده أن معظم انتقاداته الأشعرية كانت تتعارض مع جوهر الإسلام، وذلك حين أخذ عليهم القول بقانون السببية، أهم قوانين العلم ومبدأ الاختيار الذي يعني مسئولية الإنسان عن أفعاله، فضلا عن تنزيه المولى سبحانه، وتبنيهم مبدأ العدالة.

لذلك لا نبالغ حين نرى أن هذا الكتاب أسفر عن إظهار تهافت فكر الغزالي عموماً، والأهم فضح "أدلجته" للإسلام لصالح الحكام، وتجنيه على الرعية، ناهيك عن إهدار قيمة العقل لصالح النقل والسماع والحدس اللاعقلاني، إذ أساء إلى العلم والعلماء -ورثة الأنبياء- حين جعل "مقتضى العادة مناط التفكير - ومن ثم التكفير فيما نرى- وقوامه المعرفة"، والأنكى، ما ترتب على ذلك من تخدير العوام وإهدار قيمة الإنسان الذي كرمه الإسلام، وأناط به عمران الأرض عن طريق العلم والعمل.

أهدر الغزالي قيمة العلم حين ندد بالمعارف العقلية، فما عدا العلوم الشرعية -في نظره- "غير مرغوب فيها لأنها مخالفة للشرع والدين" أو لأنها "علوم لا حاجة إليها". كما أهدر قيمة العمل حين ابتدع تصوفه المحتضن لمثالب التواكل والشعوذات، والركون إلى العبادة باعتبارها المدخل الوحيد لجنة النعيم..!!