خبير جيولوجي: لماذا لا تستفيد مصر من مياه نهر الكونغو؟
قال الدكتور البهي عيسوي، خبير الجيولوجيا ورئيس هيئة المساحة الجيولوجية السابق، إن مصر يمكنها زيادة حصتها من المياه من خلال تنفيذ عدة مشروعات مائية على نهر الكونغو وفي حوض نهر النيل، لافتاً إلى أن مياه نهر الكونغو تزيد عن مياه نهر النيل 5 مرات ويعيش عليها حوالي32 مليون نسمة فقط يمثلون سكان دولتي الكونغو وكنشاسا.
وأضاف عيسوي، اليوم الاثنين، خلال مشاركته بندوة "زيادة نصيب مصر من مياه وسط إفريقيا"، والتي نظمتها شعبة الهندسة المدنية ولجنة المياه، أن رئيس الكونغو أبدى ترحيبا كبيرا بتزويد مصر بالمياه والأمر لا يحتاج سوى لإقامة عدة سدود على مجرى نهر الكونغو لتغيير مجرى النهر من الشرق إلى الغرب، لتصبح في اتجاه الشمال ومنها إلى مصر ومثل هذه المشروعات ستحقق تنمية هائلة للكونغو والسودان وتحل أزمة المياه في دافور للأبد.
وأشار إلى أن حوض نهر النيل يستقبل سنويا 1650 مليار متر مكعب سنويا من المياه، منها 550 مليار متر مكعب فقط، يتم الاستفادة منه والباقي يضيع في البحر أو البخر أو المستنقعات ويمكن لمصر أن تقيم مشروعات عديدة في جنوب السودان وغيرها توفر للقاهرة كميات هائلة من المياه.
وأكد أن تنفيذ مشروع واحد في منطقة "جنجه" السودانية توفر مياه تكفي لزراعة 32 ألف كيلو متر مربع في السودان و12 ألف كيلو متر مربع في مصر، وهذا المشروع عبارة عن تغيير مجري النهر لمسافة 20 كيلو متر.
وأضاف "هناك مشروعات مائية يمكن تنفيذها في مناطق النيل الأزرق وبحر الجبل وبحر الغزال، وهو ما سيوفي لمصر عشرات المليارات الأمتار المكعبة من المياه".
وأكد أن مصر لم يعد أمامها رفاهية تأخير تنفيذ مثل تلك المشروعات، مشددا على أننا نعاني أزمة مائية كبيرة منذ عدة سنوات، وتحلية مياه البحر لن تحل الأزمة لأن التحلية عملية مكلفة مالياً، والبديل الذي أمامنا هو تنفيذ العديد من المشروعات المائية في حوض نهر النيل ونهر الكونغو.
وأضاف: "كل ما يقال عن عدم إمكانية نقل المياه من حوض نهر إلى حوض نهر آخر، هو في النهاية مجرد كلام فما دام هناك اتفاقا بين الدول الموجودة على حوضي نهرين على نقل المياه بينهما فليس هناك ما يمنع ذلك ، ولو أن الرئيس عبد الناصر، لايزال حياً الآن لكان في إمكانه بسهوله نقل مياه الكونغو إلى حوض النيل دون أن يعارضه أحد بما كان يملكه من تأثير وشعبية وحجب في كل الدول الأفريقية ، بل إن العقيد القذافي كان يمكنه تحقيق ذلك، بسبب علاقاته الوطيدة بكل قادة إفريقيا".
Comments