المحتوى الرئيسى

أدلة براءة شيرين من الإساءة لعمرو دياب - E3lam.Org

01/23 16:46

حفلات (التقطيع) الجماعية التي تقام على مواقع التواصل الإجتماعي ضد العديد من الشخصيات بعيدا عن تفاصيلها دليل قاطع على أننا لسنا شعب مسالم و” كيوت ” كما نروج عن أنفسنا أغلب الوقت، لأن معيار التسامح الحقيقي هو التعرض للأذى وهو ما يذكرني بالفنان عبد الرحمن أبو زهرة في فيلم (الجزيرة 1) حينما ذكر أنه حتى “المتشدقين بحقوق الأنسان لو سرقتهم الشغالة يدورو وشهم الناحية التانية و يقولوا اعملو فيها اللي انتو عاوزينه بس المهم حاجتنا ترجع “.

منذ أيام كانت داليا البحيري هي نجمة الحفل بسبب تصريح نسب لها ضد أبو تريكة.. كان التصريح عنصري وغير لائق بلا شك – إذا صح – حتى لو لم يكن ضد شخصية تتمتع بهذا الكم من الشعبية، فمعايرة البشر بأصولهم واتهامهم بالإرهاب لمجرد إن (خلقتهم كدا ) شيئ غير مقبول بالطبع .. أستطيع من باب المحبة أو الإنصاف أن أدافع عن اللاعب المحبوب كما أشاء، لكن سب الفنانة بأقذع الألفاظ ونشر رقم هاتفها الخاص والمساعدة في نشر صورها الفوتوغرافية الخاصة بغرض الانتقام ثم الخوض في عرضها بكل الوسائل الممكنة، هل كل ذلك يعتبر مقبولا أيضا ؟

لقد كان أبو تريكة والذي هو صاحب الشأن أكثر رقيا من الجميع وتسامح علنا مع كل من أساء في حقه فلماذا نكون ملكيين أكثر من الملك ؟ بل لقد رفض مجرد التعليق على كل هذا اللغط .. هل من المنطق أن يكون الرد على الخطأ بأخطاء أكبر ؟ يقولون أن البادي أظلم لكن رد الإهانة بإهانة ممثالة تساوي بين الجميع في النهاية .. ثم هل كنا سننهال على الممثلة بهذا الكم من الهجوم لو أن تعبيراتها كانت موجهه لشخصية ليست لها شعبية أبو تريكة ؟ إنه التحيز يا أصدقائي لمن نحبهم فقط.. ليس في الأمر أكثر من ذلك .

نقول أيضا أننا شعب متدين .. حسنا .. كم مرة ردد القرآن تعبير ( فليعفوا وليصفحوا) أين ذكرت آية ( والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس )؟، العفو والصفح المقصود هو ردا على إساءة شخصية فما بالك وكل حفلات الإساءة والتقطيع الإلكترونية أعضاءها متطوعين لم يكلفهم أبو تريكة ولاغيره للدفاع عنه ..

بحكم دراستي للإعلام أخبرونا أساتذتنا أن التجاهل في أحيان كثيرة هو أفضل رد .. لكننا في مواقع التواصل نعيد نشر مقاطع ومقولات نرفضها لنستمتع بالشتيمة ونفرغ طاقات الغل في حين أن إعادة نشرها مساهمة فعالة في انتشارها وخدمة مجانية جليلة نؤديها لمن نختلف معهم على أكمل وجه.

سأذهب إلى أبعد من ذلك .. أستاذنا و كاتبنا الكبيرالدكتور أحمد خالد توفيق له مقالة رائعة – وغيرها بالطبع – بعنوان (الوحش داخل إنسان) يتحدث فيها عن الوحشية المخبأة داخلنا تحت أغطية دينية اجتماعية ذاكرا واقعة لعلقة موت بشعة تعرض لها فتى متهم بتعاطي المخدرات حاول التملص فانهال عليه كل رجال أمن المستشفى التي يعمل بها الدكتور بالركل في بطنه وضلوعه وخصيته رغم سقوطه على الأرض من الركلة الأولى كل ذلك دون أن يعرفوا شيئا عن الفتى أو ما اقترفه سوى (أن هذا جسد بشري يجب ضربه لإخراج طاقة العنف والسادية والإحباط بالداخل فلم يتركوه إلا وقد غيروا تشخيصه من – اشتباه تعاطي المخدرات إلي : صدمة ناجمة عن نزف داخلي ).

الواقعة ليست فردية .. مشاهد الضرب الجماعي للص الجوامع مثلا لا بد وأن شاهده أحدنا يوما ما .. المدهش أكثر هو لهجة (حرامي .. عايزنا نعمله إيه .. نقوله إخص عليك ولا نتصور معاه سيلفي ؟! )

والإجابة المنتظرة بالطبع هي هلموا إلى احتفال وحشي لنخرج فيه طاقة العنف والسادية والإحباط كما ذكر دكتور توفيق والذي يوازيه احتفالات مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي مع اختلاف الأدوات ليس أكثر .. بالسب و الشتائم والخوض في الأعراض بديلا للضرب .. و ليتفضل كل منا – باللي يقدر عليه – تهم البشعة ,انتهاك الخصوصية ,إدانة بكل التهم الممكنة دون أدلة ..

الحفلة الليلة نجمتها شيرين عبد الوهاب والتهمة هي الإساءة للهضبة عمرو دياب في حفل زفاف عمرو يوسف وكندة علوش الذي أحيته المطربة حيث ذكرت أن (احنا معندناش في مصر غير تامر حسني و حماقي وان … راحت عليه لأنه كبر) دون أن تذكر اسما محددا ..

ثواني معدودة واكتسح الفيديو مواقع التواصل والذي اعتبر أن المقصود بذلك هو عمرو دياب بينما تفرع جدل جانبي حول هل قصدت شيرين عمرو أم منير بالإضافة إلى أسئلة حامت حول احتمال أن تكون شيرين ثملة أي تحت تأثير الكحول ..وبغض النظر عن موقفي الشخصي من اعتبار قضية الكحول بالتحديد في صميم حياة البشر الخاصة مشهورين كانوا أم مغمورين وليس من حق أحد الخوض فيها أو تقييم البشر على أساسها إلا أن الكثيرين اعتبر تصريح شيرين مأزقا كبيرا على الأقل لما سببه من طوفان الشتائم والإساءة الموجهة للمطربة من جمهور الهضبة العريض ..

احترامي الكبير الذي أكنه للنجم عمرو دياب لم يسببه فقط بقاءه على القمة كل هذه السنوات وهو ما جعل منه أسطورة حقيقية ، ولكن لردود أفعاله في مثل تلك الأزمات .. فإذا كانت شيرين لم تذكر اسم عمرو دياب في تصريحها فقد فعلها عدد من المطربين والمطربات قبل ذلك ولم يعلق دياب على أي منهم بأي شكل من الأشكال رغم أنهم أساؤوا إليه صراحة في تصريحات تليفزيونية غير قابلة للفبركة مثل الفنان السعودي محمد عبدة الذي ذكر في تسجيل سابق مع الإعلامي عمرو أديب بأن دياب من أهم أسباب انحدار الأغنية العربية كما اشترك المطرب كاظم الساهر و المطربة ميادة الحناوي في وصلة استخفاف بالهضبة في إحدى حلقات برنامج المايستور للإعلامي اللبناني نيشان مؤكدين أن جورج وسوف هو الأفضل والأهم كما ذكر الفنان اللبناني راغب علامة منذ أيام في برنامج كل يوم جمعة مع أديب أيضا أن أغاني دياب القديمة أفضل كثيرا من الجديدة بعد تصريح سابق له بأن تامر حسني هو الأفضل في التمثيل من عمرو الذي لم يعلق حتى الآن بأي شكل سواء كان مكتوبا أو مرئيا بل إن النجم المصري مقل للغاية في ظهوره الإعلامي منذ بدايته حتى الآن .. ما يدعو في رأيي لاحترام مضاعف بسبب إصراره على أن يظل فنه هو حديث الناس وليس تصريحاته وهو ما نجح في تحقيقه على مدى مشواره الفني اللامع .

ربما أدرك الهضبة مالم يدركه بعض عشاقه وهو أن مسيرة 40 سنة نجاح لن تنتهي أو تتأثر بتصريحات مهما بلغت درجة استفزازها ، كما لن تتسبب تصريحات متجاوزة في انصراف أحد من حول فنان محبوب حتى لو كان أقل نجومية من دياب مهما كانت نجومية من أطلقها .. تلك الحقيائق التي تؤكدها مسيرة العديد من النجوم

في المقابل لا أنوي سحب سكين كي أنهال به على شيرين مع من أوسعوها سبا و إساءة ، ليس فقط لاعتزازنا بنجوميتها ورقي و نجاح فنها .. لكن لسبب أبسط في رأيي .. راجع مثلا خلافها مع أصالة .. وخلاف أصالة مع حلمي بكر .. وخلاف حلمي بكر مع عمرو دياب .. لتغلق بنفسك حلقته الأحدث وهي خلاف شيرين مع عمرو دياب .. تلك الخلافات التي أشعلت مواقع التواصل وأشعلتنا معها ثم تصالح أصحاب الشأن في النهاية وأصبحوا (سمن على عسل ) تلاشى على إثره كل اللغط أو بلغة الواقع الافتراضي (الهري )الذي سببه كأن لم يكن .

Comments

عاجل