علاء صادق يكتب:عندما يفشل الملهم! جابون تودع الأمم الإفريقية

كثير من الفرص السهلة تضيع في عالم كرة القدم، ويتذكر الجمهور بعضها وينسي بعضها، ولكن ما يهدره الهدافون والنجوم الكبار يبقي خالدا في عقول الجمهور كعلامات فارقة في تاريخ اللعبة الجميلة.

ولن ينسي أي غابوني عاشق لكرة القدم أن بيير أمريك اوباميانج مهاجمه وملهمه وهداف نادى بروسيا دورتموند الألماني وأحد أغلى لاعبي العالم قد أضاع فرصة مؤكدة والمرمى خال تماما أمامه والكرة سهلة على الأرض في الدقيقة الرابعة من مباراته ضد الكاميرون، وهو الإخفاق الذى أخرج منتخب الغابون من الدور الأول لبطولة الأمم الإفريقية التي نظمتها الكاميرون فى مطلع عام 2017 وتكبدت من أجلها مئات الملايين من الدولارات.

الغابون التي فشلت في الفوز فى مباراتيها الأوليين فى المسابقة على غينيا بيساو وبوركينا فاسو وخرجت منهما بنقطتي التعادل بقيت عاجزة عن الفوز رغم حاجتها الملحة للفوز على منتخب الكاميرون في المباراة الأخيرة في المجموعة، وتمكن الأسود غير المروضة الكاميرونية من تسيير مباراتها فى مواجهة جمهور متحمس بالأسلوب الذي يقلل من إيقاع وسرعة وفاعلية المنافس، كما استفادوا من عدالة الحكم الجنوب أفريقي دانييل بينيت، وفى النهاية خلت المباراة من الأهداف وتأهل منتخب الكاميرون إلى الدور ربع النهائي انتظارا لصدام هائل أمام منتخب السنغال متصدر المجموعة الثانية، وهو تكرار لنهائي بطولة 2002، بينما قفز منتخب بوركينا فاسو إلى الصدارة مستفيدا بفارق الأهداف بعد فوزه على منتخب غينيا بيساو بهدفين نظيفين.

المحطة الأولي: بداية سريعة حماسية للغابونيين وهجمات بالغة الكثافة والسرعة مع عدم قدرة للكاميرونيين على الاحتفاظ بالكرة لأكثر من ثوان قليلة، ويبدع الحارس الكاميروني اوندوا فى التقاط كرة عالية قبل رأس اوباميانج.. ثم يتفوق الغابوني ماليك ايفونا على المدافع تيكيو وينفرد من مسافة 40 مترا من الجانب الأيمن ولكنه لم يسرع وانتظر زميله بوانجا القادم من اليسار وأهداه كرة عرضية أرضية ليتدخل الحارس المتألق اوندوا بقفزة خيالية بطول الملعب قاطعا الكرة.

المحطة الثانية: تتوج الهجمات الغابونية المبكرة بالإهدار الأسهل والأغرب من الغابوني اوباميانج الذى ينتظر منه جمهوره إحراز أصعب الأهداف وأكثرها تأثيرا، وفى الدقيقة الرابعة انطلق دنيس بوانجا في اليسار وحيدا وسدد بيسراه من داخل منطقة الجزاء ولكن الكرة سارت أرضية بالعرض لتمر من الجميع وبينهم حارس المرمى، ووصلت الكرة إلى اوباميانج المندفع ليجد الكرة أمامه بعد القائم الأيسر فسددها بيمناه بكل هدوء بجوار القائم خارج المرمى وسقط نادما على ما فعله، وسقطت معه طموحات فريق وشعب كاملين.

المحطة الثالثة: انتظر الغابونيين الكرة العرضية من دنيس بوانجا أنشط وأخطر لاعبي فريقه واندفع أكثر من سبعة من زملائه إلى منطقة الجزاء على أمل هز الشباك بالهدف المرجو وتقدم الحارس اوندوا قليلا أمام خط مرماه لالتقاط الكرة وإراحة زملائه، ولكن بوانجا سواء فعلها عامدا أو بالخطأ إلا أن الكرة العالية خرجت من قدمه مباشرة نحو المرمى لتسقط الكرة خلف الحارس فعاد سريعا وأبعدها بامتياز من فوق العارضة.

المحطة الرابعة: إذا لم تسثمر كل الفرص المتاحة وكل السيطرة فلا تلومن إلا نفسك إذا لم تفز ولم تتأهل.

بداية الشوط الثاني حفلت بتكافؤ كامل بين الفريقين مع دخول المنتخب الكاميروني إلى الجانب الهجومي بل وتحول الاستحواذ إلى جانبه وزيادة عدد مرات وصولوه عن منافسه، وتلوح ثغرة في الدفاع الغابوني بسبب تفوق الجناح الأيمن كريستيان باسوجونج على المدافع الأيسر بنيامين زى اوندو وخطف منه أكثر من كرة واشبعه مرواغة وحصل على أكثر من ركلة حرة، ومن إحداها كان الاختبار الوحيد للحارس الغابوني في مواجهة تسديدة هائلة أرضية من ايونجو وبرع اوفونو فى إبعادها.

الهبوط الفني للغابون لمدة نصف ساعة تمثل في عجز كامل عن بناء أو إكمال الهجمات مع تحسن ملموس فرديا وجماعيا للكاميرون.

المحطة الخامسة: عادت الحماسة والسيادة والخطورة لمنتخب الغابون في الدقائق الأخيرة مع زئير المدرجات وكان يمكن للفريق أن يحسم المباراة ويخطف التأهل في الدقائق الأخيرة عن طريق مهاجمه النشيط بوانجا، وحال القائم العنيد دون هدف من تسديدة هائلة لبوانجا ثم برع المنقذ اوندوا في إبقاء حظوظ الكاميرون بإنقاذ ممتاز من ندونج في الدقيقة الأخيرة.

النجم: الحارس الكاميروني فابريس اوندوا ويعود له كل الفضل في عبور الكاميرون للدور الأول وحافظ على مرماه نظيفا عبر أربع تسديدات متنوعة، وهو الأفضل بين كل حراس البطولة رغم أن ظاهرة الدور الأول هو تألق حراس المرمى في معظم الفرق.