المحتوى الرئيسى

"أوباما.. إلى حيث ألقتْ"

01/23 15:34

اقرأ أيضا: أيّ أجر يا محمد الفيصل!! ثالوث سرطاني يتشكّل على الخليج "هرمز" و"الحشد".. في صميم جولة سلمان كوثر الأربش يا شيعة الخليج!! حرائق اسرائيل والحقيقة الأهمّ

عنوان المقالة من وحي عجُز البيت العربي الشهير «إِلى حيثُ أَلقتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ»، فيُضرب للشيءِ الذاهبِ، ولا تُرجى عودَتُه، بما جاء في كتب الأدب والمعاجم، وهو دعاءٌ على من يسوؤك ليذهب عنك إلى غير رجعة.

 وأم قشعم :المَنِيَّةَ، وأَجراها الظرفاءُ على الحذفِ، يقولونها لِمَن يودّعون وجهَه ويستقبلون قفاه.

 أزعم أنه لم يطعننا رئيس أمريكي كهذا الذي ذهب بغير رجعة، وكل ما نراه من فوضى في منطقتنا التي نعيش؛ إنما من سوء تدبير ذلك الأوباما، وضعفه وخوره، وسوء رأيه فينا، وسياسته الجبانة التي ظنت بأن النأي ببلاده، وقد تسلمها من سلفه زعيمة للعالم، عن مناطق الحروب؛ ستكون ضمانة لاستقرار بلاده الاقتصادي، وحفظا لشباب أمريكا أن يقضوا في مناطق لا دخل لبلاده فيها، ونسي هذا الضعيف القاعدة الأساسية للسيادة والهيمنة على العالم: استخدم قوتك أو أنك ستخسر هذه الهيمنة، ولقد نسف أوباما باقتدار هذه القاعدة، وساهم باشتعال منطقتنا في حروب، لمّا تزل أوارها للآن..

 أوباما -في عهده المخزي- أراد أن يجعل من إيران شرطيا للمنطقة، على حساب حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين في الخليج، وسعى في ذلك، وأعطاها باتفاقه النووي الأخرق الحق في امتلاك القوة النووية، وهو يعلم بأنها العدوة الأولى اليوم لدول الخليج، بل وفكّ الحظر الاقتصادي عنها، ويأتينا بعدها في زيارات باردة يوزع علينا ابتساماته الصفراء، ويقدم لنا التطمينات والوعود تلو الوعود، فيما هو يطلق يد الملالي وتنظيماتهم المتطرفة تعيث في أرض العراق وسوريا، قتلا وسحلا وتشريدا في أهل السنة، ويغض الطرف عن كل تلك المذابح التي تجري تحت سمع استخباراته وبصرها، بحجة أنهم يحاربون داعش، وهو يدري قبل غيره، أن تلكم التنظيمات الشيعية المتطرفة لا تختلف أبدا عن داعش، إن لم تفقهم وحشية وأدلجة سوداء.

ما زلت مؤمنا بأن سياسة أوباما الضعيفة هذه، كانت أحد أهم أسباب خسارة الحزب الديموقراطي ومجيء الرئيس الأمريكي الصاخب ترامب، فقد كانت سياسة ظهرت فيها الولايات المتحدة -محنة سوريا كمثال- بمظهر التابع ضعيف الشخصية والذي لا رأي له ولا يد، تاركا الدبّ الروسي يصول ويجول، ويقتل ويبيد كيفما يريد، ويأمر وينهى بلا أي احتجاج فعلي عليه، وانسحبت هذه السياسة في معظم مناطق العالم وطبقت فيها، ما صدم الشعب الأمريكي الذي اعتاد على أن بلاده سيدة العالم، ولم يعتد أبدا أن يرى بلاده ثانوية تابعة بلا رأي.

بعد مشاهدتي لحفل تنصيب ترامب رئيسا، قلت لأصدقاء بأنني متفائل جدا به، رغم كل جعجعته التي أفزع بها العالم إبان حملاته الانتخابية، فالرجل سيبتلع معظمها مرغما وقد فعل، فحكاية الحظر الذي قال به على المسلمين من دخول أمريكا، حذفها من حسابه، وصححها وزير العدل في حكومته السيد سيشنز، الذي قال قبل أيام: «لا أدعم فكرة أن المسلمين كمجموعة دينية يجب أن يُحرموا من دخول الولايات المتحدة. لدينا مواطنون مسلمون عظماء ساهموا في نواح كثيرة. الأميركيون يؤمنون بشدة بالحرية الدينية والحق في ممارسة معتقداتهم الدينية».

 ترامب لو حقق ما قاله في خطابه حيال الحرب على التنظيمات المتطرفة، لكنا نحن هنا في السعودية والخليج أول الرابحين. داعش وباء فكري، وفصيل متطرف، وتنظيم مخترق من قبل استخبارات، جعلتهم يحولون فوهات رشاشاتهم وأحزمتهم الناسفة تجاهنا، يجب علينا جميعا التعاون لاجتثاثهم.

 من أسباب تفاؤلي بترامب، أن الرجل لديه موقف من إيران عكس سلفه، متمنيا –في هذه فقط- أن يحقق بعض رؤيته ووعوده حيالها، ويبطل الاتفاق النووي ويعيدها لحظيرتها التي كانت فيها، فذلك خير للمنطقة والعالم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل