المحتوى الرئيسى

د. حازم حسني يرد على رئيس البرلمان بعد حديثه عن الأوضاع الاقتصادية الحرجة للبلاد: من الجاني؟

01/23 14:41

تصريحات الدكتور على عبد العال - رئيس مجلس النواب - التى نقلتها لنا صحافة هذا الصباح تقول على لسانه إن الأوضاع الاقتصادية للبلاد قد صارت "حرجة جداً"، وإنها ليست كما يعتقد "البعض"، وذلك من واقع المعلومات الموثقة التى قال الدكتور عبد العال إنها تحت يده، وإن على "الجميع" المشاركة فى تحمل "المسؤولية".

مثل هذه التصريحات، التى تستحث المصريين "جميعهم" على تحمل "مسؤولية" الأوضاع الاقتصادية "الحرجة" للبلاد، هى تصريحات "غير مسؤولة" فى ذاتها، هدفها الوحيد هو إعفاء المسؤول عن هذا التردى الاقتصادى من المسؤولية التى يتحملها وحده باعتباره كان وحده صاحب القرار، وعلّنا لا ننسى فى زحام "الوطنية الكاذبة" أن السيسى كان وما زال صاحب الأقوال المأثورة مثل "ما تسمعوش كلام حد غيرى" و"ما تتكلموش فى المواضيع دى تانى" و"ناس لا هى فاهمة ولا عارفة بتشكك فى السياسات الاقتصادية الناجحة التى تتبناها الدولة (والمقصود طبعاً هى السياسات الفاشلة التى يتبناها النظام لا الدولة)".

هروب السيسى من المسؤولية، ومطالبة "الجميع" بتحملها وكأنهم شاركوا بأى قدر فى صياغة السياسات العامة التى استأثر بوضعها دوماً الرئيس دون الشعب - بل ودون الحكومة - على مدى أكثر من ثلاث سنوات (بصورة غير مباشرة أثناء حكم المستشار عدلى منصور، ثم بشكل مباشر وصريح منذ يونيو 2014) هو عمل لا يتفق وما نسمعه ليل نهار عن الشرف العسكرى الذى يقضى بأن يعترف صاحب الخطأ بخطئه، وبأن يتحمل وحده مسؤولية أخطائه.

المصريون لم يشاركوا فى وضع هذه السياسات الكارثية التى أوصلتنا لهذه الحالة "الحرجة" التى تحدث عنها رئيس مجلس النواب، وليس من الشجاعة أن لا يواجه السيسى نفسه بمسؤوليته عن هذه "الأوضاع الحرجة"، التى لا يعانى منها الاقتصاد وحده وإنما كل أوجه الحياة فى مصر، بعد كل هذه الشهور العجاف التى استبد خلالها السيسى بمصر والمصريين، طالباً من "الجميع" أن يصبروا معه عامين فقط لا غير ليتغير وجه الحياة فى مصر للأفضل، فصبرت مصر، وصبر معها المصريون، ومضى العامان، ثم مضى بعدهما سبعة أشهر ونَيِّف، لكنه أخلف وعده ولم يأت لهم إلا بأوضاع وصفها رئيس مجلس النواب - المؤيد للسيسى بلا قيد أو شرط - بأنها "حرجة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل