المحتوى الرئيسى

التقارب الأمريكي الروسي.. اتفاق ضمني على تقاسم مناطق النفوذ

01/23 10:17

ديوان المحاسبة يحيل 15 مركزاً طبياً خاصاً والقسم الآلي بوزارة التعليم للنيابة

الباكر: أندية أوروبية تطلب رعاية "القطرية"

إيقاف فرقة نسائية رقصت "العرضة"

أمطار متوقعة اليوم.. والأرصاد تحذر من رياح قوية على بعض المناطق

أحمد السوافيري: تكريم الشيخة المياسة وسام على صدري

أخبار عربية الإثنين 23-01-2017 الساعة 10:03 ص

التنافس الروسي - الأمريكي على مناطق النفوذ في العالم وخاصة في الشرق الأوسط يثير اهتمام المتابعين، فبعد سنوات من وجود روسيا على الهامش تتوثب في الآونة الأخيرة لبسط سيطرتها على مناطق معينة محاولة استعادة أمجادها السابقة، وسط ما يشاع عن تراجع الدور الأمريكي حول العالم، وانشغاله بملفات أخرى وآخرها العملية الانتخابية.

وعادت روسيا إلى اللعبة "الجيواستراتيجية" في الشرق الأوسط، خاصة بعد استخدامها للقوة العسكرية في سوريا، وذلك بعد تراجع الدور الأمريكي في أعقاب تدخله في أفغانستان والعراق، وسوء تقدير الإدارة الأمريكية السابقة للأزمة السورية.

وفي ظل ذلك يحاول الجانبان الأمريكي والروسي - ولكل منهما أسبابه - تقريب وجهات نظرهما فيما يتعلق بعدد من القضايا، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً أنه اتفق والرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على ضرورة "تصحيح العلاقات" بين البلدين.. وقال في هذا السياق "نعتقد أنه ستظهر فرصة لإصلاح العلاقات، وهو أمر مهم ليس فقط لشعبي البلدين ولكن أيضاً لضمان الاستقرار العالمي والأمن".

ومن جهته قال الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب "إن إقامة علاقات جيدة مع روسيا أمر جيد".. "وقد يتمكن بلدانا ربما من العمل معاً لحل بعض المشاكل الكبيرة الداهمة في هذا العالم".

ويأتي التقارب الأمريكي المتمثل بإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب نحو روسيا بعد أن أضحت سياسة موسكو تشكل تحدياً جغرافياً وسياسيا خطيراً للولايات المتحدة، عبر مضيها السيطرة على مناطق نفوذ كانت في السابق تحسب لصالح الأخيرة، ما يدفع الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة ترتيب الأوراق الدولية بما يتناسب والمصالح الأمريكية، وعدم ترك "الكعكة" الشرق أوسطية تحديدا برمتها للروس.

ويأتي تعاون ترامب مع روسيا في ظل تقارير إستخباراتية خلصت إلى أن روسيا سعت لتحويل نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة لصالح ترامب من خلال التسلل الإلكتروني ووسائل أخرى.

وكانت لهذه المسألة تداعياتها حين قرر البيت الأبيض في نهاية العام الماضي طرد 35 دبلوماسياً روسياً من العاملين في السفارة في واشنطن والقنصلية في سان فرانسيسكو، حيث يبرر الجانب الأمريكي هذا القرار، بأنه رد على "ملاحقة أجهزة الأمن والشرطة للدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا"، وكذلك اشتباه أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عبر الهجمات "السيبرانية" للهاكرز الروس.

ورغم ذلك تجاوز الروس تلك الأزمة إلى دعوات للولايات المتحدة لبناء عهد جديد، وفتح جسور التعاون والالتقاء، رغبة من الطرفين في إعادة ترتيب القضايا المشتركة والتنسيق فيما بينهما لاسيما حول مناطق النفوذ والسياسات الخارجية ذات الاهتمام المشترك.

وأرادت موسكو في هذه الفترة أن تعيد ترتيب أوضاعها، فنأت بنفسها عن الصراعات، لاعتبارات عديدة كان أبرزها الاعتبارات الأمنية، كما نأت بنفسها عن ثورات الربيع العربي، غير أن موقف روسيا في سوريا يعد ردة فعل لما حدث في ليبيا، حيث تم تغييبها وفقدت مكانها هناك، لذلك سعت ألا يتكرر الأمر في سوريا.

ويشكل الوطن العربي بالنسبة لروسيا أهمية إستراتيجية نظراً لقربه الجغرافي منها إضافة إلى وجود أكثر من عشرين مليون مسلم يعيشون في روسيا، وتسعى روسيا للسيطرة على خط أنابيب الغاز الذي يمر عبر الأراضي السورية ويغذي أوروبا، وكذلك الاستحواذ على ميناء اللاذقية وهو المنفذ الوحيد لروسيا ولمصالحها في الجانب الغربي، لتعوض بذلك خسارة نفوذ شركاتها النفطية في ليبيا.

وتعتبر الأزمة السورية من أبرز نقاط الاختلاف بين روسيا والولايات المتحدة حيث يدرك بوتين أن سوريا هي أهم معركة لروسيا في البحر المتوسط لأنه بخروجها من هذه المياه فإنها تكون قد غادرت الشرق الأوسط كله بعد أن خرجت من ليبيا والعراق.

ويدل وجود التعزيزات العسكرية الروسية والمتزايدة في سوريا على مدى التسارع في الإستراتيجية الروسية بهدف فرض سياسة الأمر الواقع، وفي حقيقة الأمر فإن روسيا لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد من أجله فقط، بل أنها تحركت بشكل أسرع عسكرياً بعد أن فقد النظام السوري أراضي تضم حقولاً نفطية أمام زحف تنظيم "داعش" في مناطق مثل تدمر وغيرها في سوريا، مما أعطى مؤشرات واضحة على قرب انهيار نظام الأسد، إذ أصبح الملف السوري الآن بين الموقف الروسي والمشروع الأمريكي وما بينهما المشروع الإيراني والمشروع الإسرائيلي، كما أن مصالح القوى اللاعبة كلها تكمن في إبقاء نظام بشار الأسد.

ويسعى بوتين إلى توثيق العلاقات مع العهد الجديد في الولايات المتحدة لعدة أسباب، منها الاتفاق على تقسيم مناطق النفوذ بدلاً من الدخول في حروب باردة أو ساخنة، والجلوس وجهاً لوجه في إطار المكاشفة بعيداً عن الحروب بالوكالة.

وفي سياق ترتيب أوراقه مع الروس قال الرئيس الأمريكي ترامب في تصريحات صحفية مؤخراً إنه سيعرض إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم مقابل اتفاق لخفض الأسلحة النووية مع الرئيس الروسي، كما أن هناك احتمالاً لاتخاذ أول خطوة رئيسية باتجاه الحد من التسلح النووي منذ أن أبرم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة الإستراتيجية مع روسيا في عام 2010.

وفي هذا الإطار فإن الولايات المتحدة وروسيا لا تزالان أكبر قوتين نوويتين في العالم، إذ تشير أحدث تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن أمريكا تملك 1367 رأساً نووياً على صواريخ إستراتيجية وقاذفات بينما تملك روسيا 1796 رأساً نووياً.

وعدا عن سوريا، فمن المعروف أن هناك ما يسمى بمناطق نفوذ تختلف عليها كل من روسيا والولايات، وما التقارب الأخير بينهما إلا في سياق ترتيب الأوراق والأولويات على طريقة إدارة الصراع حول تلك المناطق، وفي هذا الإطار دعت صحف أمريكية السلطات الأمريكية إلى تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وذلك من أجل مقاومة نفوذ موسكو في تلك القارة التي تعتمد على مصادر الطاقة الروسية، وبالتالي توفير الضغط اللازم لكبح جماح الطموحات الروسية في أوكرانيا والمنطقة.

كما يختلف الطرفان حول الملف النووي الإيراني، إذ يعتبر التعاون النووي الروسي الإيراني من أهم مشاكل الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، حيث أن روسيا لا تدعم السياسة الأمريكية التي تقوم على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران وعزلها سياسياً، وهذا ما يبقي الخلافات بين الدولتين حول الملف النووي الإيراني قائمة حتى الآن.

وبناء على ذلك تضغط الولايات المتحدة على روسيا وتساومها لأجل أن توقف تزويد طهران بالتكنولوجيا النووية، ولكن روسيا مستمرة في الدعم الذي تقدمه لإيران في مجال التكنولوجيا وفق اتفاقيات موقعة بين الدولتين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل