المحتوى الرئيسى

هاني رمزى: الكوميديا علاج للإحباط.. وتقديمها بصورة مبتذلة «عيب» (حوار) | المصري اليوم

01/23 06:15

أكد الفنان هانى رمزى أن فيلمه الجديد «قسطى بيوجعنى» رغم تصنيفه كفيلم كوميدى إلا أنه يطرح قضية اجتماعية واقتصادية تواجهها الأسر المصرية والعربية في حياتها اليومية. وقال في حواره لـ«المصرى اليوم»: إن الأقساط نظام معمول به في جميع دول العالم، وهو يجلب غالبا مشاكل عديدة لأصحابه، وأخذنا منه مدخلا لفيلمنا الذي يطرح أكثر من قضية. وتابع: إن الفيلم هو ثانى عمل يجمعه بالمخرج إيهاب لمعى والمنتج هانى وليم، بعد فيلم «نوم التلات» وإنه اعتاد سنوياً تقديم عمل سينمائى يحرص من خلاله على تقديم رسالة غير مباشرة للجمهور. وأوضح أنه لا يمانع في العودة إلى المسرح في إطار مشروع فنى يشبه مسرح مصر، لكنه يفضل تقديم عرض واحد في أكثر من موسم وتصويره تليفزيونياً.. وإلى نص الحوار:

■ ما سبب عودتك للسينما بفيلم «قسطى بيوجعنى»؟

- أحرص على تقديم فيلم كل سنة، فالعام الماضى قدمت فيلم «نوم التلات»، وهذا العام سأقدم «قسطى بيوجعنى» وهو فيلم كوميدى يعالج ويطرح قضية ومنظومة الأقساط لأول مرة على الشاشة، فالأقساط التي كلنا نلجأ إليها سواء كان الشخص غنيا أو فقيرا، الكل يقوم بالتعامل بالقسط، فحدوتة الفيلم جديدة لم تطرح من قبل، ومفهوم القسط سنقدمه في الفيلم من الألف إلى الياء، والشخصية التي أقوم بتجسيدها هي لمحصل الأقساط، ولأول مرة أبحث عن شخصيات منفردة فعندما قدمت شخصية «غبى منه فيه» الشخصية الغبية اتحسب لى، ونفس النظام في شخصية فيلم «أبوالعربى» ومحامى خلع، وشخصيات كثيرة لعبتها كانت البطولة فيها للشخصية، وأيضًا في فيلم «نمس بوند» ستتذكر شخصية الضابط، نفس الأمر في فيلم «قسطى بيوجعنى» لأنه سيكون نوعا من أنواع التحدى وعملا جديدا لى، وأنا أحب أن أتحدى نفسى كفنان.

■ تحرص سنويا على تقديم عمل فبماذا تهتم الكم أو الكيف؟

- الشخصية من الممكن أن تكون جديدة ولكن الأهم الفيلم شكله إيه؟، وهل سيكون له تأثير على الناس وسيهمهم أم لا، وهل هو عمل محلى، ويصلح للناس كلها، وهل يصلح للعالم العربى أم لا، فلابد ألا ننسى أن العالم العربى والجاليات العربية كلها تشاهد أعمالنا، فالمحامى شخصية عامة، وقضية الخلع والشخص الغبى موجهة لكل العالم، نفس الحديث لمحصل الأقساط موجود في كل أنحاء العالم، فأنا سأقدم كل شرائح المجتمع في الفيلم، وسنطرح أيضًا في الفيلم قضية الغارمات، المضطرات لشراء أجهزة منزلية لتزويج بناتهن، ولا يستطعن تسديد الأقساط فيدخلن السجن، فالقسط من الممكن أن يكون أوله قسطا وآخره فرحة، أو آخره سجنا، لذلك من يقدم على القسط عليه أن يكون بمقدوره تسديده، فستكون هناك قصص كثيرة من المجتمع وشرائحه داخل الفيلم، والعمل مأخوذ من الزمن الحالى، خاصة مع الأزمات الاقتصادية والضغوط التي تعرضنا لها، فالجميع أصبح لا يعرف معنى كلمة الكاش، والكل يشترى أي شىء بالقسط، ومن خلال ذلك نقدم الفيلم من داخل محل كبير لبيع أجهزة منزلية.

■ لماذا تقدم الكوميديا الممزوجة بقضايا اجتماعية وإنسانية؟

- فيلم «قسطى بيوجعنى» سيكون من ضمن كوميديا الوجع، وهذه رسالة تحذيرية، ولكن فيه ضحك، فأنا من الممكن أن أقدم فيلما للضحك فقط، مثل غبى منه فيه وأسد و4 ققط، كلها أفلام خفيفة الغرض منها الضحك فقط، وهو هدف ليس عيبا، ولكن يا سلام لو كان الضحك بشىء يمس قلب المواطن والمشاهد، فالضحك يجعل الرسالة تصل بشكل سريع جدًا، وهو القادر على إخراج الناس من معاناتهم سواء كانت أسرة أو شبابا، حتى الكبار وأصحاب المال يعانون، فالكل لديه معاناته، والبلد كله يعانى سواء داخليًا أو خارجيًا من الحياة الاقتصادية أو الاجتماعية، لذلك أصبحت الكوميديا السبيل الوحيد لتخفيف المعاناة والضغوط، أنا لا أحب الخطابة ولا أحب الرسائل المباشرة أو أن أكون وصيا على الجمهور أحب أن تصل الرسائل بدون أن أقصد ذلك مباشرة، هذه النوعية من الأفلام قليلة جدًا.

■ قلة الأدوار الكوميدية هل تزعجك في اختياراتك؟

- بالطبع وبدون شك، هناك نقص في الأعمال الكوميدية، فلو لاحظت موسم مسلسلات رمضان الماضى لن تجد سوى مسلسل أو اثنين كوميديين، منهما «نيللى وشيريهان»، هو ما لفت النظر بالنسبة للكوميديا، فهل هذا يكفى والباقى كله نكد، فنحن نحتاج إلى نقطة نظام نسأل فيها ماذا يحتاج المشاهد، اليوم الضحك أصبح يرفع من الروح المعنوية للناس، ويخرجهم من الهموم، فالضحك في بعض الأحيان أهم من العلاج، والكوميديان لا يقل عن الجندى الذي يدافع عن البلد، فهو يستطيع أن يخرج المواطن من الإحباط ويبعث فيه روح التجديد والحياة، والضحك يعالج أمراضا كثيرة، فالمبتسم دائما لا يعانى من أمراض نفسية أو صحية، لذلك علينا أن ننتبه لهذا الأمر ونقدمها في الأعمال الرمضانية، لأن الضحك ليس عيبا، لكن العيب هو تقديمه بشكل مسف أو مبتذل.

■ هل تدخلت في اختيار الفنانين المشاركين معك في «قسطى بيوجعنى»؟

- الفيلم ثانى عمل يجمعنى بالمخرج إيهاب لمعى، وبالمنتج هانى وليم، والحقيقة أن العمل معهما مريح جدا وسعيد بهذه التجربة وجلسنا عليها بشكل جيد، وبالنسبة للاختيارات كل شخصية تنادى صاحبها، فعم حسن حسنى هو والدى ودائما سندى في أفلامى ووجوده ضرورى ودوره نادى عليه ليس لأنه والدى ومربينى، وأيضًا كان لى دور في إعادة مايا نصرى للسينما، لأنها كانت ترفض العودة بسبب بيتها، وأطفالها، ولكننا أغريناها بدور جيد، وأقنعناها بالعودة، وهى إضافة كبيرة.

■ وماذا عن توقيت طرح الفيلم؟

- توقيت طرحه رزق، فمن الممكن أن نخطط لموسم معين ويحدث أي أمر ويتم تأجيله، أو من الممكن أن تعتقد بأنك ستحصل على ملايين إيرادات ولا تحقق أي شىء، أو العكس، فكل شىء رزق وله وقت، والأهم بالنسبة لى هو الاجتهاد في العمل على الشخصية والفيلم والنجاح بيد الله.

■ هل تقاس السينما بالإيرادات أم بجودة العمل؟

- بالطبع تقاس بجودة الفن بالنسبة لنا كفنانين، لكن الإعلام والصحافة والنقاد الكل يضع في اعتباره الإيرادات، ولكن ليس شرطا أن زيادة الإيرادات معناها أنه الفيلم الأفضل، وهناك نماذج كثيرة لذلك، ولكن ما لم نضعه في تفكيرنا أن الأعمال التي حققت إيرادات خاطبت نوعا معينا من الناس، فهناك نوعية من الأفلام تعجب الناس، ونوعية أخرى لا تستهويها، فلو قدمنا فيلما عظيما مثلا قد لا يحقق إيرادات، لكن ما نقدمه هو اختيارات، وندعو الله أن ننال إعجاب الناس، لكن لا ننكر أن الإيرادات تترتب عليها أشياء كثيرة، منها زيادة أجرك كممثل في الفيلم التالى، فكل هدفنا في الأفلام هو الحصول على إعجاب الجمهور والنقاد وحصد الجوائز، لكن في النهاية لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت.

■ هل أزمات التوزيع في دور العرض تشغلك كممثل؟

- طبعا بنسبة مليون في المائة تسبب قلقا لى، فلو كل فيلم حصل على نصيبه وحظه من التوزيع في دور العرض، أعتقد أن الأفلام ستحقق إيرادات جيدة، لكن طبعا الأزمات موجودة منذ زمن، والسبب أن عدد الموزعين قليل وأصحاب دور العرض أصبحوا منتجين، والكل يفضل فيلمه عن الأعمال الأخرى ويحافظ على فيلمه، فنجد أن المنتج الذي لا يمتلك دور عرض يتعرض لظلم كبير.

■ هل واجهت هذه الأزمة في فيلمك السابق «نوم التلات»؟

- في أكثر من فيلم وليس نوم التلات فقط، وخصوصًا في الأفلام التي تكون لمنتج ليس له دور عرض، وهذه المشكلة ليس لها حل، ونأمل أن يكون غد أفضل.

■ الكوميديان هل يتأثر بالأزمات والمشاكل السياسية؟

- مدرك جدًا أن الوضع الحالى في البلد مقلق وصعب، وخصوصًا أن مصر في حالة حرب وليست حالة استقرار، فنحن في حرب داخليًا وخارجيًا، والوضع يؤثر على الفنان بصفة عامة، لكن الحق يقال كلما زادت الصعوبات، زادت معها روح التحدى، وكلما أجد كارثة وشهداء يسقطون وضغوطا من الخارج وأزمات أجد أن الإصرار يزيد لدى كفنان أن أضحك الناس، وأن أقدم كل ما هو ممتع لهم، وليس شعورا لدى فقط بل لدى كل الممثلين، والفن المصرى بصفة عامة سواء في مجال التمثيل أو الغناء الكل وقت الأزمات يظهرون أفضل ما لديهم، ونحن أنفسنا نقدمها بعزيمة وقوة لانتصار بلدنا، فاليوم الرئيس طلب أن نكون على قلب رجل واحد، وهذه الجملة هي مستقبلنا وعلينا أن نكون يداً واحدة، ولو أصبحنا كذلك سنكسر الدنيا، فلن ننسى أيام عبدالحيلم وأم كلثوم وعبدالوهاب ماذا قدموا أيام الحروب من غناء وكلمات حمست المصريين، وأيضًا السينما ساعدت كثيرًا، فمصر عندما كانت تبكى كان الفن هو من يفرحها، لذلك نحن كفنانين علينا الكثير لنقدمه للوطن ومصر، وهذا هو وقتنا الحقيقى.

■ ما رأيك في مستوى الكوميديا الحالية؟

- ظهرت أشياء كثيرة أضافت للكوميدى مثل مسرح مصر وتياترو مصر وهى تجارب قوية والناس أحبتها وقدمت ترفيها كبيرا للناس.

■ لو عرض عليك تقديم عمل مسرحى مثل تياترو أو مسرح مصر هل توافق؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل