المحتوى الرئيسى

اتهام طهران بعرقلة «الأستانة» .. الخلاف الروسي الإيراني يطفو للسطح

01/23 00:10

لم يعد إخفاء الخلاف الإيراني الروسي ممكنا أكثر من ذلك، خاصة بعدما أظهرت طهران كل نواياها الرامية لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار ومؤتمر الأستانة ومن قبله اتفاق الإجلاء عن حلب وجميعهم وقعته موسكو مع أنقرة.

صبر روسيا بدأ في النفاذ تدريجيا، المرة الأولى حين هددت صراحة باستهداف كل من يعرقل اتفاق إجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة عن مدينة حلب، بعدما تعرضت الميليشيات الشيعية التابعة لإيران لحافلات الإجلاء واعتقلت وقتلت البعض.

وبعد فترة من محاولة التكتم على الخلاف بينهما خاصة في الخروقات الإيرانية الواضحة بمعاونة النظام السوري لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع نهاية ديسمبر الماضي تحديدا في منطقة وادي بردى، أعلنت روسيا صراحة أن إيران تعرقل مؤتمر الأستانة المقرر عقده غدا في عاصمة كازخستان لتثبيت الهدنة بسوريا.

لم تكن ترغب طهران في أي هدن في سوريا حيث تريد أن تجهز على المعارضة السورية خاصة بعدما خسرت مدينة حلب، كما أنها يقلقها ما تعتبره تهميشا لها وتقاربا روسيا تركيا، بجانب غضبها من تجاهل روسيا لمطالبها باستثناء جيش الإسلام وأحرار الشام من اتفاق وقف إطلاق النار وتصنيفهما إرهابيين.

رفض طهران لمؤتمر الأستانة ظهر جليا في اختيارها لحسين جابري أنصاري نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية لتمثيلها في المؤتمر وليس وزير الخارجية، بجانب معارضتها  لمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية التي وجهت لها روسيا الدعوة للمشاركة، ومن قبلها السعودية.

الكرملين الروسي اتهم إيران على لسان الناطق باسمه ديميتري بيسكوف بتعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأميركية في مفاوضات الأستانة.

 "مما لا شك فيه أننا رحبنا بالمشاركة الأميركية، فيما أن الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعبا هاما في المسألة السورية، وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة، هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية"، هذا ما أضافه بيسكوف في التصريحات الإعلامية.

بسام الملك القيادي بالائتلاف السوري الوطني المعارض قال إن الخلافات الروسية الإيرانية لم تكن لتطفو للسطح إلا لو كانت وصلت لحد كبير لا يمكن احتوائه.

وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أن الإنزاج الإيراني وصل أقصاه بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعزمه إخراج كافة الميليشيات من سوريا وحينها أوفد النظام السوري الذي أقلقه أيضًا هذا التصريح اللواء علي مملوك لطهران للتباحث حول الأمر، فروسيا تظل صاحبة اليد العليا في سوريا.

ولفت إلى أن أمريكا عرضت حلا جيدا بأن تكتفي بتمثيل سفيرها في كازخستان بالمؤتمر، مفيدا بأن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أكد أنه لا حل للأزمة بدون واشنطن وهو ما يعني أن موسكو وطهران في طريقهما للزميد من الصدام.

وذكر الملك أن روسيا ترمي بثقلها لإنجاح مؤتمر الأستانة وستسعى إيران لإفشال نتائج المؤتمر والهدنة وهنا سيحدث شرخ في العلاقات الإيرانية الروسية مع تباعد أكبر في وجهات النظر.

فراس الحاج الناشط الحقوقي السوري توقع صداما عسكريا بين روسيا وإيران إن استمرت الخلافات بين الجانبين، مؤكدا أنها وصلت لحد غير مسبوق ما دفع روسيا لاتهام طهران علنا بعرقلة مباحثات الأستانة.

وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" أن هناك خلافات على الأرض بين الجانبين بعد إعلان الهدنة بسوريا بضمانة الرئيس بوتين فحاولت الميليشيات الشيعية خاصة الموجودة في ريف دمشق تعطيلها.

وأوضح أن الخلافات تضاعفت حينما منعت ميليشيا حزب الله الضباط الروس من دخول وادي بردى لمراقبة وقف إطلاق النار.

وتابع الحاج:" روسيا قوة احتلال لسوريا وهي دولة امتداد ولكن في نفس الوقت ليس لديها مشروع إقليمي، بخلاف إيران التي تملك مشروعا إقليميا في سوريا ولبنان والعراق وغيرها ويهدد هوية المنطقة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل