المحتوى الرئيسى

مخطط الفضائيات الأجنبية أداة لتفتيت العرب

01/22 22:00

القنوات الفضائية الأجنبية الموجهة للعالم العربى جذبت نسبة كبيرة من المشاهدين المصريين والعرب على مدى السنوات الماضية، وقدمت صورة إعلامية مختلفة، وأهتمت باحتياجات المواطن العربى، واخترقت جدران خصوصيته، ولم ينتبه أحد أن بعضها مخطط لاغتيال العقول، وبث سموم سياسية فى محتواها، لإعادة تشكيل الخبيث فى ثورات الوطن العربى، وظهر دورها الربيع العربى الذى أطلق عليها فى وقت اندلاعها، ولكن سرعان ما انتبه المشاهد إلى أن هذه القنوات بها سم قاتل، وأنها تريد محو الثقافة العربية، وتقسيم الوطن العربى إلى دويلات، والترويج لثقافاتها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع شخصيتنا العربية.

وقد لخص برنامج كانت تقدمه قناة «أون تى فى» من قلب إسرائيل وتناول كيف تخترق إسرائيل الوطن العربى بدس شخصيات إسرائيلية تتحدث لغتنا وتتعامل بنفس عادتنا وتقاليدنا وتتوغل فى المجتمع دون أن يكتشفها أحد، حتى تحقق أغراضها بمعرفة أخبار الدول وتجنيد البعض، وما حدث فى يناير ٢٠١١ أكبر دليل على ذلك، عبر الفيس بوك اعدت شخصيات إسرائيلية وأجنبية صداقات مهدت لتواجدها فى ميدان التحرير، منهم على سبيل المثال جاريد كوهين يهودى صهيونى أمريكى.

تومى خولال إسرائيلى، وبرنارد هنرى ليفى صحفى يهودى يقدم نفسه على أنه ابن إسرائيل، إيلان شتايم جرابيل، يهودى إسرائيلى أمريكى واهتمت القنوات الأجنبية فى مصر، خاصة السى ان ان، و«البى بى سى» و«الحرة» بتقديمهم على أنهم خبراء دوليون يساندون الثوار، والحقيقة أنهم يمارسون مخططات لسقوط الدول، وبفضل المؤسسة العسكرية ووعيها بالمؤامرات التى أحيكت لمصر، انكشفت اللعبة وبدأت مصر فى التعافى، ووضع الرئيس السيسى خطة الانطلاق بعد سنوات من المعاناة.

والسؤال.. هل ما زالت الفضائيات والإذاعات الأجنبية تبث سمومها ومخططاتها؟ أم تغيرت نظريتها وأرادت أن تقدم إعلامًا يخدم المجتمعات؟

الدكتورة هويدا مصطفى، عميد إعلام الشروق، أكدت أن الفضائيات الأجنبية الناطقة باللغة العربية. تبثها الدول لتمرير أفكارها السياسية، وهى إحدى وسائل القوة الناعمة للدول التى أطلقتها، مثل الإذاعات الموجهة التى لها مستمعين فى الوطن العربى، ويحاول الجمهور العربى معرفة أخبار العالم، ويلهث المشاهد لمعرفة المستجدات التى تطرأ على بلاده، وبعد الربيع العربى فوجئ المشاهد أن الإعلام الغربى غير حيادى، ويسعى إلى تفتيت الوطن العربى، ومواثيق الشرف الإعلامى لديه كلام على ورق، وتوجد بعض القنوات تنشر ثقافتها فقط بعيدًا عن السياسة مثل قنوات الهند وكوريا، والصين، تهتم بتقديم فنونها وأفلامها للعرب.

الدكتورة هبة شاهين، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، تجد فى القنوات الأجنبية غاية للشباب الذى يتمرد على الإعلام ويبحث عن إعلام آخر، يرى أنه أكثر جاذبية له، ويبحث عن نقطة التقاء، وعلى الإعلام المصرى أن يهتم بهذه الفئة العمرية حتى نحافظ على هويتهم المصرية، وتطوير العنصر البشرى ليواكب ما تقدمه الفضائيات الأجنبية من برامج تشد ذهن الشباب، هذا تطور الإمكانيات والتكنولوجيا والأخلاقيات وهذا يتحقق من خلال تشريعات جديدة للإعلام تضمن حريته ومراقبته من قبل المجلس الأعلى للإعلام بعد تكوينه وفقًا لما نص عليه الدستور.

ويقول الدكتور محمد المرسى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة: القنوات الأجنبية موجهة إلى دولة أو دول معينة بلغتهم وهى تهدف أساسًا إلى توجيه رسائل معينة بأفكار ورؤى تتوافق مع سياسة الدولة أو تبرير مواقف وسياسة وتحسين صورة الدول الأجنبية أو التأثير على الرأى العام فى الدول المستقبلة للبث.. فى النهاية الرسالة الإعلامية لهذه القنوات وفقًا لأجندة وأهداف معينة، ربما لتعزيز التعاون والمصالح المشتركة وقد تزيد من حدة الخلاف فى أوقات الأزمات، وتأثير هذه القنوات يتوقف على البيئة الإعلامية ومساحة الحرية المتاحة ومستوى الوعى فى الدول المستقبلة.. مصر تأثرت بهذه القنوات والإذاعات الموجهة كبيرًا فى وقت لم يكن مسموعًا فيه غير الصوت الواحد ووسائل الإعلام كلها صوت واحد لخدمة النظام.. تغير الوضع مع تعدد القنوات والتوجهات والأصوات الإعلامية وانفتاح الوسائل بمساحات حرية كبيرة وبالتالى توجه الاستماع والمشاهدة إلى القنوات المحلية مع تعددها وتنوعها الفكرى وفقدت القنوات الأجنبية تأثيرها إلى حد كبير إلا من فئات قليلة ما زالت ترتبط بثقافات الدول أو ما زالت فاقدة للثقة فيما يقدم فى دولهم من إعلام موجه للنظام وهى بشكل عام تتبع وتخدم بشكل مباشر أو غير مباشر السياسة الخارجية لدولها وأكبر مثال ما يبث عن إعلام مسموع ومرئى من أمريكا وبريطانيا وموسكو (الأجندات مختلفة، لكن فى النهاية هناك أجندة لخدمة مصالحها وسياساتها.. وتحاول هذه الدول تغليف هذه الأجندة بادعاء الحياد والموضوعية والمهنية فى رسائلها الإعلامية حتى تصل لأهدافها).

الدكتورة ليلى حسين، رئيس قسم إعلام حلوان قالت: القنوات والإذاعات الأجنبية بدأت مبكرا، وكانت للإذاعة حضور قوى لدى المصريين، فإذاعة مونت كارلو بدأت بثها باللغة العربية عام ١٩٧٢، وبلغ عدد مستمعيها ١٥ مليون مستمع فى الوطن العربى آنذاك، وعمل بها مجموعة متميزة من المذيعين المصريين، وكانت تهتم اهتمامًا خاصًا بالفن والثقافة المصرية، وتعطى لها مساحة كبيرة من إرسالها، وما زال لقاء الفنانة الراحلة فاتن حمامة مع إذاعة مونت كارلو له صداه إلى الآن من خلال نشره على مواقع التواصل، وأيضًا عبدالحليم حافظ وآخرون، أما القنوات المرئية خاصة السى ان ان والتى كان الجمهور المصرى يتابعها بشغف فى حرب الخليج لمتابعة الحرب الدائرة، ولا يعى المشاهد أن القناة أو غيرها فخ له، ليتمرد على سياسة وطنه ويردد ما يقال على شاشتها دون وعى، ويعتبر أن هذه القنوات تحتل المصدقية الإعلامية، ولا يدرى أن بعضها انطلق من أجل تشويش هويته الثقافية وفقدان التوازن الفكرى لديه، مستغلة التكنولوجيا وثورة الاتصالات فى ذلك والتى ساهمت هى الأخرى فى اندثار اللغة العربية، وتصدير الهجوم الدائم ضد الدول العربية، والشعب المصرى كان سببًا فى زيادة أعداد القنوات الأجنبية لأنه شعب يستهلك كل شىء، وتعداد سكانه يعتبر ثروة، ولأن مصر لها موقع جغرافى فريد ومطمع من الجميع، فتريد الدول إرسال خطاب غير مباشر للشعوب مليء بالسموم، كما حدث فى الربيع العربى، وانتشار الإرهاب، ولولا الجيش المصرى وفكر المؤسسة العسكرية فى محاربة الإرهاب، لكانت مصر لها مصير آخر، وقالت: حان الوقت لتطوير الإعلام بكل أشكاله ليكون منافسًا للقنوات الناطقة باللغة العربية، وأن يتحد الإعلام المصرى سواء العام أو الخاص من أجل الوطن، وإعداد برامج ترفع من شأن الهوية المصرية وتحافظ على لغتنا المدمرة وتطرد الأفكار لعقول الشباب، فنحن نريد تجديد الخطاب الدينى والثقافى والإعلامى والتربوى لمواجهة أفكار التغريب المسمومة.

الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد إعلام القاهرة سابقًا، أكدت أن الإذاعات الأجنبية باللغة العربية عبرت الأثير منذ القرن الماضى، وكانت الإذاعة البريطانية تحتل موقع الصدارة فى تقديم خدماتها للمنطقة العربية عام ١٩٣٨، ورغم تحيزها فى أوقات كثيرة للصراع العربى الإسرائيلى، إلا إنها أعدت دراسات إعلامية تؤكد لها أن الشعوب العربية تتهافت على سماعها، فقررت هيئة الإذاعة البريطانية إطلاق قناة ناطقة باللغة العربية، البى بى سى، عام ١٩٩٤ تقريبا، استمرت عامين، وحدثت مشاكل مع الشركاء العرب، وبثت مرة أخرى لتستمر إلى الآن، وكان خبراء الإعلام يرون أن ميثاق الشرف الإعلامى الخاص بها هو الأقرب تطبيقه فى مصر، ولكن سرعان ما تغيرت المواقف، وشاهدنا رسالتها الإعلامية التى كانت تستخدمها ضد مصر، وتساند الإخوان، مما سحب البساط من تحت قدميها إلى حد كبير، وبحث المشاهد المصرى عن قنوات تحترم السيادة المصرية وتقف معها، وبتحليل بسيط نرى أن القنوات الأجنبية أرادت صيد المشاهد المصرى ووقوعه فى شباك إعلامها، لتحرك عواطفه تجاه سياسة دولها، وتمحو من ذهنه أنها سبب فى احتلال الدول، ونشر الإرهاب، فهى الآن تغسل يدها من دماء الأبرياء التى ساهمت فى إهداره.

الفضائيات والإذاعات الأجنبية الناطقة بالعربية

رصد «اتحاد إذاعات الدول العربية»، فى تقريره السنوى أن 819 هيئة تلفزيونية عربية تستخدم 17 قمرًا صناعيًا لبث 1230 قناة عربية وأجنبية إلى العالم العربى، وأن القنوات الفارسية احتلت صدارة قائمة القنوات الفضائية الأجنبية التى تبث إلى المنطقة العربية؛ فيوجد 133 قناة فضائية ناطقة باللغة الفارسية فى السماء العربى تبث برامجها عبر أقمار صناعية عربية. كما أشار إلى أن المنطقة العربية تستقبل، خارج البث الفضائى العربى، قنوات دولية موّجهة وناطقة باللغة العربية وتستخدم وسائل عربية للوصول إلى المشاهد العربى فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا؛ إذ تستخدم 13 قناة أجنبية ناطقة باللغة العربية، مما تمثل خطرًا على المنطقة العربية.

تكثف إسرائيل جهودها بالتواجد والتغلغل فى الوطن العربى ببث قنوات ناطقة باللغة العربية، وبدأت بأول قناة ناطقة باللغة العربية وبثت إرسالها من القدس، برأس مال ٢٥ مليون دولار، وكانت هذه القناة من اقتراح السفير الإسرائيلى بالقاهرة، موشى ساسون، واستخدامها سلاحًا للدعاية للفكر الصهيونى.

حاولت الخارجية الأمريكية التوغل فى الشارع العربى، فوجهت لهم مجلة «هاى» بلغة العربية، ولكن الشباب لم يهتم بها، واقترح الخبراء الاستراتيجيين المختصين بالشرق الأوسط بث إذاعة شبابية للعرب، بعد نجاح إذاعة إسرائيل والتفاف الشعب العربى حولها، وفى ساعة معينة عند إذاعة أغنية يومية لأم كلثوم، فقدموا إذاعة سوا عام ٢٠٠٢.

هى أيضًا صنيعة المخابرات الأمريكية، فبعد شن حربها على العراق أوصى الكونجرس، بالتحدث للعالم العربى بلغته لتبرأت أمريكا من دمار العراق، وأنها تحارب الإرهاب، وأنفقت عليها 7 مليارات دولار. واختير فريق العمل من الإعلاميين العرب ومصر.

تعتبر السى ان ان أول قناة إخبارية تبث لـ٢٠٠ دولة على مستوى العالم، وجهت لها اتهامات بأنها أداة. حرب لتفتيت العراق، والوطن العربى، اشتهرت بإنتاجها أفلامًا تسجيلية ضد الدول التى تريد أمريكا سقوطها، وتقديمها للجمهور العربى والعالمى، ليظهر الأماكن الفقيرة فى الدول العربية، وكانت تشحن الشباب للنزول إلى الميادين فى ٢٥ يناير، واحتل النشطاء وخونة الأوطان شاشتها، ليشنوا حملات معادية ضد مصر.

ونقلت أحداث ميدان التحرير يوميًا بث مباشر، وسقطت حرفيتها التى اشتهرت بها منذ انطلاقها فى المنطقة العربية عام ٢٠٠٢ من مدينة دبى كمقر رئيسى لها.

انطلقت دويتشف فيلله الألمانية فى المنطقة العربية عام ٢٠٠٥، لتبث لمدة ثلاث ساعات من الأخبار والبرامج الشبابية العربية، وامتد أرسلها طوال اليوم، ليصل إلى أكثر من ١٥ مليون مشاهد لـ ٢٢ دولة عربية، لغرض توضيح الرؤية الألمانية للشعوب العربية، ولكن سرعان ما فعلت مثل مثيلاتها من القنوات، وبدأت فى مساندة أحداث يناير، وضم كل من كان له صلة بمحاربة مصر من خلال برامجه، مثل باسم يوسف ويسرى فودة، ووضح بعض العاملين فى القناة واللذين يعيشون فى ألمانيا انهم يقدمون برامج لا علاقة لها بالسياسة، وان مصر حياة بالنسبة لهم، ويحاولوا جاهدين توصيل رسالة إلى المسئولين فى القناة أن ما يبث من أخبار مغلوطة لا أساس لها من الصحة، وهى محاولة لتشوية مصر التى تحترب الإرهاب الأسود، وأنها آمنة.

قناة فرنسا 24: بدأت إرسالها باللغة العربية لمدة أربع ساعات يوميًا فى أبريل 2007، ثم امتدت مدة البث إلى عشر ساعات يوميًا قبل أن يتم إطلاق البث على مدار اليوم فى أكتوبر 2010. وتعتبر حاضنة للفكر الإخوانى، وترى أن داعش دولة إسلامية.

بدأت بثها فى مايو 2007، وهى قناة إخبارية تبث لأربع وعشرين ساعة فى اليوم، حيث تقدم أهم الأخبار فى روسيا والعالم، إضافة إلى تقديمها أخبارًا اقتصادية ورياضية وثقافية فى نشرات مستقلة، ونجاحها فى إنتاج برامج وثائقية متميزة تكشف الكثير عن جوانب الحياة فى روسيا.

بعد نجاح الأفلام الهندية فى الوطن العربى ووجود نجومها فى المهرجانات العربية، اطلقت الهند عبر النايل سات قناة تلفزيونية عربية تابعة لشبكة زى الترفيهية والتى تعتبر من أهم القنوات المتميزة بين القنوات العربية الأخرى والتى تم إطلاق البث المباشر لها فى عام 2012، والتى يقع مقرها الاجتماعى والرسمى فى مدينة دبى للإنتاج الإعلامى بدولة الإمارات العربية ولكن يوجد لها مقر آخر فى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث قناة Zee Alwan أصبحت الأكثر شهرة بين قنوات المسلسلات الأخرى لأنها تنتج وتعرض أفضل المسلسلات والأفلام الهندية الناطقة باللغة العربية والتى يوجد لها شهرة كبيرة بين المشاهدين العرب فى جميع أنحاء العالم، كما أنها القناة الأولى فى العالم العربى تقدم أفضل البرامج والمسلسلات الهندى والأفلام لذلك فهى تستحوذ على أكبر نسبة مشاهدة فى الوطن العربى.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل