المحتوى الرئيسى

"آباء وقتلة" 3 جرائم تغتال "الطفولة" في شهر.. هكذا نُربيهم

01/22 12:39

في محاولات عشوائية لفرض سيطرتهم، انهالوا ضربًا على أطفالهم، اعتقادًا منهم أن طريقتهم تلك، أسلوبًا أكثر سرعة في تنفيذ الصغار لما يهوى الكبار.

3 جرائم مؤلمة شهدتها القاهرة الكبرى خلال شهر واحد فقط.. راح ضحيتها 3 أطفال أثناء حفلات تعذيب، ظنها الآباء "جلسات تربية".

في الخليفة، كانت الجريمة الأكثر وحشية، حينما اعتدت زوجة الأب ضربًا حتى الموت على ابن زوجها، والسبب.. "لأنه أكل بعض الطعام".

الحكاية المثيرة ـ كما كشفها رجال النيابة العامة ـ تعود إلى بلاغ تلقت نجدة القاهرة، بوفاة طفل إثر سقوطه من مكان مرتفع بمنزلهم بشارع البقلي في منطقة الخليفة.

انتقلت أجهزة الأمن، واكتشفت حدوث إصابات عدة بجسد الطفل، وآثار تعذيب، وقال والده إنه انزلق وسقط على الأرض، مما أسفر عن وفاته، وقالت (زوجة الأب) نفس ما جاء بأقوال الأول.

تبين أن الأب تزوج منذ 5 أشهر، ويتلقى الطفل معاملة سيئة من زوجة أبيه، وتحرمه من الطعام كثيرًا، كعقاب له، بينما يربطه الأب أحيانًا.

ويوم الواقعة ـ كما كشفت التحقيقات ـ عادة زوجة الأب إلى المنزل، فوجدت أن الطفل أكل أطعمة من إناء، فانهالت عليه ضربًا، وكانت تُحاول إجباره على تقيؤ ما أكله، مما أسفر عن وفاته.

وألقت الشرطة القبض على الرجل وزوجته، وتم عرضهما على النيابة العامة، والتي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيق، تمهيدًا لتقديمهما للمحاكمة.

وفي أوسيم، حاول أب، إخفاء جريمته بقتل ابنه، وإيهام رجال الأمن أنه تعرض لحادث سيارة، إلا أن شقيقة الجاني وطليقته وأقاربه، كشفوا الحقيقة.

كانت أجهزة الأمن تلقت بلاغًا من عامل يٌدعى "محمد.ع"، 25 عامًا، ببلاغ بوفاة نجله عمر 4 أعوام؛ إثر اصطدام إحدى السيارات به أعلى كوبري غيضان بأوسيم.

أثناء جمع التحريات في الواقعة، كانت المفاجأة، حينما توجهت شقيقة الأب وطليقته (والدة الطفل) وبعض أقاربهم إلى قسم الشرطة، وكشفا أن الوفاة سببها اعتداء الأب على ابنه، وأنه يُعذبه بصفة دائمة، حتى تسبب في وفاته.

وأُلقي القبض على الأب القاتل، وأُحيل للنيابة العامة.

قاتل طفلته بالوراق: مبتسمعش الكلام

وفي منطقة الوراق، كشفت المباحث، برئاسة اللواء هشام العراقي، مدير أمن الجيزة، تفاصيل مقتل طفلة على يد أبيها.

وتبين أن رجل قتل بالخطأ، بعد أن اعتدى عليها "لعدم سماعها كلامه" ـ حسبما قال ـ واصطدمت رأسها بالحائط، مما تسبب في وفاتها.

وأُحيل الأب للنيابة العامة، التي تولت التحقيق.

وقال الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون، ومدير مركز القاهرة للدراسات القانونية والسياسية، إنه وفقَا لأحكام الشرع والقانون، للأب حق التأديب، ومن صور هذا الحق "الضرب" وهو الضرب البسيط بغرض التأديب والتنبيه، وليس بغرض الإيذاء، أو الإضرار بحياة الطفل، ولذلك، تُعتبر الوفاة في هذه الحالة، ضرب أفضى إلى موت، وهي جنحة، يُعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد عن 3 سنوات، ولا يجوز أن تُوقع عقوبة الإعدام على الأب الذي تسبب بخطأه في قتل ابنه، حتى لو كانت الجريمة عن عمد، مضيفًا في الوقت ذاته أنه في حال تجاوز الأب "حق التأديب" صار معرضًا للمساءلة القانونية.

وأضاف "مهران" أن واقعة وفاة طفل الخليفة، تُعتبر جناية، لأنه وقعت من "زوجة الأب" وهي ليس لديها "حق التأديب"، كما أن الواقعة اقترنت بجريمة التعذيب، وهاتين الجريمتين بينهما ارتباط لا يقبل التجزئة، وفي هذه الحالة يتم توقيع العقوبة الأشد، وتكون السجن من 5 سنوات إلى 15 عامًا.

وقالت الدكتورة نهلة السيد، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن "الضرب ليس من وسائل التربية، لكنه إيذاء بدني، وليس من المسموح لمدرس أو أب أو أم ضرب الأطفال"، مؤكد "يحدث هذا في مجتمعات التعليم والوعي فيها أقل، يعتبرونه وسيلة لفرض السلطة، لكن مردودها النفسي سيء، وتُفقد الطفل ثقته في نفسه".

وتابعت: لو كان شخصيته عدوانية، يُصبح أكثر عدائية بذلك، وقد يصير كذلك نحو أبيه الذي يضربه، أو يؤذي غيره".

ونوهت "أستاذ الطب النفسي" إلى المضاعفات الأخرى التي يُسببها ضرب الأطفال، غير الألم النفسي، مثل احتمالية حدوث "عاهة عن الطفل" جراء ذلك، وهنا يُصبح الأذى بدنيًا بجانب الأذى النفسي، لافتة إلى أنه "ليس طبيعيًا أن يكون الأب والأم بهذا العنف، إلا لو كانوا هم أنفسهم يعانون من مشاكل نفسية في طريقة تربيتهم".

ونصحت "السيد" بضرورة مواكبة التغيير الذي طرأ، وعدم التمسك العادات الخاطئة، مثل من يقول "أبويا رباني كده.. طلعت راجل عشان كان بيضربني".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل