المحتوى الرئيسى

أكراد سوريا.. بين الفيدرالية والمركزية

01/22 12:07

نظم موقع "مصر العربية" الإخباري ندوة حملت عنوان "مستقبل الشمال السوري بين الفيدرالية والمركزية"، بالتعاون مع مركز القاهرة للدراسات الكردية، بحضور الدكتور رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، والسياسي السوري عمر الحبال، ، وسيد عبد الفتاح رئيس مركز القاهرة للدراسات الكردية، وهشام متعب الخبير فى العلاقات العراقية التركية، والسياسي العراقي ممثل الاتحاد الكردستاني الملا يـاسين رؤوف،  وشيريكو حبيب ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة.

وفى إطار الحلقة النقاشية التي أدارها رئيس تحرير موقع "مصر العربية" الكاتب الصحفي عادل صبري، دعا رجائي فايد، العقلاء في المشهد السوري إلى دعوة أكراد سوريا للمشاركة في مؤتمر الأستانة القادم، قائلا: "رفض  مشاركتهم يعني أنهم ليسوا سوريين رغم أنهم رقم هام في المعادلة السياسية السورية وبناء عليه يجب أن يشاركوا في المؤتمر القادم.

وأضاف أنَّ مسألة العقد الاجتماعي للفيدرالية هو في حقيقته دستور، هذا العقد الاجتماعي يقرر أن سوريا للسوريين وأن سوريا دولة اتحادية، إذًا من  يقرر تحويل الدولة من مركزية إلى اتحادية هو الشعب السوري بأكمله بعد أن تنتهي الأحداث الحالية، أما أن تأتي فئة من فئات المجتمع أيًا كان موقعها وثقلها فيه وتريد أن تقرر للدولة بأكملها شكلاً من أشكال النظم السياسية فهذا لا يجوز.

وتساءل فايد: ماذا يحدث بعد انتهاء تلك الأحداث والشعب السوري يقرّر من خلال استفتاء أن الدولة السورية دولة مركزية، ماذا سيكون الواقع حينئذ؟ مجيبًا: "بكل تأكيد سيكون هناك مأزق، لذلك قلت وهو ما اتفق معي فيه أساتذة أكاديميون أن إعلان سوريا فيدرالية يأتي بعد انتهاء الأحداث واستفتاء الشعب السوري على ماذا يريد.

وأضاف، في كافة الحوارات كان دائمًا تطرح علاقتكم بحزب العمال الكردستاني وكنت دائمًا  أقول إنها علاقة عضوية، لكن يأتيني الصوت الآخر ليقول، بل إنها علاقة فكرية على أساس التوافق الفكري بيننا وبين الزعيم عبدالله أوجلان.

وأكّد فايد أن تعليق صورة عبدالله أوجلان في أعلى مؤتمر "رميلان" الأخير يؤكد عكس ذلك تمامًا، فرأينا علاقة أكثر من عضوية مع حزب العمال الكردستاني كما أن حزب "بيجاك PJAKK"في إيران يتهم بهذه الاتهامات.

وأشار فايد إلى أنّه "عندما نطرح فكرة الانتماء إذا كانت صورة عبدالله أوجلان أيًا كان إعزازكم بهذا الشخص، فمسألة صورته في المؤتمر تلغي تمامًا فكرة العقد الاجتماعي، أو ما قيل إننا جزء من الشعب السوري وتعني بما لا يدع مجالا للشك بأني تابع إلى عبدالله أوجلان.

في السياق تحدث الخبير فى العلاقات التركية العراقية هشام متعب حول الموقف التركي والإيراني والعراقي تجاه أكراد سوريا، وتجاه ما يحدث على الأراضي السورية.

وقال متعب في كلمته، إن هناك ثلاث دول معنيين بالقضية الكردية في سوريا وهم تركيا وإيران، والعراق، "بالنسبة لإيران فإنّ علاقة الأكراد الإيرانيين بأكراد سوريا لا تخفى على أحد، فمشاركة العناصر الكردية الإيرانية إلى جانب الأكراد في  سوريا  في العمليات العسكرية كان بعلم إيران، وهذا صعب القضية الكردية أكثر؛ لأنه اعتبر أنَّ القضية ليست معنية بالأكراد السوريين وحدهم بل بالأكراد الإيرانيين والأتراك.

وأضاف "من الناحية التركية فالأتراك موقفهم واضح من ناحية الأكراد وخصوصًا مع حزب العمال الكردستاني، مضيفًا أن ما حدث من تغيرات طرأت في السياسة التركية ما هو إلا تنازلات وتفاهمات مع إيران وروسيا من أجل؛ الحد من النفوذ العسكري من حزب العمال المتواجد في سوريا.

وأشار الخبير في العلاقات التركية العراقية إلى أن الموقف العراقي بالنسبة لأكراد سوريا اقتصر على استقبال رئيس الوزراء حيدر العبادي لزعيم الحزب الديمقراطي السوري صالح مسلم، متسائلا، لماذا لم يقم  بزيارة مع السيد مسعود برزاني في إقليم كردستان، مؤكدًا أن هذا يؤشر على أن هناك خلافا كردي- كردي بين كل من حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وبين إقليم كردستان العراق. 

وحول مؤتمر الأستانة المقبل تساءل متعب قائلا :لو كان حزب العمال الكردستاني له الوجود الفعلي في الساحة السياسية العسكرية لماذا لم يتم استدعاؤه حتى هذا اليوم لمشاركته في مؤتمر الأستانة.

بدوره قال قال السياسي السوري عمر الحبال: إن صالح مسلم (رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي) يستغل الظروف التي تمر بها الدولة السورية ويريد أن يقتطع جزءا من الأراضي السورية تحت دعوى الفيدرالية، مؤكدًا على أن مسلم يتحالف مع عصابات بشار الأسد وأمريكا الذين يدعمونه بالمال والسلاح.

وأضاف أن الحكم الفيدرالي معروف على مستوى العالم، لكن لابد من اتباع الأسس والوسائل الشرعية لتحقيق هذا الأمر وليس الادعاء والقفز على الأحداث والأستعانة بالقوى الخارجية، مضيفا أن هناك أقليات كردية على بقع متناثرة في شمال سوريا، يريد البعض أن يوحي أنها تشمل أغلبية كردية.

وتابع، خلال الحلقة النقاشية التي أدارها رئيس تحرير موقع "مصر العربية" الكاتب الصحفي عادل صبري، أنّ أسس العقد الاجتماعي الديمقراطي أن ينتج عنه انتخابات تشريعية ومجلس تاسيسيي يحدد من خلالهما الشعب مصيره، لكن أن تقفز مجموعة بعينها لفرض أمرًا واقعًا تريد من خلاله اقتطاع جزء من الأراضي السورية فهذا أمر يرفضه الشعب السوري.

وأكّد الحبال على أنّه لا يوجد شرعية لعقد اجتماعي دون مجلس تأسيسي منتخب بحرية وديمقراطية، مؤكدًا على أن الحديث القائم حول إعلام فيدرالية في الشمال السوري من قبل الأكراد سيؤجج صراعات دموية في المنطقة. 

واستنكر السياسي السوري وصف.. "إليزابيث كورية عضو الهيئة التنفيذية لمشروع الفيدرالية الديمقراطية بأنَّ ما يجري في سوريا "أزمة".. مؤكدًا أنها حرب مدمرة على الأراضي السورية يشترك فيها كل العالم، "بعد ست سنوات بحور من الدماء لا تريد إليزابيث أن تصف ما حدث بالثورة" .. هناك مليون شهيد قُتِلوا على مذبح الحرية.

وأكد السياسي السوري على أن النظام السوري يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالمال والسلاح لذبح الثورة، مضيفًا أنَّ الأنظمة الديكتاتورية تستثمر الصراعات.

وتابع: أنّه لا يوجد نظام قومي في سوريا، "فقط هي مجرد عصابة تتحكم وتقتل وتذبح الشعب باسم فلسطين والعروبة". مشيرًا إلى أنَّ صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي يتعاون مع بشار الأسد لذبح الشعب السوري.

ويرى الحبال أنه لا يوجد إقليم له خصوصية مختلفة عن باقي أرجاء سوريا، مضيفا، "اليوم نرى من يستنكرون، قائلين: لماذا سوريا عربية؟ في المقابل هم يريدون إقليم كردستان سوريا إقليما ودولة من 22 دولة عربية شاء من شاء وأبى من أبى.

أيضًا وفي إطار الحلقة النقاشية تساءل السياسي العراقي وممثل الاتحاد الكردستاني الملا ياسين رؤوف قائلا:" من يقرر الشرعية هل الساكن في الأرض والعائش عليها والذي يناضل من أجلها، أم  تاركها ويتحدث من خارجها؟".

وأضاف، أن ما يحدث على الأراضي السورية حرب أهلية فالكل يقاتل الكل والجميع ضد الجميع، والشعب الكردي باعتباره أحد مكونات الشعب السوري يناضل من أجل الحصول على حقوقه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل