المحتوى الرئيسى

سر اختيار الأزرق للأولاد والوردي للبنات

01/22 11:55

في يوم ما كنت مع طفلي في محل بيع ألعاب، انجذب الولد للعبة لونها وردي، كنت على وشك شراءها خاصة إنها تعجبه كثيراً، إلا أن سيدة كانت تقف بجواري نصحتني أن اشتري له شيئاً أخري لأن هذه "لعبة بنات"، فكرت قليلاً ما الفارق، وهذا التمييز في اللون حسب جنس الطفل، ما أصله.

لم تثبت أي دراسة وجود علاقة بيولوجية بين الجنس وتفضيل لون معين ولكن الموضوع له أبعاد تاريخية حسب التغييرات الاجتماعية والتي تحدد تفضيلاتنا وعاداتنا بدون التفكير في سبب وأصل هذه العادة، فطبيعي إذا كنتي حامل وكان طفلك "ذكر" ستذهبين لمحل ملابس وأغراض الاطفال لتجدي كل شيء بالأزرق، أما إذا كنتي حامل في طفلة فكل شيء سيكون وردي.

الفستان الأبيض كان لبس الولاد والبنات

تقول الكاتبة جو بواتي مؤلفة كتاب "Pink and Blue: Telling the Boys from the Girls in America" أنه قديماً لم يكن هناك تصنيف لوني جسب جنس الطفل، فقد كانت ملابس الأطفال الذكور والأناث عبارة عن فساتين باللون الأبيض، فقد كانت أسهل طريقة لتببيض الملابس بسبب البقع التي يتسبب فيها الأطفال، وكانو يرتدون الأبيض حتى بلوغهم سن 6 أو 7 سنوات ثم يرتدون ما يحلو لهم من ألوان وصيحات تتناسب مع طبيعة ملابس أسرهم.

صبي يرتدي فستان أبيض - 1884 في أمريكا - مصدر الصورة smithsonianmag

صبي وفتاة يرتدون الأبيض 1905 - مصدر الصورة smithsonianmag

كانت شركات تصنيع ملابس تختار الوردي للأولاد لأنه لون أكثر جرأة

وذكر الكتاب أيضاً، أن مسألة ربط ألوان الباستيل مع الأطفال بدأت في منتصف القرن التاسع عشر، لكن كان العكس ففي عام 1918 كانت شركات تصنيع ملابس تختار الوردي للأولاد لأنه لون أكثر جرأة، بينما الأزرق الهاديء يناسب الفتيات.

وكان هناك اتجاه أخر في نفس الفترة بأنه ينبغي عدم تصنيف ملابس الأطفال حسب جنسهم، وإنما حسب لون بشرتهم وعيونهم، فكانت بعض المتاجر تقوم بعمل نفس اللون للذكور والإناث، بينما بعض المتاجر في نيويورك وبوسطن وشيكاغو كانو يعتمدون الوردي للاولاد، لذلك سيطر هذا الاتجاه بشكل كبير.

بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت أزياء النساء باللون الوردي

عام 1940 ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان قد ترسخ تنصيف الألوان بين الجنسين (الوردي للذكور، والازرق للفتيات)، كانت روزي المبرشمة Rosie the Riveter قد اعتمدت زي النساءفي مصنعها بالأزرق، في البوستر الدعائي المشهور والذي كان يرمز للنساء الأميركيات اللاتي عملن في مختلف الوظائف التي كانت سابقاً للرجال والذي استخدمته لاحقاً الحركات النسائية.

وبعد انتهاء الحرب وعودة الرجال لساحة العمل عادت النساء للمنازل للتفرغ لتربية أطفالهن، وبدأت المتاجر تنتج خطوط أزياء باللون الوردي تكون خاصة بالنساء.

ظهر الملصق في أربعينيات القرن الماضي لإظهار العرفان للمرأة التي حلت محل العمال الرجال الذين ذهبوا لميدان الحرب.

وفي عام 1947 أعلن مصمم الأزياء كريستيان ديور عن إنتاج خط أزياء مثالي للنساء بعد الحرب وكانت أزياء أنثوية باللون الوردي، ومن حينها ترسخ الإعتقاد بأن الوردي هو لون الأنوثة.

فستان من كريستيان ديور - مصدر الصورة npr.org

حركات تحرير المرأة: لا يجب أن نربي أولادنا على التفرقة العنصرية حسب اللون والجنس

وحسب thelist، حاولت حركات تحرير المرأة في الستينات وضع حد لهذا التصنيف اللوني حسب الجنس، وكان منطق هذه الحركات أن هذا التصنيف كان منذ عقود ولا معني له فلا يوجد سبب بيولوجي يحدد ما اللون الذي يرتديه كل جنس، فكل شخص يجب أن يرتدي اللون الذي يفضله، وأننا لا يجب أن نربي أولادنا على التفرقة العنصرية حسب اللون والجنس.

هذه الحركات كان لها صدي حتى بدأت المتاجر تقلل من فكرة عرض الملابس الوردية للبنات، وعادت مرة أخري ألوان الملابس بشكل محايد لا تفرق بين الجنسين.

باترون يوضح اشكال ملابس بنفس الشكل واللون للذكور والإناث 1970 - مصدر الصورة smithsonianmag

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل