المحتوى الرئيسى

هل تريد أن تعرف كيف تتعامل الجندرمة التركية مع اللاجئين السوريين؟

01/22 09:54

هاجمت تنسيقيات المسلحين عناصر الجندرمة التركية متهمين إياهم بصرب وسرقة السوريون الذين تهربهم عصابات النصرة عبر الحدود إلى تركيا حيث يخرجون منها إلى أوروبا كلاجئين لقاء مبالغ مالية تتفاوت بين 400 إلى 500 دولار أميركي عن الشخص الواحد.

وبحسب تنسيقيات المسلحين فإن أحد الذين حاولوا الهروب إلى تركيا واسمه محمد روى قصته حيث جاء فيها:

يقول محمد “كان الكلام عن الخروج عبر طريق سهل جدًا، ويحتاج إلى مشي يقارب الساعة ونصف. وصلنا إلى خربة الجوز في ريف إدلب، حوالي الساعة الثالثة مساءً. وقفنا على حاجز لجبهة فتح الشام، قطعوا وصلًا بقيمة 25 دولارًا عن كل شخص غير الـ 450 دولاراً التي دفعناها للمهرب عن كل فرد في عائلتي، وانتظرنا في منزل المهرب حتى الساعة الرابعة والنصف”.

ويضيف “عندما عدت مساءً، جاءت دورية للنصرة وبحوزتها تقرير كتبه أحدهم أن شخصًا خرج ضمن مجموعة التهريب ببلاش (مجانًا) دون كرت للنصرة”.

ويتابع محمّد “عند الساعة الرابعة والنصف، جاءت سيارة كيّا مازوت كبيرة مسرعة، والوسيط والمهرب بدأوا بالصراخ: يلا وعالسريع. ومن قلب الزحام، صعدت إلى السيارة لأكتشف أنها مليئة بالناس”.

كانت السيارة مغطاة بـ “شادر”، سارت بضعة أمتار وتوقفت فجأة. سمع الشاب لاحقًا أن المهرب ارتأى أن السيارة تتسع للمزيد واضطر الراكبون للالتصاق ببعضهم، ولم تعد السيارة تتسع لأحد، ثم مشت ربع ساعة تقريبًا وتوقفت في المكان المخصص للعبور سيرًا على الأقدام.

“هناك رأيت الكثير من الناس، شبابًا ونساءً وأطفالًا وختايرة (مسنّين)، كنا حوالي 80 شخصًا من حلب وحمص وريف دمشق وحماة وريف حماة وريف حلب. ويجب علينا مشي أكثر من ساعة في طريق جبلية وعرة، زادها المطر صعوبة، والناس بدأت تتعثر وتقع أرضًا. استرحنا مرة واحدة عشرين دقيقة، ثم تابعنا المسير بشق الأنفس، والمهرب يوحي لنا أن نهاية المسير قد اقتربت وأننا سنسير لساعتين في أقصى تقدير”.

ويذكر محمد أن المهرب يستغل مجموعة من الشباب الصغار تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، إذ يصل المهرب إلى نقطة معينة ويقسّم الناس إلى مجموعات، من ستة إلى سبعة أشخاص، ويبدأ بتسمية كل مجموعة مع “فلان” من الشباب الصغار، وكل مجموعة تذهب من جهة ويبقون على مقربة من بعضهم البعض قرابة عشرين مترًا بين كل فتحة للتهريب، وهنا يتوقف المهرب عن المسير “ويراقب الطريق”.

“كنا نسير مع الفريق والطريق صعبة للغاية، مرتفعاتٌ قاسية ونزلات منحدرة جدًا، فجأة وصلنا إلى (طلعة) صعبة وعالية بارتفاع يقارب 150 مترًا. وصرخ المهرب: اركضوا عالسريع. بدأ الناس بمحاولة الصعود بأقصى سرعة ممكنة، قلة منهم استطاعوا الصعود بينما لم يتمكن كثيرون من ذلك”.

في نهاية الطريق الجبلي يوجد طريق معبّد وفيه مخافر “الجندرمة” وآلياتها تنظّم دوريات على طول الطريق.

يتابع محمد بحسب تنسيقيات المسلحين: “سمعت صوت رصاص في الهواء وصراخ. حاولت متابعة السير لكن قدمي كانت متشنجة ولم أتمكن من المشي عدة أمتار، وخلال لحظات وصل إلي عناصر (الجندرمة) بكامل سلاحهم وعلى الطريق سياراتهم تلتقط من يصل إليهم من الدفعة”، يقول محمّد، مضيفًا ”فوق رأسي يقف جنديان وآخر بعيد عنا قليلًا، يحمل أحدهم مسدس (ميكاروف) روسي، والآخر بندقية (إم 16) أمريكية، وأجبروني على الرجوع بلغة الإشارة”.

بات الطريق أصعب، فعلى الشاب صعود المنحدر، استجمع قليلًا من قواه وبدأ الصعود، والجندي الذي يحمل البندقية الأمريكية يدفعه بسبطانة بندقيته.

وبحسب رواية محمد، أخرج أحد الجنود عصًا وبدأ بضربه على قدمه مع كل خطوة يخطوها، وعندما تعثر، أتى آخر بأخمص بندقيته وضربه على ظهره، بينما قام آخر بركله على بطنه حتى ينهض، وكلما نهض محمد ضربه جندي على قدمه بضربات قوية. وخلال صعوده، رأى جنودًا آخرين يضربون أشخاصًا كانوا قد قبضوا عليهم أيضًا.

ويقول “لن أنسى ما حييت منظر امرأة تحمل ولدها وجنود الجندرمة يضربونها… كان ألمي كله بكفة، وحرقة قلبي لرؤية منظر تلك السيدة بكفة، ناهيك عن كبار السن والأطفال الذين أجبروا على الصعود تحت الضرب”.

عندما وصل محمد والآخرون، كانت سيارة “الزيل” بانتظارهم مع عدد من الجنود الأتراك وخلفها كانت مدرعة مثبت عليها رشاش دوشكا، وتمكنوا من القبض على كافة محاولي التسلل، باستثناء ستة شباب وصلوا قبل محمد.

“عندما أسندت رأسي إلى السيارة، ضربني عدد من الجنود حتى وقعت أرضًا، ثم أوقفوني وقادوني إلى نقطة مراقبة، وتابعوا ضربي بالعصا على قدمي حتى وقعت مجددًا. ثم ضربوني حتى أنهض، أدخلوني وجلست هناك وأنا أقول في نفسي سيخرجونني مع البقية بعد قليل ونعود إلى سوريا.

خلال لحظات وصل إلى النقطة ثمانية جنود، ضربوني من كافة الاتجاهات ثم فتشوني وأخذوا مني الموبايل، كنت اشتريته مؤخرًا بأكثر من 500 دولار. ثم أخذوا مني 700 دولار أمريكي، ورموا 15 ألف ليرة سورية في وجهي. كنت في قمة التعب والعجز عن أيّ حركة، ليكملها الجندي بضربي بأسفل مسدسه على رأسي، ففقدت الوعي والتركيز”.

أعاد الجنود أغراض محمّد الشخصية المتبقية إلى حقيبته، ثم وضعوا “الطماشات” على عينيه، ووضع أحد الجنود المسدس في فمه وأمروه بالسير، وفق قوله، مضيفًا “كنت أشعر أن نارًا اشتعلت في قدمي من شدة الضرب. وخلال سيري قام أحدهم بإلباسي حقيبتي، وآخر وضع شيئًا ما في جيبي. سمعت أحدهم يقول: سوري.. سوري، وآخر ركلني على ظهري ووقعت على الأرض بلا توازن وشعرت بأنني سقطت قرابة 60 مترًا وصوت ضحكاتهم في أذني”.

Comments

عاجل