المحتوى الرئيسى

موظف بوزارة الشباب والرياضة.. | المصري اليوم

01/22 00:39

أتذكر هذه الجملة التى سمعتها على لسان موظف بدرجة «وزير» مقدما نفسه للشباب فى إحدى الندوات التى نظمتها وزارة الشباب، والتى يحرص على حضورها ومشاركة الشباب فيها تاركا الصفوف الأولى لقيادات الوزارة وضيوفها، بينما يختار هو مقعدا فى وسط الشباب يجلس فيه مستمعا مخلصا باحترام لكل رأى وكل فكرة.. قدم نفسه هذه المرة عندما (رفع يده لطلب المشاركة).

وهو تقديم ينم ليس فقط عن دماثة خلق لكن عن تحضر وفهم حقيقى لطبيعة عمل المسؤول فى أى دولة قوية.. إنه موظف يعمل عملا عاما فى قطاع ما فى دولة لها أصول وقواعد، يعرف حجم صلاحياته من حيث اتساعها وأيضا محدوديتها، ويعرف أنه يعمل لصالح الشعب موظفا لدى الشعب.

هذا الرجل هو الوزير الشاب دائما، المهندس خالد عبدالعزيز، الذى أتابعه وكثيرون مأخوذين بإعجاب عميق بهذا الرجل الذى يخطو خطوات هادئة لكنها ثابتة وسط صخب حكومة تخاصم الشعب وتختصمه.. حكومة مغضوب على مجملها من الناس، ونخطئ نحن أيضا حين نهدر حق المميزين فيها ونأخذهم بذنب الشربينى منهم والعماد!!!

هذا الموظف (الكبير) نجح فى قيادة وزارته نحو تطوير واضح وملموس فى الشكل والمضمون.

بدأ اهتمامى بمتابعة هذا الرجل الناجح.. أثناء رحلة مرورى المتكررة على الطريق الدائرى.. وسكان القاهرة يعرفون تماما ما هو حال هذا الطريق وكيف يبدو كل شىء حوله كئيبا وموحشا بدرجة كبيرة: مبان عشوائية، كتل خرسانية أكثر من ثلاثة أرباع هذا الطريق، ترصد فيها العين الوجه القبيح للقاهرة، وكل مرة أمر هناك يزيد همى وانشغالى بحال سكان هذه المناطق الملفوفة بالقبح رغم جمال وأصالة سكانها. لفت نظرى، فى مرورى المتكرر، بقع مضيئة خضراء، فكنت أعتقد أولاً أنها اجتهادات فردية لسكان تلك المناطق، لكن بعد سؤال وبحث عرفت أن معظمها مراكز شباب تم تطويرها وتحديث ملاعبها، بحثت فوجدت عدد ما تم تطويره يزيد على 400 مركز شباب حتى الآن.. والقارئ البسيط لهذا الإنجاز يعرف أنه ليس إنجازا رياضيا فقط، بل إنجاز فى مواجهة الإرهاب، وإنجاز فى مواجهة القبح، وإنجاز فى مواجهة الإحباط الشديد الذى يعانى منه المواطن وفقده للقدرة على التصديق فى أى أمر إيجابى!!.. أشجعك على جولة سريعة فى موقع وزارة الشباب والرياضة لتجد (جواب باين من عنوانه) لوزارة شابة، وفعاليات موزعة على الجمهورية بعدالة، وجهوداً من واجبنا أن نشجعها حتى ولو كنا غارقين فى هم سلبيات أخرى كثيرة.. الحق يحتم علينا أن نشيد بمن يحاول ويجتهد ويثابر ويقدم فى ظروف معاكسة ومجتمع يستمتع بالنقد أكثر مما يحب تشجيع المخلصين.. ليس مقصدى من هذا المقال رصد نجاحات وزارة بعينها- وإن كان لنا فى ذلك معرض آخر- إنما مقصدى هو تأمل سلوك الناجحين والمتحضرين.

تذكرت هذا الوزير- الموظف بوزارة الشباب والرياضة- وتحضر أدائه ومواقفه ووقوفه فى صفوف الشباب حينما تابعت تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، وكون (كل) المسؤولين فى العالم المتحضر (موظفين) فى مواقعهم.. يدركون ذلك ويتبادلون الأماكن ويعملون على هذا الأساس.. مواقعهم هى مجرد أدوات لخدمة المواطنين، لهم لا عليهم.. كل بحسب ما يستطيع!

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل