المحتوى الرئيسى

سر غرفة نوم قصر الرخام الوردى | المصري اليوم

01/21 23:38

فى المقال السابق وصفنا قصر الرخام الوردى، الكائن بالزمالك، مع نبذة صغيرة عن دواعى إنشائه وحيثيات مالكه «على كامل فهمى»، ونضيف إلى ما سبق أن الأمير (واللقب شرفى كما أسلفنا) عندما انتهى بناء القصر ذهب إلى باريس لشراء تحف لتأسيس القصر- بالإضافة طبعا للمتع الشخصية بمصاحبة جميلات باريس، ولمطاردة الغانية الفرنسية الشهيرة مارجريت «ماجى ميلر»، التى أحكمت فخوخها حوله فتزوجها زواجاً مدنياً تحول بعد مدة يسيرة إلى زواج شرعى، وانتهت حياته على يدها- وفى باريس كانت «ماجى» ترافقه أثناء شراء التحف بينما هو يبهرها بالطريقة المذهلة لتبديد أمواله والتى منها: أنه كان يريد شراء حقيبة سفر- مجرد حقيبة سفر- فبحث عن حقيبة مميزة، حديثة وغالية ومن ماركة شهيرة، وتباهى البائع بحقيبة من ماركة عالمية شهيرة وسرد له بفخر أسماء الشخصيات العالمية اللامعة التى تستعمل هذا النوع نفسه من الحقائب، ولكنه رفض أن يتساوى بهم وأصر على إدخال تعديلات عليها لتتميز حقيبته عن حقائبهم، وطلب استبدال كل الأجزاء المعدنية فيها بأجزاء من الذهب الخالص، فوافقت الشركة المنتجة على الفور وتحقق له ما أراده.

وكان المجتمع الباريسى آنذاك مشغولا بالتباحث والحديث حول قاعة المرايا بقصر فرساى، التى كان اسمها يتردد فى كل صحف العالم وقتها، بعد أن تم توقيع معاهدة الصلح فى الحرب العالمية الأولى بين الحلفاء والألمان فى تلك القاعة، وشغله هذا الأمر فزار قصر فرساى، وتجول بين جنباته ثم توقف مذهولاً أمام اتساع وفخامة قاعة المرايا التى كان طولها يبلغ 73 مترا وعرضها 11 مترا وارتفاعها 13 مترا، وقبل انتهاء الزيارة كان قد قرر إنشاء مثيلتها بقصره، على أن تكون طبق الأصل من قاعة قصر فرساى الذى أنشأه الملك لويس الرابع عشر، فتكون فيها 17 نافذة تطل على النيل وفى مواجهة كل منها - على الحائط المقابل لها - مرآة بنفس مساحة النافذة فى إطار مذهب تعكس ضوء الشمس. وبدأ يجمع المعلومات عما يتكلفه إعادة تصميم القاعة بكل ما تحتويه من مرايا وستائر مذهبة وثريات ولوحات زيتية تزين سقفها وحوائطها، وأثاث صنع من المينا البيضاء المذهبة لتكون قاعة للحفلات والولائم التى يقيمها لضيوفه لا مثيل لها فى أى مكان فى العالم، ولم يسبقه إليها إلا واحد من أشهر ملوك التاريخ، وهو «لويس الرابع عشر». لكن الذين استشارهم من المهندسين والمقاولين الفرنسيين أجمعوا على أن تكلفة المشروع لن تقل عن مليون جنيه، وعلى أن القاعة المقلدة لن تكون- على الرغم من ذلك- بمثل جمال الأصل، فعدل عن تنفيذ الفكرة- وهو آسف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل