المحتوى الرئيسى

طارق الشافعي يكتب: مولانا.. ونجاح بـ «رغبة سياسية»!! | ساسة بوست

01/21 23:13

منذ 1 دقيقة، 22 يناير,2017

تعجّبت كثيرًا عندما سمعت المخرج مجدي أحمد على يصرح للصحفيين في العرض الخاص لفيلم «مولانا» أنه يشاهده مع الجمهور لأول مرة! فمَن يكون الذي صوَّر مشاهده مشهدًا تلو الأخر، وجلس بجانب المونتير لتجميع أجزاءه العديدة، وصرخ في مهندس الصوت غير مرة أثناء تجميع أجزاء الصوت، وشاهده في صورته الأخيرة قبل الطباعة؟

يأتي فيلم «مولانا» بالتزامن مع نداءات عديدة للنظام الحاكم في مصر لصنّاع السينما بإنتاج أفلام تهتم بتصحيح الخطاب الديني، في ظل فشل المؤسسات الدينية في القيام بالأمر نفسه. وفي حوار تليفزيوني نجد نجمه عمرو سعد يصرح أن الفيلم يمثل نبضة من قوة مصر الناعمة الكبيرة، والأكثر تأثيرًا (ألا وهي السينما) في عروق المشاهدين، ودعوة للتعايش وقبول الآخر، وتصحيح سُبُل الحوار بين المختلفين.. وحقًا، فالفيلم يحمل كمية كبيرة من مختلفين كثُر.. كالسنة والشيعه، والسلفيين والمتصوفة، والمسلمين والمسيحيين، ولم يتكلم الفيلم بالمناسبة عن الخلاف بين الأهلاوية والزمالكاوية!.. ولأن الخلافات في هذا الأمر تحمل آراء عديدة ونزاعات كبرى على مر زمن طويل، فقد اكتفى الفيلم بعرض رأي المؤلف ابراهيم عيسى فقط! ومن هنا نبع رفض فصيل غير قليل لذلك الرأي، وجاء بالطبع غير مشبع للبعض الآخر.

المتابع لفيلم «مولانا» من البداية ينجذب كثيرًا للمشهد الأول، ويظن أنه على موعد مع فيلم قوي من النوع الذي يتجاوز الخطوط الحمراء، ولكن بتتابع مزيد من المشاهد غير المترابطة يشعر نفس ذلك المُشاهد بخيبة أمل! فالمَشاهد المتعاقبة السريعة تفتقر إلى الترابط أو الحبكة، بحيث إنه لو منعتك مكالمة هاتفية هامة، أو ذهابك الاضطراري للحمّام مثلًا من متابعة مَشهد أو اثنين، فلا تجد مشكلة في استكمال باقي أحداث الفيلم دون أي شعور بالنقص! أيضًا قد تتساءل عن ترتيب غير صحيح لبعض الموضوعات التي تناولها الفيلم، ولكنك قد تجيب نفسك بالإجابة المريحة في هذه الأحوال.. “المخرج عايز كدا”!

فيلم «مولانا» في مُجمَله عبارة عن عرض البطل الأوحد One man show للنجم عمرو سعد، وبصراحة فقد كان أداؤه رائعًا في عديد من المشاهد، شهد تحولًا كبيرًا من حالات الحزن والفرح والانفعال القوي بتغيير كبير، بصورة لا تجعل لباقي المشاركين حظًا وفيرًا في ذاكرة المشاهد بعد انتهاء عرض الفيلم، باستثناء الدور المتميز لأحمد مجدي أو “بطرس” كما طَلب من الجميع أن ينادوه غير مرة، وبالرغم من النهاية المخيبة للأمال لشخصيته ألا إنه لا خلاف على أن دوره كان متميزًا، أما البطولة النسائية والتي تجعل المشاهد في حيرة؛ هل كانت لدرة أم لريهام حجاج أم كليهما معًا؟ ولكنك لن تنساق لتلك الحيرة كثيرًا مع الزخم المتلاحق للأحداث وشخصيات الحشو العديدة في الفيلم.

إن نجاح فيلم «مولانا»، حسب رؤيتي الشخصية، هي رغبة سياسية في المقام الأول، فبالرغم من افتقار الفيلم لمقومات النجاح التجاري، ألا أننا لا نتابع مزيدًا من تصريحات النقاد عنه في الوقت الحالي، وكأن هناك من “أسكتهم” ولو قليلًا، حتى يحقق الفيلم عددًا من المشاهدات التي تشجّع أي منتج لاحق لإنتاج المزيد من هذه النوعية من الأفلام!.. تلك النوعية التي ناشد رئيس الدولة صناع السينما غير مرة بالاهتمام بها، بديلًا عن تصوير المشاهد في المناطق العشوائية! ولكن من أكبر صور الاهتمام بالأفلام التي تتناول موضوعات دينية شائكة هو الاهتمام بالقصة التي نستاق منها الأحداث أو المشاهد، فهناك العديد من الكتّاب الذين قدموا أفلاما سابقة لاقت نجاحًا جماهيريًا وصدى واسعًا في تقبُّل الجمهور لوجهة نظرها في ذلك الموضع الشائك، فالكاتب إبراهيم عيسى، مع احترامي، هو صحفي سياسي محلل أحدث حراكًا صحافيًا في دنيا المعارضة للنظام، ويعرض رأيه في برامج حوارية منذ وقت طويل، ولكن كتابة السيناريو والحوار له أصوله وقواعد، و”حِرفة” قد يفتقر إليها من عاش حياته بين المقالات السياسية اللاذعة، والتي أرقت النظام الحاكم آنذاك، وتحالفه غير المحمود مع الإسلام السياسي.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل