المحتوى الرئيسى

بالفيديو| في ذكرى ميلاده.. "تراجيديا" نجيب الريحاني تفقده المال وتكسبه التاريخ

01/21 21:23

من ينظر إلى ملامح وجهه المصرية الهادئة، لا يتوقع أنه سيدخل في نوبة من الضحك تستمر طوال ظهور تلك الأسطورة الكوميدية على الشاشة، يبهج الأجيال بطرفاته البسيطة وتعبيرات وجهه التلقائية، غير أن "نجيب الريحاني" قرر أن يُظهر وجها ربما يفقده مالا ذاق الأمرين من أجل كسبه، أو يلقى بسببه سخطا وقتيا لجمهور عشق فنه، ولكنه راهن، بهذا الاختيار، على تاريخ قرر أن يدخله من باب "التراجيديا" التي سجَّلت اسمه ضمن أساطير التمثيل في القرن الماضي.

في ذكرى ميلاده، نقَّبت "الوطن" عن حكاية ربطت بين أسطورة نجيب الريحاني وعالم من التأثر والبكاء والوجوم المبكي رسمه من خلال أعمال تراجيدية مسرحية، بدأت بتمثيله لمسرحية "ريا وسكينة"، عام 1921، وشاركته البطولة فيها زوجته الراقصة بديعة مصابني، ليُفاجأ بنجاح باهر لذلك العمل المسرحي الذي كتب لصاحبه أن يكون أول ممثل مصري يتعرض لتلك القصة المرعبة ويؤديها على المسرح في ذات العام الذي حدثت فيه.

نجاح العمل المسرحي فتح شهية "الريحاني" على أن يكشف النقاب عن براعته التمثيلية ويظهر لجمهوره أنه ليس مجرد كوميدي يثير ضحكاتهم على المسرح، وما ساعده على ذلك كان خلافا جرى بين فرقة "يوسف وهبي" المسرحية التي سارع "الريحاني" في استقطابها مشكِّلا به فرقة "الريحاني المسرحية"، ليجهز لعدد من العروض المسرحية التراجيدية التي حسب أنها ستطير به إلى العالمية.

ليلة افتتاح مسرح "الريحاني" كانت في أوائل نوفمبر عام 1926، والجميع ينتظر ذلك الكوميدي الذي خلع عباءته ليستبدلها بأخرى تتسم بطابع تراجيدي ميلودرامي، يرسمه من خلال مسرحية بعنوان "المتمردة"، يؤدي فيها دور أمير مراكشي يقع في غرام حسناء باريسية، قبل أن يصطدم حبهما بطباع السيدة الفرنسية المتحررة التي لا يرضى عنها ذلك المراكشي العربي المسلم، غير أن الكلمة الأخيرة كانت للجمهور الذي قابل العرض المسرحي بسخرية لاذعة وانتقاد جارح ضرب مشروع "تراجيديا الريحاني" في مقتل قبل أن يشهد ولادته.

مقاومة "الريحاني" تستمر، يمكث أياما بلياليها مع فرقته، التي ضمت حسين رياض وحسن البارودي وعزيزة أمير، يحفظ ماء وجه مشروعه التراجيدي، فتارة يقدم مسرحية شعرية فرنسية بعنوان "موناڤانا"، وأخرى يعرض رواية تراجيدية مترجمة بعنوان "الجنّة"، حتى خارت قواه وانهارت مقاومته ونقصت أمواله ما يزيد عن 4 آلاف جنيه، ليقرر العودة إلى عرض مسرحيته الكوميدية "كشكش بيه" التي أعادته لتذوق طعم النجاح مرة أخرى بعد أن فصله عن الإفلاس خطوة واحدة.

لم يفقد "الريحاني" حلم التراجيديا رغم شهادات تضعه ضمن مصاف أساطير الضحك، ولم تغنه أفلام مثل "أبو حلموس" و"لعبة الست"، عن بطولة فيلم "أحمر شفايف"، الذي جسَّد فيه معاناة "إبراهيم أفندي"، الموظف البسيط، الذي يعيش داخل مصنع المشروبات حياة سعيدة هادئة مع زوجته وابنه، حتى يتعرف على الفتاة "قمر" ويلحقها بالعمل خادمة في منزله، والتي تتسبب في وقيعة مع زوجته، التي تترك المنزل، فتتبدل حياته جحيما، ليحقق "الريحاني" في النهاية غرضا في نفسه دون أن يقل روعة أدائه التراجيدي عن صدق تعبيراته المضحكة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل