المحتوى الرئيسى

التضخم.. العدو الأخطر على الاستثمار

01/21 20:50

45 مليون جنيه رؤوس أموال شركات مستهدف طرحها بـNILEX

3 أدوات لمواجهة ارتفاع الأسعار

عندما تحقق نجاحاً ولا تشعر بسعادته، فاعلم أن فى الأمر شيئاً، لكن يظل الأمل طاقة نور تضىء لك الطريق، العدل وأخلاقيات العمل ثنائية يحيا عليهما الشاب الأربعيني.. مسالم، ومتصالح مع ذاته، إحساسه الدائم على تحقيق الهدف وراءه صبر «أيوب».

التحمل والإصرار سلاح يستمد منهما قوته، نشأته الجنوبية وبيئته القاسية جزء من ملامحه، الهدوء طابع يضفى على تصرفاته مزيداً من الثقة، محاسبته لنفسه باستمرار تبعث بداخله هواجس القسوة.. محمد دشناوى، الرئيس التنفيذى لشركة «الجذور» المالية.. منهجه قائم على التحفظ، والحيادية.. التراث يمثل دستوراً يقف أمامه عند الحاجة، وإيمانه بأن الرأسمالية الواعية قادرة على التغيير ونصرة الفقير.

«حينما تبتلع الأزمات بلدانًا أقل شأنًا، نلقى باللائمة على هذه البلدان لإخفاقاتها وعدم قدرتها على التكيُّف مع مقتضيات النظام، حينما يحدث الأمر ذاته لبلدان محورية فى النظام العالمى، نلقى باللائمة على النظام، من هنا كانت نقطة الحوار.. الرجل شغله الشاغل غول التضخم، الذى تجاوز مستويات مخيفة وصلت إلى 24.3%.. والذى من شأنه القضاء على الأخضر واليابس.

فى غرفة مكتب بسيط لا تتجاوز محتوياتها مقعداً وجهاز كمبيوتر يتابع من خلاله حركة مؤشرات الاقتصاد والسوق، وبملامح ترسم التفاؤل الممتزج بخوف استقبلنى وبدأ حوارنا... قائلاً: «نواجه تحديات كبيرة لا يمكن إنكارها، وهى قد تضطرنا إلى السير فى اتجاه محدد، ليس أمامنا سوى السير فيه، لكن علينا أن نقلل العوائق أو المشاكل».

فى جعبة «دشناوى» تحليل وافر للمشهد، من وجهة نظره الدولة كان لديها مشكلة فى عملية تعويم الجنيه، ومنذ اتخذت القرار بدأت الاستثمارات المباشرة أو غير المباشرة، فى التدفق، وانعكس إيجابياً على نشاط البورصة، ودخلت نحو 400 مليون دولار وهذا إيجابى، ولكن العواقب عملية لم تكن مدروسة بالشكل الكافى، لمعالجة المشاكل المترتبة على التعويم، التى قامت على مضاربات احتكارية على الأسعار، وينتج عنها زيادة كبيرة فى عملية التضخم».

- يرد: «الدولة تعمل على تخفيض معدلات التضخم لنسب مقبولة حتى تتمكن من جذب واستقطاب الاستثمارات، والتعويم لوحده غير كاف لاستقطاب الاستثمارات، خاصة الاستثمار المباشر الذى يحتاج سنوات، وغير مقبول أن يكون معدل الفائدة 20% والتضخم 25% لتكون الفائدة سالب 5%، وهذا يتطلب تخفيض معدلات التضخم، حيث إنه لا توجد دولة على مستوى العالم تقدمت إلا بعد محاربتها للتضخم، وحدث ذلك فى أمريكا اللاتينية، ووصل التضخم إلى 250%، و300 ورغم ذلك نجحوا فى الوصول إلى 8٫7%».

‎«دشناوى» شغفه للأدب والتراث الذى تعلق به لم يشغله عن طموحه منذ نعومة أظافره، وحدد هدفه بـ3 مقترحات لمعالجة التضخم، حيث إن الدولة لم تقم بتوفير السلع الرئيسية المطلوبة وفشلت فشلاً ذريعاً فى عملية المواجهة، مطلوب رفع معدلات الفائدة لفترة طويلة تصل إلى أربع سنوات حتى تتمكن من امتصاص معدلات التضخم المرتفعة، والعمل على كسر دوائر الاحتكارات فى السلع بتدخل الحكومات، بصورة سرية، وضخ السلع بالأسواق، بالإضافة إلى تخفيض الجمارك على السلع الأساسية، والعمل على زيادة معدل التوظيف».

- ارتسمت على ملامحه علامات الغضب قائلاً: «صحيح أن الرأى السائد هو تنشيط الاقتصاد، ولكن لا يحدث إلا من خلال تخفيض الفائدة، لأن التضخم أصعب من التعويم، ولو انفلت، فلن تتمكن الحكومة من السيطرة عليه مثل فنزويلا والأرجنتين، وأن معدلات التضخم كانت فى اليوم تزيد 50% و60%، إذ إنه يهدد الاقتصاد، ويعد خطراً، وعلى الحكومة التدخل والتعامل معه بكل قوة والممارسات الاحتكارية تتكرر فى كل السلع الرئيسية».

«دشناوى» يعتبره أصدقاؤه عقلانياً يتعامل بالحكمة والهدوء ولديه رؤية لتحفيز الإنتاج من خلال المشروعات الكبرى، التى من شأنها مواجهة البطالة، بالإضافة إلى العمل على الإعفاءات الضريبية والجمركية حتى تتمكن من توجيه الاقتصاد وتحفيزه، فمن الصعب أن تواجه الحكومات فقدان الثقة فى العملة.

لا يزال الاختلافات على أداء السياسية النقدية، قائما بين الخبراء، لكن «دشناوى» له رؤية خاصة، إذ إن الأداء مقبول، وبدأت تحقق نتائج جيدة، وحتى بدأت تظهر فى السوق ولكن بنسبة ملموسة، وغير مقلق تحرك السوق السوداء طالما تتحرك بنسب لا تتجاوز 10%.

«دشناوى» لديه قدرة فائقة على التحليل بحكم عمله، لذا من السهل القدرة على اكتشاف الشخصية التى أمامه، وبالتالى نادراً ما يتعرض للندم، لذا لابد أن ينتهج ملف السياسة المالية سياسة مستقرة بتنويع وتنشيط الضرائب والوصول إلى القطاعات وأكبر قدر من الشرائح وتخفيض قيمة الضريبة.

حينما ذكر قدرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة على قيادة الاقتصاد بدأ متفائلا، إذ يعتبرها كلمة السر فى التنمية ولكن تتطلب اهتماماً من والعمل على دعمها، بالإضافة إلى القطاع الزراعى والتصنيع الزراعى، وكذلك القطاع الصناعى».

الشاب الأربعينى لديه شعور بالرضاء والحفاظ على مبادئه وأخلاقياته فى العمل وله رؤية خاصة فى عملية طروحات البورصة، يتبنى نظرية على الشعب قبول الخصخصة التى سوف يراقبها من خلال الطرح فى البورصة، فقد باتت الخصخصة سيئة السمعة منذ نظام مبارك، فقد اعتبرت رفاهية وقتها، والآن أصبحت مهمة لما توفره من عمليات تمويل ورقابة شعبية من خلال التملك بالبورصة، خاصة أن الوقت مناسب بسبب توافر السيولة بالسوق.

سطر القدر للرجل أن يتولى مسئولية شركته عام 2010 مع تداعيات الأزمة المالية العالمية، من عام 2010، وبسبب ذلك اضطر مع إدارة الشركة انتهاج استراتيجية الحفاظ على النشاط، والالتزام بسياسة انكماشية، خاصة بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وإصابة سوق المال بالشلل.

حدد «دشناوى» مساره التعليمى منذ البداية، فاتجه إلى دراسة التجارة واكتسب خبرة كبيرة، ساهمت فى إعادة استراتيجية الشركة مع إداراتها، التى تقوم على 3 محاور تتمثل فى توسيع القاعدة، والتقدم فى مراكز الترتيب بين شركات السمسرة، وكذلك كيفية التعامل مع مخاطر السوق، ورفع كفاءة العملاء وتوعيتهم.

3 محطات فى حياة الرجل لكل تفاصيلها، أصعبها التى يحياها الآن لما يحمله من قدر المسئولية، لذا يطمح فى تنفيذ سياسة توسعية، بعدما نجح فى تحقيق 80% من استراتيجيته الماضية، من خلال التوسع فى محافظات الصعيد، بل يسعى جاهداً لاستكمال دور الشركة بالترويج والرعاية لطرح الشركات بالبورصة، التى بدأت بسبأ للأدوية، ويخطط إلى عمليات الترويج ببورصة النيل من خلال دراسة 4 شركات تعمل فى قطاع أدوية والصناعات برأسمال 45 مليون جنيه.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل