خسائر السلطة من تصنيف «أبوتريكة» إرهابيًا
ما أن أدرجت محكمة جنايات القاهرة، محمد أبو تريكة، لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم سابقًا، على قوائم الإرهاب ضمن 1500 شخص آخرين أغلبهم من "الإخوان المسلمين" ومعارضي السلطة الحالية، إلا وقامت الدنيا ولم تقعد تعاطفًا معه، ما زاد من مأزق السلطة التي تعاني من حالة من الغضب الشعبي غير المسبوق.
إدراج أبو تريكة الذي يحظى بشعبية كبيرة تتجاوز الحدود المصرية على قوائم الإرهاب ضاعف من محنة السلطة التي تعاني من تراجع ثقة المصريين فيها، وخاصة مع إخفاقها في وعودها بتحسين الأحوال المعيشية للمصريين، وارتفاع الأسعار في ظل انهيار اقتصادي عجزت معه عن توفير رصيد كاف من الاحتياطي النقدي الأجنبي.
أشعل إدراج أبو تريكة على قوائم الإرهاب مواقع التواصل غضبًا، إذ سادت حالة من الرفض والغضب ضد الحكم المثير للجدل، واعتبروه باطلاً ومسيسًا، بسبب توجهات اللاعب الرافضة للنظام، رابطين ذلك برفضه التبرع لصندوق "تحيا مصر" والدعاية لصالح السلطة كما فعل العديد من اللاعبين الآخرين.
ولعل خير دليل على شعبية أبو تريكة التي انسحبت من النظام بعد هذه الواقعة، ما حدث مع الممثلة داليا البحيري التي قالت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن "أبو تريكة يشبه الإرهابيين"؛ لتنهال بعدها الردود الصاخبة وجملة من الشتائم اضطرتها للاعتذار لاحقًا.
وكتبت البحيري في بيان: "اعتذار وتوضيح.. في البداية أحب أن أقدم اعتذاري الشخصي للاعب محمد أبو تريكة وإلى جمهوره وعاشقيه من غالبية الشعب المصري عن أي فهم خاطئ أو إساءة تبدو أنها قد بدرت مني".
لم يقتصر الأمر على ضرب القاعدة الشعبية للسلطة في داخل مصر، بل امتد إلى خارج الحدود، في ظل حالة من التعاطف الشعبي في العديد من الدول العربية مع اللاعب، وذهب بعضهم إلى عرض استضافته في بلادهم.
وأطلقت الإعلامية الجزائرية أنيا الأفندي، حملة تضامن مع أبو تريكة، قائلة "نرحب به في بلادنا كلاجئ سياسي"، مضيفة: «حللت "هلاً ونزلت سهلاً بطلاً في ديار الأبطال، ومثلما رحبت الجزائر من قبل بلجوء الفريق سعد الدين الشاذلي".
وتابعت في تغريدة عبر حسابها على موقع "تويتر": "مثلما استقبلت الجزائر الفريق سعد الدين الشاذلي بعد نفيه وهو الذي خطط ونفذ وانتصر في حرب أكتوبر واخترق خط بارليف وهزم إسرائيل، نرحب بأبو تريكة".
ووصفت في تغريدة أخرى، أبو تريكة بأنه "هرم من أهرامات مصر الشامخة، يصنف في قائمة الإرهابيين من طرف القضاء المصري، عندما يأتي العيب من أهل العيب لا يبقى عيب".
وظهر اللاعب الفلسطيني جهاد أبورياش مرتديًا قميصً لدعم نجم منتخب مصر السابق، مكتوبًا عليه: "تعاطفًا مع أبوتريكة" خلال مباراة فريقه "خدمات رفح" أمام "الشجاعية"، في الدوري الفلسطيني. مؤكدا في تصريحات صحفية، أنه أقدم على هذه الخطوة، لرد الجميل لـ "أبوتريكة"، الذي سبق وارتدي قميص "تعاطفًا مع غزة"، بعد تسجيله هدفًا في مرمى السودان ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2008.
وأشار إلى أن أبوتريكة، شخصية رائعة، ومميزة، والجماهير الفلسطينية تعشقه، ليس فقط بسبب موهبته الرائعة وتاريخه المشرف، ولكن لمواقفه المميزة وخاصة في القضية الفلسطينية.
فيما كانت الضربة الأقوى التي تعرضت لها السلطات المصرية جراء إدراج أبو تريكة على لائحة الإرهاب، إلغاء نجوم الكرة العالمية المباراة الودية التي كان من المقرر أن تلعب في شهر مارس بمدينة شرم الشيخ تحت شعار "المباراة الخيرية للسلام"، تضامنًا معه، من بينهم، جورج وياه وألتوبيلي مارادونا ونجوم آخرون.
في هذا الشأن، قال السفير معصوم مرزوق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ "التيار الشعبي"، المتحدث باسمه، إن "السلطة المصرية باتت لا تجيد شيء سوى صناعة الأزمات، وبدلاً من أن تتعلم إدراة الأزمات تستحضر لنفسها المشكلات".
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ"المصريون": "نحن أمام أمرين إما أنه ارتكب جرمًا يستوجب أن يطبق عليه الإجراءات التي تطبق على أي مواطن عادي، أو أن الأمر ادعاء غير صحيح كي تطارد بعض المختلفين عن توجهاتهم السياسية".
Comments