كتاب نادر يفضح أسرار فضيحة التجسس الإسرائيلية في مصر

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم السبت، إنه تم الكشف عن كتاب نادر حمل عنوان "قصة الجاسوسية الصهيونية في مصر"، يتناول أحداث فضيحة "لافون" الشهيرة التي جرت في الخمسينيات من قبل المخابرات الإسرائيلية، وكانت تهدف لضرب العلاقات المصرية البريطانية.

الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أنه لأكثر من 63 عاما كانت هناك جهود هائلة لإخفاء تفاصيل عملية "لافون"، والتي تعرف أيضا باسم "العملية سوزانا"، بالنظر إلى أنها هزت إسرائيل بالكامل في الخمسينيات وأدت إلى استقالة رئيس الوزراء في حينها ديفيد بن جوريون.

"يديعوت أحرونوت" ذكرت أن الكتاب، الذي سيتم طرحه في المزاد، يعرض الأحداث من وجهة النظر المصرية، ويتضمن اعترافات العملاء الإسرائيليين التي أعطيت لأجهزة الأمن المصرية.

باروخ فلاح، وهو مؤرخ متعدد التخصصات، كان قد اشترى الكتاب من تاجر تحف وأنتيكات قديمة، قال إن الكتاب لم يحدد أي تفاصيل عن الناشر أو مكان النشر، مشيرا إلى أنه "على ما يبدو، تم نشر الكتاب من قبل مجموعة موالية للمصريين تدعى حزب النهضة الوطنية".

كما ذكر أن الكتاب يكشف عن معلومات سرية حول قضية التجسس، ويبدو أن النسخة التي يمتلكها هي الوحيدة الموجودة الآن.

قضية "لافون".. هي شبكة التجسس الشهيرة التي جندت فيها إسرائيل اليهود الموجودين في مصر في بداية الخمسينيات، ضمن الوحدة 131 الخاصة بتنفيذ عمليات التجسس في دول عربية مختلفة، وكان الهدف هو إسقاط الملك فاروق في مصر، الذي كان معاديا لإسرائيل، وكذلك ضرب العلاقات المصرية البريطانية عبر الهجمات الإرهابية على المنشآت البريطانية، وإلقاء المسؤولية على المصريين، وتم ضبط بعض أعضاء الشبكة وتقديمهم للمحاكمة، وانتحر أحدهم داخل زنزانته.

باروخ فلاح قال: "إن الكتاب على ما يبدو طبع في نيويورك، وفي الواقع هو كشف تاريخي لتفاصيل كثيرة غير معروفة عن هذه القضية، ويحتوي على أسماء جواسيس صهاينة وصور للمرافق البريطانية التي تم تفجيرها".

وأضاف "هو أول كتاب أعرفه يصف التخريب الصهيوني والإرهاب، كما تصنفه مصر، وهناك صور لم يتم نشرها من قبل"، مؤكدا على أنه يهتم كثيرا بهذا الكتاب، لذلك قرر أن يرسله إلى إحدى صالات المزادات في القدس لطرحه للبيع.

"وأعتقد أن الكثير من المتاحف وهواة جمع التحف والوثائق القديمة سوف يتنافسون لشراءه، وآمل أن يضيف ذلك إلى أبحاثنا حول هذا الموضوع".

الصحيفة الإسرائلية نقلت عن الدكتور عيران ليرمان، نائب الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي والمحاضر في كلية شاليم، قوله "هذه هي المرة الأولى التي أرى مثل هذه الصور والوثائق، وأعتقد أن هذا الكتاب وثيقة للدعاية المصرية، التي أعدت بناء على طلب من السلطات ومن قبل هيئات التحقيق المصرية، ويبدو أن اعترافات أعضاء شبكة الجاسوسية صحيحة".