بالصور.. متحف الفن الإسلامي.. الحضارة تلفظ الإرهاب

أمام شاشة عرض تليفزيونية كبيرة، تتصدر القاعة الرئيسية في متحف الفن الإسلامي، بمنطقة باب الخلق، وقف أحمد ياسين، 55 عاما، يتابع بشغف خريطة اللوحات الأثرية التي يحويها المتحف العريق، ورصد التطورات التي طرأت عليه منذ آخر زيارة قبل 3 سنوات.

يقطن أحمد ياسين وأسرته بمنطقة شعبية خلف جامع الأزهر، القريب من المتحف الإسلامي، منذ 40 عاما، وهو السبب الذي دفعه لزيارة المتحف بعد فتحه للجمهور، أمس، منذ إغلاقه في يناير 2014، قائلا: "أشعر بالارتباط بهذا المكان، فكنا مستعدين لحراسته لأنه يضم التراث الإسلامي الأهم في الشرق الأوسط".

أسرة ياسين كانت ضمن عشرات الأسر التي قضت عطلتها الأسبوعية بالمتحف الإسلامي، الذي فتح أبوابه لمئات المصريين للاحتفال بترميمه وإزالة آثار الأضرار التي لحقت بعدد من مقتنياته الأثرية النادرة جراء تفجيرات مبني مديرية أمن القاهرة، المقابل له بمنطقة باب الخلق، في 24 يناير 2014.

عبر بوابات الكترونية جديدة، وإجراءات أمنية مشددة، اجتاز مئات الزوار السياج الأمني للدخول المتحف، الذي يضم 25 قاعة في جولة للتعرف علي معالم وأسس الحضارة الإسلامية التي تشكلت في مخطوطات وأواني زجاجية وأباريق نحاسية وألواح خزفية يعود تاريخها ما بين القرن الثالث حتى القرن الثامن عشر الهجري، وانصهرفي تلك الفترة أعمال الفنانين من العرب وغير العرب من الأتراك والفرس والهنود الذين سطروا معالم التاريخ الإسلامي.

توضح الشاشة التلفزيونية الكبيرة التي وقف ياسين أمامها ما يشمله المتحف من لوحات أثرية تضم رسومات لحمامات العصر الفاطمي ومفتاح الكعبة في العصر المملوكي ولوحات رخامية من العصر العباسي، وكذلك بعض مقاطع فيديو لأعمال الترميم والصيانة، التي تمت بعد الحادث الإرهابي الذي لحق بمديرية أمن القاهرة وتأثر به المتحف.

"الشعور لا يوصف بعد مشاهدة مئات المصريين من مختلف الفئات العمرية داخل المتحف الذي استغرق عامين من العمل المتواصل للترميم من خلال فرق متطوعين وعاملين من داخل المتحف"، هكذا وصف الدكتور أحمد الشوكي، مدير المتحف الفن الإسلامي، في حديثه لـ"الشروق"، ما دار داخل المكان من تجديدات ومعالجات فنية للتحف النادرة علي مدار ثلاث سنوات بأيادٍ مصرية خالصة.

وأوضح الشوكي أن وزارة الآثار رممت 169 قطعة من أصل 179معظمها مصنوعة من الزجاج والخزف والمعادن والمواد الخام، مشيرا إلي أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطت انطباعا عن أهمية وقيمة الفن الإسلامي وهو ما تناولته الصحف العربية والأجنبية، وألقت الضوء عليه وأصبح المتحف مزارا سياحيا هاما علي غرار المتحف المصري في التحرير.