المحتوى الرئيسى

Samar Tarek يكتب: ما خفي عليك في مشكلة التعليم العربي يتلخص في مشهد من فيلم «فول الصين العظيم» | ساسة بوست

01/21 13:17

منذ 3 دقائق، 21 يناير,2017

يمكنك مشاهدة المقطع قبل متابعة المقال ، حتى يمكننا التفكير سويا

المقطع يتناول اللحظة التي اكتشف فيها هنيدي أن الصينيين خدعوه و أعطوه ورقا أبيضاً بدلا من المال بالإضافة إلى قنبلة موقوتة ستنفجر خلال لحظات و السيارة مغلقة ، و ما يلفت انتباهنا و يستوقفنا :

1. أن هنيدي شرع في ( الولولة ) وقتما تعرض لمشكلة و لم يبحث عن حل رغم ضيق الوقت.

2. نظيرته الصينية بدأت تبحث عن حل و بالفعل وجدته و خرجت من السيارة بينما ظل هنيدي ( يولول ) و بالتالي لم ير أن نظيرته الصينية وجدت حلا و يمكنه الخروج الآن.

3. نظيرته الصينية عادت تساعده و هو بدوره خرج من السيارة حاملا القنبلة( المشكلة ) معه.

العجيب في الأمر أننا جميعا استنكرنا منه ذلك و ضحكنا من غبائه الشديد و بالطبع لم يخطر ببال أحد منا أننا نتعامل مع مشاكل كثيرة بنفس مبدأ هنيدي ( هنموت منفجرين ياما ) و بعض هذه المشاكل خطير جدا يهدد حياتنا و حياة أمة متهالكة مثل أمتنا و أخطر هذه المشاكل هي التعليم في وطننا العربي ، في هذا المقال لن أحلل المشكلة بالرغم أن كثيرا من الناس غير ملمين بالمشكلة كاملة و ما يعرفوه عن المشكلة مجرد آراء سمعوها من النشرة أو البرامج التلفزيونية ، و لكن أري أن نختصر الوقت و نبحث عن حلول سويا .

العملية التعليمية .. ما مكوناتها؟

ببساطة شديدة لديك( مادة خام) تخضعها ل(عمليات متتالية) لتعطيك (المخرج التعليمي) الحالي ، و الذي هو بالإجماع مخرج لا فائدة منه .. لا فكر .. لا علم .. لا مهارات ، حتى بعد إنهاء التعليم الجامعى إذا لم يعلّم نفسه المهارات اللازمة فلن يعمل إلا إذا عمل موظفا حكوميا فلن يحتاج أية مهارات من الأساس ، و إذا لم يحاول اكتساب القدرة على التفكير و النقد فسيتم (استحماره) من قبل الإعلام النزيه و استقطابه من قبل الدواعش و المتشددين ربما ، و إذا لم يبجث عن العلم الحقيقي بنفسه فسينضم للأسف لقائمة طويلة من أساتذة الجامعات و المعلمين الذين لا يفهمون أهمية ما يقولونه في محاضراتهم .

الكلام السابق مؤلم .. أليس كذلك ؟؟

و لكننا اتفقنا في بداية المقال ( لا ولولة .. و لنبحث عن حل سويا )!

تعددت الأقاويل و (دعاة الكسل) قالوا الحكومة وحدها المسئولة بحثاً عن الراحة و (الولولة بضمير مستريح) ، و (دعاة العمل) قالوا الشعب وحده المسئول بحثاً عن إثارة الحماس و شحذ الهمم ، حقا هو سؤال صعب .. بدايةً دعنا نتفق أن مسئولاً واحداً كفء قد يفعل الكثير و له تأثير مضاعف عن آخر ليس له نفس السلطة ، و لكن في هذا الوقت رأينا كثيراً من المنظمات الغير حكومية قد أحدثت بالفعل تأثيراً كبيراً في مجالات مثل الصحة و التنمية و الغذاء و الأمثلة هنا كثيرة لا يمكن حصرها و لكننا حقا نفتقد كياناً كبيراً غير حكومي مهتم بالتعليم الصحيح الذي يعطي ( مخرجاً تعليمياً ) مفيداً من حيث الفكر و العلم و المهارات .. هناك كيانات و مبادرات عديدة تقدم جهودا خارقة محاولةً منهم لتعويض النقص الناتج من التعليم الحكومي و لكن من يدعم هولاء ؟ .. عدد قليل جدا من شعوبنا تشعر بأن دعم مثل هذه الكيانات و المبادرات أكثر أهمية من دعم مبادرة لعلاج السرطان مثلا أو حتي في نفس الأهمية .. فتبقي هذه الكيانات تحارب و تصارع من أجل الحفاظ على العقول و تنمية المهارات بعيداً عن استغلال جهات معينة رأت في بلادنا العربية سوقاً قوياً لبيع مهارات أو لغات أو حتى أفكار بمبالغ كبيرة بالنسبة لشريحة كبيرة من المجتمع و يبقي الوضع هكذا دائما لا اعتراض ذو تأثير حقيقي ، و لكن وقت النقاش و الحديث قد تعترف أمامي أن أكبر أزمات الدول العربية هي أزمة الفكر و لكن ستظل تتبرع لإطعام فقير أو علاجه ولن تتبرع لتنمية عقله و فكره …علي الأقل ضع كل هذه الأولويات في نفس المرتبة .

ماذا بيد القارئ العزيز في تغيير مشكلة التعليم

أولا : ارفع شعار ( لا للولولة ) !

ثانيا : ادعم الكيانات الفكرية و المبادرات التي تحسن من جودة ( المخرج التعليمي ) مادياً و معنوياً و أخبر من حولك عنهم و أهمية ما يقدمونه.

ثالثاً : كن جزءاً من كيان أو مبادرة فكرية .. و أنت هكذا تدعمهم!

رابعاً : عرفت الأضلاع الثلاثة التي تحتاجها كطالب ( مخرج تعليمي ) .. فكر و علم و مهارات .. ابدأ في تنمية نفسك في هذه الاتجاهات .. استعن بالقراءة تارة و يوتيوب تارة .

خامساً : إذا وجدت أن ثغرا يحتاج لمباردة لسد النقص في مهارة معينة في بلدك .. ادرسه جيدا و أسس مبادرة لسد هذا النقص.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل