المحتوى الرئيسى

بالتفاصيل.. السيناريو الكامل لسرقة أعمال محمود سعيد من "متحف الفن الحديث"

01/20 23:15

تكشف واقعة سرقة أعمال الفنان العالمي "محمود سعيد"، من متحف الفن الحديث، عن مدى التقاعس والإهمال الذي يضرب المنظومة الأمنية بوزارة الثقافة بشكل عام، وقطاع الفنون التشكيلية بشكل خاص، حيث إنه فجع صباح اليوم الجمعة، الفنانون بخبر سرقة أعمال فنية من متحف الفن الحديث، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول كيفية وقوع السرقة في وضح النهار أمام أعين الأمن والموظفين وجميع العاملين، الذين أغشاهم النوم أثناء السرقة.

"الدستور" يوضح سيناريو السرقة بشكل كامل للقراء؛ لبيان مدى التسيب والإهمال الذي يضرب تراث وكنوز مصر. ففي البداية تردد السارق الذي يدعى "أحمد يوسف"، على متحف الفن الحديث بشكل شخصي، وقام بتصوير 5 أعمال خاصة بالفنان الراحل "محمود سعيد"، وقام بعمل مستنسخات لها، حسب ما أكدته مصادر من داخل قطاع الفنون التشكيلية.

وبعد فترة، عاد المتهم إلى قطاع الفنون التشكيلية؛ لأخذ تصريح رسمي من أجل التصوير بمتحف الفن الحديث، إلا أن رئيس القطاع الدكتور خالد سرور، رفض الموافقة له – حسب تصريحه لـ"الدستور"، وهو ما دفع المتهم لتزوير تصريح، وعليه استطاع دخول المتحف لارتكاب فعلته، التي زلزلت الساحة الفنية التشكيلية، وهذا ليس بغريب.

المثير في الأمر، أن الأمن ترك المجرم ليدخل المتحف حاملًا معه حقيبة أو صندوقًا، بحجة قيامه بالتصوير دون تفتشيه، أو إرسال أمين عهدة معه؛ لمتابعته أثناء قيامه بالتصوير، كما يحدث مع أي زائر للمتحف يقوم بالتصوير، كذلك ترك رجال الأمن المكلفون من القطاع، بمتابعة غرفة المراقبة عن طريق الكاميرات الموضوعة في كافة أركان المتحف، السارق، كي يتمكن من القيام بفعلته في أمان، دون أن يشعر به أحد، وهو ما يثير الشكوك حول احتمال وجود متواطئين ومتعاونين معه في السرقة، وهم شركائه بلا شك.

أحمد يوسف، قام في اطمئنان بتصوير اللوحات مرة أخرى في المتحف، ومعه المستنسخات داخل الحقيبة التي سمح له الأمن بالدخول بها، وحال تصويره كل لوحة يقوم على الفور باستبدالها، ووضع النسخة المزورة منها مكان الأصل في حقيبته دون أن يشعر به أحد، واستمر في ذلك حتى انتهى من الخمس لوحات.

الواقعة هذه كانت يوم الخميس قبل الماضي، إلا أنه لم يشعر بها أحد إلا بعد مرور 7 أيام، عن طريق أمينة المتحف، التي كانت تمر من أمام اللوحات وشعرت بتغير الألوان، مما جعلها تقترب منها للتأكد من صحة ما رأته عينيها، وحال ذلك اكتشفت أن اللوحة تم تبديلها بأخرى مزورة، وعلى الفور أخطرت أمن المتحف والأجهزة الأمنية التي أسرعت إلى المكان لمراجعة كاميرات المراقبة، التي كشفت أن السارق هو "أحمد يوسف"، الذي قام بتبديل 5 لوحات أثناء قيامه بالتصوير، كل ذلك هو ما جاء على لسان قيادات ومسئولي قطاع الفنون التشكيلية.

بعد مرور 7 أيام من السرقة، يتم اكتشاف الواقعة، وكأن الأمن والمسئولين بالمتحف لا يعلمون شيئًا، وهو ما يشك فيه أي إنسان عاقل، حيث إن 5 لوحات من أعمال "محمود سعيد" من الصعب على أي فرد أي ينقلهم بمفرده دون أن يحدث أي إزعاج أو قلق في المكان المتواجد فيه، أو يلفت النظر.

وبعد مرور أقل من 24 ساعة من اكتشاف عملية سرقة اللوحات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم ومعه الأعمال المسروقة، وتم اصطحابه إلى المتحف مرة أخرى لقيامة بتمثيل عملية السرقة، بعدها باشرت النيابة العامة التحقيق معه، كما تم تحويل كافة موظفي المتحف للتحقيق، لمعرفة المشتركين مع المتهم في الواقعة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل