المحتوى الرئيسى

ترامب يثير مخاوف الألمان.. لكن من يرحب في ألمانيا برئاسته؟

01/20 17:31

لا يزال الذهول مسيطراً على الألمان من نتائج الانتخابات الأمريكية التي أوصلت دونالد ترامب لسدة الرئاسة. بالنسبة لبعض الألمان يشكل وصول ترامب للبيت الأبيض حلماً مزعجاً. الآن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأصبح ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن بعض الألمان لا يزالون فاغري الأفواه غير مصدقين ما يحدث.

ترى كاتارينا أن فوز ترامب يزيد من خطورة اليمين الشعبوي في أوروبا.

"لو ترشح دونالد ترامب للانتخابات في ألمانيا، لما كان سينجح بالفوز بالرئاسة"، يؤكد ميشائيل كونيرت، مدير المعهد التنفيذي الألماني لدراسات الرأي العام. وقد أظهر نتائج استطلاعاته أن ثقة الألمان بالولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير مع انتخاب ترامب رئيساً. وفي معرض إجابتهم على سؤال فيما إذا كانت الولايات المتحدة شريكاً يمكن الاعتماد عليه، أجاب قبل انتخاب ترامب نصف الألمان بنعم، وبعد انتخابه، رأى خُمْس الألمان فقط أن أمريكا شريك يمكن الاعتماد عليه.

"يلقي الشك بظلاله على كامل النظام السياسي في ألمانيا"، يقول ميشائيل ويضيف أنه من الملفت للنظر رفض الشارع الألماني الكبير لانتخاب ترامب. "لابد أن هناك نقصاً في تبادل المعلومات والاتصال بين ضفتي الأطلسي"، كما يعتقد ميشائيل.

تتميز آراء بعض الألمان بالسخط على تولي ترامب منصب الرئاسة. "ترامب، من وجهة نظري، شخص يثير الريبة"، تقول إحدى المارات في الحي الحكومي في برلين، والتي عرّفت عن نفسها بكتارينا. وأردفت كتارينا أن المشكلة لا تكمن فقط بأن وصول ترامب لهذا المنصب الحساس تم عن طريق الأخبار الكاذبة، بل هناك خطورة في أن يمنح هذا الفوز الساسة الشعبويين الآخرين الشعور بالقوة.

كورت فيزر لا يعول كثيراً على ترامب.

وذهب البعض إلى حد التفكير غير المنطقي بأن يحدث شيء ما وينهي كل هذه الحلم المزعج، كما تأمل ماريون روسنر، التي تعمل قابلة قانونية في برلين. وتضيف، وابتسامة خفيفة ترتسم على محياها: "أشعر بالقلق على أصدقائي في أمريكا". ويعتري القلق أيضاً كورت فيزر، الذي يعيش في مدينة بالقرب من فرانكفورت. يعود قلق كورت لأسباب سياسية كالتعاون الدولي في النزاعات ومستقبل حلف الناتو. "ما أدلى به ترامب حتى الآن ليس مقنعاً كثيراً. غير أننا لا بد من الانتظار لرؤية الأفعال"، بحسب ما ينصح به كورت.

من الصعب العثور على آراء تخالف الآراء السابقة، ولكنها موجودة على أي حال. فسوزانا فالتر تعتقد أن ترامب هو الخيار الأفضل. "لو انتُخبت هيلاري كلينتون على الأرجح كانت ستندلع الحرب العالمية الثالثة"، تضيف سوزانا حرفياً مشيرة إلى العلاقات الأمريكية-الروسية. كما ترى سوزانا أنه من الجيد انتقاد ترامب الشديد لميركل فيما يخص سياسة اللجوء ووصفه ذلك بـ"الخطأ الكارثي".

لم يبقَ بيد الساسة الألمان اليوم إلا الانتظار لرؤية أفعال ترامب، بعد أن سمعوا أقواله، وليفكروا في المصير الذي ينتظر أمريكا والمجتمع الدولي. فالتكهنات صعبة والإشارات القادمة من أمريكا متناقضة بشكل كبير.

يحث رودرش كيزفيتر الاتحاد الأوروبي على التركيز أكثر على مصالحه الخاصة.

وقد عززت من الارتباك مقابلة صحفية، بلا أسئلة محرجة وبإجابات صعبة التأويل، في صحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية. "لا مؤشرات على أن الأمور ستكون جيدة في أي وقت في المستقبل"، يقول المتحدث بالشؤون الدفاعية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان، راينر أرنولد، وخيبة الأمل تسيطر عليه. وجاءت انتقادات ترامب للاتحاد الأوروبي والناتو والتقليل من شأنهما لتصب في مصلحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويعتقد راينر أرنولد أن ترامب لن يصبح "عقلانياً ولا بأي شكل من الأشكال". ويأمل ترامب بأن تقوم باقي مؤسسات النظام السياسي الأمريكي بدورها وتؤثر بشكل فعال على المشهد.

ويذهب عضو البرلمان ورئيس كتلة التحالف الحاكم في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، رودرش كيزفيتر، في الاتجاه نفسه: "لا مكان لتجميل الأشياء". غير أن رودرش يضيف أن البقاء فريسة لخيبة الأمل لن يفيد بشيء الآن. "علينا -نحن الأوروبيين- أن ننظر لترامب بإيجابية أكثر"، مشيراً إلى الثقافة الديمقراطية وثقافة الحرية في ألمانيا والدول المجاورة. ويذهب السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي إلى حد الاعتقاد أن ترامب يمكن أن يساعد الألمان على التعرف على نقاط قوتهم الذاتية. "ترامب فرصة لأوروبا"، يختم رودرش كيزفيتر. بَيْدَ أن زميله في البرلمان، من حزب اليسار الألماني، لا أوهام لديه إذ يقول إن "صعود ترامب سيؤدي إلى صعود جديد بشع لنهج جورج بوش في السياسة الدولية".

الخبيرة بأبحاث الرأي العام، ريناتا كوشر، ترى أنه يسود في الاقتصاد الألماني نزعة لرؤية وصول ترامب بعين إيجابية.

المحتفي الوحيد بوصول ترامب للبيت البيضاوي هو حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، علىالأقل قيادة الحزب رغم تشكك ناخبي الحزب، بحسب ما كشف بحث لمعهد "فورسا". 

"كما في السياسة كذلك في الاقتصاد، يرى الكثيرون أن صعود ترامب يحمل معه الكثير من المخاطر. غير أنه يسود في الاقتصاد نزعة لرؤية وصول ترامب بعين إيجابية"، كما تعتقد ريناتا كوشر، مديرة معهد ألينسباخ لدراسات الرأي العام، في حديث له مع DW. يعتقد نصف القادة السياسيين أن ترامب هو من أدى لتدهور العلاقات الألمانية-الأمريكية، ولكن في الاقتصاد يعتقد فقط 41 بالمئة ذلك. إذ يعتقد 64 بالمئة من القادة الاقتصاديين الألمان، المستطلعة آراؤهم، أن صعود ترامب سيعود بفرص على شركاتهم، وذلك على الرغم من مطالبات ترامب بفرض جمارك عقابية وعرقلة التجارة الحرة. وتخلص كورشر إلى أنه "على الأرجح لا بد أن يتحلى المرء -من حيث المبدأ- بالتفاؤل عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد".

أول ما يواجه به أولئك الذين يبحثون في ثروة ترامب هو الغموض قبل أي شيء آخر. إذ ليس من الواضح كم تبلغ القيمة الحقيقية لثروة الرئيس المنتخب. هذه الثروة لم يتم تسليط الضوء عليها خلال السباق الرئاسي بما أن ترامب وعكس بقية المرشحين للرئاسة لم ينشر إقراره الضريبي.

لا تتطابق تماما مع تقديرات الآخرين. ففي يونيو 2015 صرح بأنه يملك ما قيمته 8 مليارات دولار. لكن مجلة فوربس قدرت ثروته بـ 4.1 مليار دولار. في منتصف يوليو 2015 قال ترامب إنه يملك ما يزيد عن 10 مليارات دولار بينما قالت "بلومبيرغ" إن ما يملك حينها لا يتجاوز 2.9 مليار دولار.

حسب يومية "هاندسبلات" الألمانية المتخصصة في مجال المال والأعمال، فإن ترامب يملك أسهما في 500 شركة في 25 بلدا على الأقل. المعلومات حول مجال عمل هذه الشركات قليلة وكذلك حول إيرادتها وأرباحها. وحسب سي إن إن فإن ترامب يملك 144 شركة في 25 بلدا، بينما تقول واشنطن بوست إنه يملك 111 شركة في 18 بلدا على الأقل.

امبراطورية ترامب هي "مؤسسة ترامب" التي تولى إدارتها خلفا لوالده. ويديرها ترامب منذ سنة 1971. وهي تضم عقارات في جميع أنحاء العالم منها 40 في وول ستريت الشهير بنيويورك بالإضافة إلى برج وفندق ترامب الدولي في فانكوفر وفندق ترامب الدولي في لاس فيغاس.

تتوزع ثروة ترامب الأساسية في أربعة مبان حسب مجلة فوربس الشهيرة. الرئيس المنتخب يملك مكتبين في نيويورك وأسهما في برج ترامب، الشارع الخامس. كما يملك أيضا مبنى في سان فرنسيسكو. "فوربس" تقدر بأن هذه العقارات الرئيسية تشكل حوالي 40 بالمائة من ثروة ترامب.

بالإضافة إلى ما سبق لا ننسى أن ترامب يملك مدارس لرياضة للغولف، ما مجموعه 17 في الولايات المتحدة، إيرلندا، اسكتلندا، والإمارات العربية المتحدة. في شهر ماي من العام الجاري صرح ترامب أن عائداته السنوية من الدروس بلغت 306 ملايين دولار.

ضخ ترامب أيضا الكثير من الأموال في كازينوهات ومراكز ترفيهية أخرى في أتلانتيك سيتي وفلوريدا. ويقال إن كازينو تاج محل في أتلانتيك سيتي كلف ترامب حوالي مليار يورو وأفلس في سنة 1991 ثم توالت حالات الإفلاس في 2004 و2009 و2014. وفي نهاية المطاف توقف الكازينو عن العمل في 10 أكتوبر 2016.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل