بالصور.. 400 أثر بجوار المتحف الإسلامي مهددة بالانهيار
عندما تسير على قدمك حول متحف الآثار الاسلامي، والذي افتتحه الرئيس السيسي أول أمس، والإنتهاء من ترميمه بعد الاعتداء عليه وتدميريه، وتدخل من الشوارع الجانبية للمتحف، ستجد الكثير من الآثار أيضًا، من الممكن أن يفوق عددها 400 أثر، ولكن أغلبها مهدد بالإنهيار، ويظهر عليه الاهمال ويحوط به القمامة والباعة الجائلون، وغيرها من الآثار التي قاموا بترميمها، وتظهر بصورة تاريخية جميلة يجب أن تراها وتعرفها.
يقع المتحف الاسلامي في حي عابدين، ويحده شمالا حي الجمالية، وغربا حي الموسكي وحي السيدة زينب، وجنوبا حي الخليفة وشرقا طريق النصر، وتكتظ معظم الأحياء والشوارع والدروب المحيطة بالمتحف بالآثار الموجودة بالشوارع، ويعيش وسطها الآف من المواطنين، ما يجعل المنطقة تظهر وكأنها أكبر متحف أثري تاريخي مفتوح في العالم، وتشعر بالراحة النفسية، وكأنك رجعت بالزمن 1000 سنة إلى الخلف.
ويتمتع حى الجمالية الملاصق للمتحف، بشهرة تاريخية وعالمية لأنه يُعتبر مجمع تراث القاهرة منذ بنائها، وفيه الأزهر، وجامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر وغيرها، وفيه اسوار القاهرة، وبواباتها، والمدارس الأيوبية والمملوكيه، وخان الخليلى، والصاغه، والنحاسين.
ويعد أحد أهم الأحياء بالمنطقة هو حي الدرب الاحمر، والذي يحمل بين شوارعه ما يقرب من 90 أثرا، ويبدو على معظمها الإهمال، وتحوط بها أكوام القمامة وكأنها مركز رئيسي للأهالي لتجميع أكوام القمامة به.
وعلى بعد خطوات قليلة يوجد عدد من الشوارع الأثرية القديمة، شوارع كاملة تحمل تاريخا كبيرا، تجبرك على الوقوف والتأمل كل ثانية لمشاهدة الآثار الموجودة بها، ومن أهمها شارع الدرب الاحمر، ويبدأ من بوابة المتولي حتي شارع التبانة، وشارع أحمد ماهر، وشارع المغربلين، والذي سمي نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم إتساع تجارة الحبوب فقد كان أهل المنطقة يتولون غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب.
بالإضافة إلى شارع الجنكابية المعروف بالسروجية سابقًا، وكانوا يبيعون تجهيزات الخيول للفرسان من سروج مطعمة بالذهب والفضة وأيضا اللباد الذي كان يوضع على ظهر الخيل تحت السرج الجلدي لحمايته من الاحتكاك، وقصبة رضوان المعروف بالخيامية سابقًا، وشارع سوق السلاح، والذي أطلق عليه هذا المسمى لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع، وكان يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر.
وروعة شارع محمد على وشارع كلوت بك أحد أهم معالم القاهرة الخديوية والتراثية والذى قام الخديوى اسماعيل بشق الطريق امتداداَ من ميدان القلعة وصولاَ الى محطة باب الحديد ، وتم تصميمه بتنفيذ البواكى على الجانبين وتخصيص الأرصفة للمشاة تشبيها بمدينة باريس.
وتظهر أغلب الشوارع في حالة سيئة للغاية، وتسير على قدميك في الشوارع الضيقة بصعوبة بالغة بسبب الباعة الجائلين، أوالمعتدين على حق الطريق المتمركزين أمام الأبواب الرئيسية للمساجد والأماكن الأثرية، ولا تستطيع السير من الأساس في الشوارع الواسعة بسبب ضوضاء وعوادم السيارت فضلًا عن التكدس المروري.
كما تعتبر الحمامات الأثرية الموجودة بالمنطقة من أقدم "السونات" في العالم، ومنها حمام الأمير بشتاك، بشارع سوق السلاح وهو أقدم حمام شعبي في مصر، وتم بناؤه في العصر المملوكي ولم يبق منه إلا الواجهة، بالإضافة إلى حمام السلطان المؤيد، بحارة الجداوى من شارع المعز، وحمام السكرية.
ومنهم ضريح الشيخ سعود الرفاعي، وضريح رباط أحمد بن سليمان الرفاعى، الموجودان بحارة الرفاعية من شارع سوق السلاح، بالإضافة إلى سبيل رقية دودو، والمصمم علي نمط الاسبلة العثمانية ولكنه مهدر حاليًا، وسبيل حسن أغا، وسبيل وكتاب حسن أغا كوكليان، وهو سبيل مستقل يعلوه كتاب، بالإضافة إلى سبيل مصطفي سنان، وسبيل السلطان قنصوة الغورى بشارع الأزهر، وسبيل السلطان محمود خان، بشارع بورسعيد، وسبيل السلطان قايتباى، وسبيل محمد بك أبو الذهب، بشارع الشيخ محمد عبده، و سبيل قايتباي بشارع السوق قايتباى، وكان هذا السبيل من الاسبلة الملحقة بها كتاب إلا أنه اندثر حاليًا.
وبالقرب من المتحف، لن تستغرق ثلاثة دقائق سيرًا على الأقدام، لترى الكثير من المساجد والزويا الأثرية والتي تم بناؤها قبل 800 سنة وأكثر، ستدهش من جمال وروعة المنظر، ولكن لا تقترب كثيرًا وكن حذرًا لأن أغلبهم يكاد أن يقع سقفه أو جدرانه فوقك، ويرى الأعمى أن الكثير من المساجد تحتاج إلى ترميم ضروري في الحال، وحتى السليمة والتي قام المسؤولون بترميمها، يشوهها الأهالي والمارة من خارجها.
ومنها مسجد الصالح طلائع، بميدان بوابة المتولى، ويعتبر أول المساجد المعلقة بمصر حيث أرتفع به المعمار عن الأرض بمقدار 3.80 م وبني أسفله حوانيت من الناحية الغربية والنواحى البحرية والقبلية، ومسجد سيدي محمد الذهبي، وجامع الأمير جاني بك، ومسجد قرطبة الذهبي، وهو زاوية صغيرة للصلاة لا تتعدى 50 مترا وبها ضريحان لا يعرف المصلون لصاحبيهما أسماء، ويظهر المحراب الخاص به في حالة سيئة، رغم انه يبدو انه كان جميلًا من قبل اهماله، بالإضافة إلى زاوية أيديكين البندقدارى، بشارع السيوفية، وزاوية عبد الرحمن كتخدا بالمغربلين.
Comments