هشام مهران يكتب: امتحانات آخر العام.. الدعم النفسي مهم | ساسة بوست

منذ 1 دقيقة، 20 يناير,2017

يحتاج البشر جميعًا إلى الدعم النفسي في أيام حياتهم وفي مراحلها المختلفه. سواءً كانوا صغارًا أو كبارًا شبابًا أو شيوخًا، وفي أيام الدراسة والمذاكرة عمومًا والاختبارات خصوصًا نحتاج فيها إلى الكثير من الدعم والمساندة، ولست أبالغ حينما أقول إن كثيرًا من قصص الحب الكاذبة والتي تنشأ بين الطلاب في المرحله الجامعية يمكن إرجاعها بنسبة كبيرة إلى الاحتياج للدعم النفسي ليس إلا.

نحتاج جميعًا لمن يثني علينا ولمن يشجعنا ولمن يذكرنا بأفضل ما لدينا، لمن يعدد لنا قدراتنا وإمكاناتنا ومميزاتنا وصفاتنا الجميلة،

إن الكلمات الطيبة والتشجعية التي نسمعها ممن حولنا أو من أنفسنا يكون لها أبلغ الأثر في أدائنا وفي مساعدتنا على تخطي المراحل الصعبة والحرجة في حياتنا.

لقد تأثرت كثيرًا وتقدمت كثيرًا مستفيدًا من الدعم النفسي الذي قدمته لى أمي (رحمها الله تعالى) حينما كنت أعيش أيام الاختبارات والامتحانات، لقد كان لكلماتها المحفزة أبلغ الأثر في تقدمي وتفوقي.

لقد تفهمتُ جيدًا وعايشت حالات كثيرة بين طلابي وطالباتي ممن يغتربون أو يقيمون بعيدًا عن أسرهم، ولقد شاهدت بينهم ما يشبه الحالات المرَضيَّة نتيجة لفقدهم ذلك الدعم وتلك المساندة، إنهم أكثر عرضة للأزمات النفسية في أوقات الاختبارات، وخاصة الطالبات المغتربات.

لقد علَّمت الكثير ممن تدربوا معي في برامج تطوير الذات كيف يطلبون الدعم النفسي ممن حولهم دون خجل أو تردد، ولقد استطعت أن أغير الكثيرين حينما أرشدتهم إلى طرق الحصول على ذلك الدعم وتلك المساندة بتدريبات بسيطة وموجزة يتم من خلالها تقسيم المتدربين إلى مجموعات ثنائية من أشخاص يعرفون بعضهم جيدًا يجلسون سويًا ويقوم كل واحد بإخبار زميله بما لديه من صفات جيدة أو عادات حسنة أو مواهب متعددة أو أي إمكانات ومميزات لديهم، والوقت المتاح لتنفيذ ذلك (5 دقائق)، يتبادل فيها المشاركون الأدوار، ولا يكاد ينتهي التدريب حتى تسمع انطباعات مختلفة تمامًا وترى تقدمًا ملحوظًا في قبول الذات والقدرة على مواجهة المشكلات والضغوط.

لقد طالبت الكثير من طلابي ممن كانوا يشكون إلي يأسهم وإحباطهم أن يجسلوا إلى إخوتهم أو أصدقائهم ويطلبون منهم أن يخبرونهم بكل شيء حسن فيهم، فحاولو أنتم أن تجربوا هذه الطريقة، اطلبوا ممن حولكم أن يذكروكم بما هو جيد وحسن فيكم، اطلبوا الدعم والمساندة ولا تخجلوا أبدًا من ذلك.

وإذا لم تجدوا أحدًا حولكم يمكنكم أن تحصلوا على هذا الدعم ذاتيًا باستخدام أداوت بسيطة ومتوافرة، كأن تحضر لوحة رسم، وقلم خط كبير، ثم قم بتقسيم اللوحة إلى أربعة أقسام ثم اكتب فيها جميعًا كل شيء جيد فيك (موهبة – قدرة – مهارة – صفات خلقية) ثم ثبتها في غرفتك أو في منزلك وطالعها دائمًا واقرأها مرارًا بصوت عال.

وأخيرًا، اعتد أن السهر غير مجدٍ من ناحية التحصيل أو الإنجاز ويزيد من الشعور بالإرهاق والضجر، وبالتالي الضغوط والأزمات، لقد تعلمت أن الاستيقاظ مبكرًا وأداء صلاة الفجر في جماعة وقراءة جزء يسير من القرآن تمدنا بكثير من القوه النفسية والروحية وتجعلنا أكثر قدرة على مواجهة المشكلات وتخطي الأزمات وتعيننا عونًا ربانيًا كريمًا وفياضًا ومعجزًا.

يمكنك أن تجرب بنفسك وتلحظ الفرق بين حالتك النفسية العالية والقوية (حينما تصلي الفجر وتقرأ القرآن) وبين تلك الحالة في غيرها من الأيام التي لم تفعل فيها هذه الطاعات.

زمن المعجزات لم ينته بعد

نحتاج جميعًا في أوقاتنا العصيبة إلى معجزات خارقة تأخذ بأيدينا وتنتشلنا من الضياع والتعثر والسقوط، وأن قوتنا وإمكاناتنا البشرية مهما عظمت فهي ضعيفة وقاصرة، إذا كنت مضطرًا محتاجًا إلى العون ومتقطع الأسباب مستنفد القوى، وأفرغت كل ما في وسعك وجعبتك، وبذلت قدر جهدك وطاقتك، فارفع يديك إلى السماء وقل يا رب ولا تستكثر شيئًا ولا تستغرب، فالله أقرب إلينا من أنفسنا وأرحم بنا من أمهاتنا وأحن علينا من كل البشر.